تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مسألة هل القرآن نزل جملة واحدة لسماء الدنيا؟ للشيخ عبد القادر شيبة الحمد]

ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[24 Nov 2007, 09:41 ص]ـ

هذا المقال للشيخ عبد القادر شيبة الحمد حفظه الله أرسله لي وطلب مني نشره في هذا الملتقى وأطلب من الإخوة الأعضاء والقراء الكرام الأطلاع عليه وإبداء رأيهم بشكل علمي وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه

[مسألة هل القرآن نزل جملة واحدة لسماء الدنيا؟ للشيخ عبد القادر شيبة الحمد]

(هل يكون الحديث صحيحاً إذا قيل فيه: رجاله ثقات)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد:

فإن الحديث الصحيح هو ما يرويه الثقة عن الثقة من أول السند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير شذوذ ولا علة فهل إذا قيل: هذا الحديث رجاله ثقات لا يكون حكماً على الحديث بالصحة إلا إذا خلا من الشذوذ أو العلة فإذا كان الحديث رجاله ثقات لكنه خالفه الملأ من المحدثين الثقات فإنه يحكم على هذا الحديث بأنه شاذ أي غير مقبول وكذلك إذا قيل هذا الحديث رجاله ثقات لكنه اعترته إحدى العلل القادحة فيه كأن يكون أحد رواته ثقة لكنه عنعن وهو مدلس أو كان ثقة لكنه غير مقبول في أحد شيوخه وحده مثل ما روى الطبراني في المعجم الكبير من حديث إسحاق بن إسماعيل الطالقاني المعروف باليتيم من حديث جرير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خلق الله آدم على صورة الرحمن، فإن الحافظ ابن حجر في فتح الباري في آخر كتاب العتق ذكر إن القرطبي نفى صحة هذا الحديث وأشار إلى أنه بهذا اللفظ موضوع قال: أخرجه الطبراني بسند رجاله ثقات وبعد مراجعته تبين أنه من رواية إسحاق بن إسماعيل الطالقاني وقد قال الحافظ في تقريب التهذيب إنه ثقة إلا في جرير والحديث من روايته عنه فلا يكون هذا الحديث صحيحاً.

وكذلك ما رواه ابن جرير الطبري في تفسير قوله تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) عن ابن عباس رضي الله عنهما إن القرآن نزل جملة واحدة ليلة القدر من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا فإن أكثر رواة هذا الأثر من طريق داود بن الحصين وهو ثقة إلا في عكرمة وهو إنما رواه عن عكرمة عن ابن عباس. فقد قال الحافظ في التقريب عنه وهو ثقة إلا في عكرمة وهذا الأثر من روايته عنه فلا يكون صحيحاً علماً بأن داود هذا قد رمي واتهم برأي الخوارج كما أشار الحافظ بالتقريب، والخوارج ممن يقول بأن القرآن مخلوق وهذا الأثر يؤيد مذهبهم، وقد روي هذا الأثر أيضاً من رواية أبي بكر بن عياش وهو ثقة إلا أنه لما كبر ساء حفظه، علماً بأن ابن جرير أشار إلى أنه من قول السدي نفسه كما ساقه ابن جرير عن حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس وقد وصف الحافظ بن حجر حكيم بن جبير بأنه ضعيف وقد ذكر بعض العلماء عن أثر ابن عباس بأنه صحيح مع ما رأيت في أسانيده علماً بأن مفتي الديار السعودية السابق الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله ألف رسالة ذكر فيها إن القول بأن القرآن نزل من اللوح المحفوظ إلى محمد صلى الله عليه وسلم هو مبني على أصل فاسد لإنكار أن يكون الله متكلماً وهو كفر وإلحاد وإنكار للرسالة، وقد سماها: الجواب الواضح المستقيم في كيفية إنزال القرآن الكريم أو نقد السيوطي في الإتقان: إن جبريل أخذ القرآن من اللوح المحفوظ وجاء به إلى محمد صلى الله عليه وسلم.

فإلحاقا للمقال الذي نشرته لي جريدة الحياة يوم الجمعة 22/ 10/1428هـ بدأت في مراجعة تفسير ابن جرير لقوله تعالى (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) ورأيت أنه قال في أول كلامه على قوله عز وجل (الذي أنزل فيه القرآن) أنه نزل في ليلة القدر من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا في ليلة القدر من شهر رمضان ثم أنزل إلى محمد صلى الله عليه وسلم على ما أراد الله إنزاله إليه ثم أخذ يسوق الآثار الواردة في ذلك، فبدأت في تتبع أسانيده لعلمي بأنه قد يورد أثاراً مخالفة للحق كآثاره في قصة الغرانيق الباطلة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير