تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثم قال: {نسوا الله فنسيهم} واعلم أن هدا الكلام لا يمكن إجراؤه على ظاهره لأنا لو حملناه على النسيان على الحقيقة لما استحقوا عليه ذما، لأن النسيان ليس في وسع البشر، وأيضا فهو في حق الله تعالى محال فلا بد من التأويل، وهو من وجهين: الأول: معناه أنهم تركوا أمره حتى صار بمنزلة المنسي، فجازاهم بأن صيرهم بمنزلة المنسي من ثوابه ورحمته، وجاء هذا على أوجه الكلام كقوله: {وجزاء سيئة سيئة مثلها} (الشورى: 40) الثاني: النسيان ضد الذكر، فلما تركوا ذكر الله بالعبادة والثناء على الله، ترك الله ذكرهم بالرحمة والإحسان، وإنما حسن جعل النسيان كناية عن ترك الذكر لأن من نسي شيئا لم يذكره، فجعل اسم الملزوم كناية عن اللازم.

الزمخشري

" نسوا الله " أغفلوا ذكره " فنسيهم " فتركهم من رحمته وفضله

النسفي

نسوا الله تركوا امره أو غفلوا ذكره فنسيهم فتركهم من رحمته وفضله

القرطبي

والنسيان: الترك هنا , أي تركوا ما أمرهم الله به فتركهم في الشك. وقيل: إنهم تركوا أمره حتى صار كالمنسي فصيرهم بمنزلة المنسي من ثوابه. وقال قتادة: " نسيهم " أي من الخير , فأما من الشر فلم ينسهم.

ابن حيان

والنسيان هنا الترك. قال قتادة: تركوا طاعة الله وطاعة رسوله فنسيهم، أي: تركهم من الخير، أما من الشر فلم ينسهم. وقال الزمخشري: أغفلوا ذكره فنسيهم تركهم من رحمته وفضله، ويغبر بالنسيان عن الترك مبالغة في أنه لا يخطر ذلك ببال.

ابن كثير

"نسوا الله" أي نسوا ذكر الله" فنسيهم "أي عاملهم معاملة من نسيهم كقوله تعالى"فاليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا"

الجلالين

(نسوا الله) تركوا طاعته (فنسيهم) تركهم من لطفه

الشوكاني

والنسيان الترك: أي تركوا ما أمرهم به، فتركهم من رحمته وفضله، لأن النسيان الحقيقي لا يصح إطلاقه على الله سبحانه، وإنما أطلق عليه هنا من باب المشاكلة المعروفة في علم البيان

السيوطي في موسوعته الأثرية:

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله {ويقبضون أيديهم} قال: لا يبسطونها بخير {نسوا الله فنسيهم} قال: نسوا من كل خير ولم ينسوا من الشر.

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله {نسوا الله فنسيهم} قال: تركوا الله فتركهم من كرامته وثوابه.

وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك {نسوا الله} " قال: تركوا أمر الله {فنسيهم} تركهم من رحمته أن يعطيهم إيمانا وعملا صالحا.

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في الآية قال: إن الله لا ينسى من خلقه ولكن نسيهم من الخير يوم القيامة.

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال: نسوا في العذاب.

والله أعلم

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[20 Oct 2007, 12:08 ص]ـ

معلوم أنه - رٍٍفع عنا الخطأ والنسيان ..... " إذن هذا نسيان غير مرفوع بدليل أن من ءاتاه فسينساه الله وهناك السهو غير مرفوع " فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون "

ولنبحث من البداية ما النسيان وما الفرق بينه وبين السهو والغفلة؟

هؤلاء الذين نزلت فيهم الآية " نسوا الله فنسيهم " هم المنافقون كان كل همهم أن يرضى عنهم الرسول والمؤمنون ونسوا الله فالله نسيهم من عطاء الألوهية وهو هو ماسيحدث في الآخرة " اليوم ننساكم ... " أما عطاء الربوبية في الدنيا فهو لهم بالحق،ولذلك أري أن نسي = ترك قد لا تفي بالمطلوب،والله أعلم.

ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[22 Oct 2007, 07:16 م]ـ

وجاء في كتاب: أنوار البروق في أنواع الفروق؛

لشهاب الدين أبو العباس أحمد بن إدريس المشهور بالقرافي (684هـ-1285م):

(أما النسيان الذي هو الترك مع الغفلة الذي هو مشتهر في العرف لا يجوز طلب العفو فيه لأن طلب العفو فيه وعنه قد علم بالنص والإجماع).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير