تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ضوابط التفسير اللغوي]

ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[07 Dec 2007, 08:17 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

لا شك أن للغة حضورها الكبير في التفسير، وهي من الدعائم الرئيسة في ذلك، فلا يمكن فهم النص القرآني فهما سليما وتذوقه تذوقا صحيحا إلا من خلال الإلمام بحلته اللغوية التي نزل بها كون القرآن نص لغوي بالمقام الأول - دون إغفال المصادر الرئيسة التي لابد للمفسر من تفعيلها في بيان كلام الله- و رغم ذلك فلا يترك أمر اللغة دون ضوابط وحدود معينة، بل يجب أن يتم الاستعانة بها وفق ضوابط تحد من استغلال سعتها ودلالاتها المتنوعة، وحتى لا يأتي الجاهل بأسرارها، وتنوع أساليبها، ويتصرف فيها بجهله أو مكره، ومن ثم فقد وضع العلماء حدودا وقواعد ضابطة، تُبقي اللغة على معهود العرب في الاستخدام وقت تنزل القرآن. وقد كان من الصعوبة بمكان التحديد الدقيق لهذه الضوابط، كون (" الإشكال الحقيقي في عملية التفسير: هو في تحديد الضوابط التي تحكم توظيف جوانب المعنى المختلفة .. (إعمالا وإهمالا) ونظمها في قواعد متسقة" تكون ميزانا نميز به بين التفسير الصحيح لكتاب الله، والتفسير الباطل .. ") كما قال شيخنا الدكتور فريد الأنصاري، ولكنها محاولة لجمع ما لقيته مشتتا، وما اصطلح عليه بضوابط التفسير اللغوي والذي استفدت في جمعها من عدة مصادر ومراجع منها: الرسالة للشافعي، و جامع البيان للطبري، و الإتقان للسيوطي، والبرهان للزركشي، والموافقات للشاطبي، و كيف نتعامل مع القرآن للغزالي، والاختلاف في التفسير حقيقته وأسبابه لوسيم فتح الله، والتفسير اللغوي للدكتورالطيار، والشاهد الشعري للدكتور الشهري، ومدخل إلى علوم القرآن لفاروق حماده، و تفسير النصوص لمحمد أديب صالح، ودراسة الطبري للمعنى للمالكي، وبعض محاضرات السنة الثانية في وحدة الدرس القرآني بمكناس، للأستاذين/ محمد السيسي، وعبد الرحمن حسي، " موجزا إياها في النقاط الآتية:

· أن تُفَسَرَ الآيات بالمعاني التي كانت معروفة عند العرب وقت نزول القرآن، حقائق كانت أو مجازات.

· كل تفسير ليس له أصل في لغة العرب فهو مردود.

· كل تفسير لغوي وارد عن السلف يُحكم بعربيته، وهو مقدم على قول اللغويين.

· وجوب حَمْلِ كلام الله على الأشهر والأفصح من كلام العرب.

· الالتزام بفهم القرآن من خلال معهود العرب في الخطاب.

· كل كلام نُطِقَ به، مَفهومٌ به ما أُرِيدَ، ففيه الكفاية عن غيره.

· وجوب مراعاة أصل الوضع في التركيب، ولا يخرج من ذلك إلا بحجة واضحة.

· وجوب مراعاة السياق.

· أن يكون الاعتناء بالمعاني المبثوثة في الخطاب هو المقصود الأعظم، بناء على أنَّ العرب إنَّما كانت عنايتها بالمعاني وإنَّما أصلحت الألفاظ من أجلها.

· لا يُعبأ بالمعنى الإفرادي إذا كان المعنى التركيبى مفهوما.

· عدم القول بالزيادة في القرآن، فغير جائز أن يكون في كتاب الله حرف لا معنى له.

· عدم اعتقاد معنى ما وحمل ألفاظ القرآن الكريم عليه.

· إذا وَرَدَ أكثر من معنى لغوي صحيح تحتمله الآية بلا تضاد، جاز تفسير الآية به.

· جواز حذف ما دل عليه ظاهر الكلام.

· ليس كل ما ورد في اللغة يلزم وجوده في القرآن.

· إذا كان الكلام يحتمل الحقيقة والمجاز، قُدِمَتْ الحقيقة.

· لا يجوز العدول عن الظاهر إلا بقرينة.

· الوقوف على الأغراض البلاغية، وملاحظة التنوع في النظم والتأمل في سرّ تراكيب الجملة القرآنية.

· الكشف عن مفاهيم الصيغ الصرفية وقواعد الاشتقاق وعلاقتها بالمعنى.

· إدراك ارتباط الفاصلة بما قبلها في الآية القرآنية والجزم بكونها مقصودة من حيث لفظها وجرسها.

· ضرورة التنبه إلى خلود معاني اللفظ القرآني وتجدد فهم معانيها بتجدد الزمن.

وحبذا لو يتكرم الأساتذة والإخوة الأعضاء في ملتقانا المبارك بالتعليق أو الشرح إن أمكن لهذه الضوابط حتى تعم الفائدة، وجزا الله الجميع خيرا.

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[08 Dec 2007, 10:22 ص]ـ

جزالك الله خيرًا يا أخي محمد.

وأذكر أمرين:

الأول: لو أنك نقلت مثالاً لكل قاعدة من المراجع التي رجعت لها لاتضحت بعض القواعد التي فيها غموض، ويا حبذا لو أعدت فعل ذلك، ورقَّمت القواعد، ثم من كان عنده إضافة أضاف، فيحصل بذلك جمع لكثير من القواعد المرتبطة باللغة.

الثاني: إن علم اللغة يُعنى بمتن اللغة (دلالة المفردة على المعنى)، لذا أرى أن يُقتصر هنا عليه، ولا يُُذكر من القواعد ما هو خارج عنه، كالقاعدة التي ذكرتها تحت عنوان (الوقوف على الأغراض البلاغية، وملاحظة التنوع في النظم والتأمل في سرّ تراكيب الجملة القرآنية) فهي من علم البلاغة، والعلم البلاغة ـ في الغالب ـ يأتي بعد المعنى، وله قواعد مستقلة، لو أُفردت كذلك لكان خيرًا كثيرًا.

ملاحظة: لم أرك ذكرت كتاب قواعد الترجيح عند المفسرين للدكتور حسين الحربي، ولا قواعد التفسير للدكتور خالد السبت ففيهما كثير من القواعد المتعلقة باللغة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير