تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والصلاة من حيث إنها قيام، وركوع، وسجود، وجلوس ليس فيها صعوبةٌ، والصعوبةُ من جهة أن الصلاة بحق ما يدخلها المصلي بقلب حاضر؛ فيؤديها مبتغياً رضا الله، تالياً القرآن بتدبر، ناطقاً بالدعوات والأذكار التي تشمل عليها عن قصد إلى كل معنى دون أن تجري على لسانه، وهو في غفلة عن معانيها التي هي روح العبادة.

ويضاف إلى هذا في معنى صعوبة الصلاة أنها فريضة شرعت لأن يقيمها العبد في كل يوم خمس مرات مدى الحياة.

وإنما كانت سهلة على الخاشعين؛ لإيقانهم أنها من أهم وسائل الفلاح في الدنيا والسعادة في الآخرة، ولأنهم يجدون عند أدائها ارتياحاً واطمئناناً يجعل نفوسهم ناشطة للقيام بها كلما حل وقتها". ص79

8 - وقال في قوله -تعالى-: [فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الحَجَرَ]: "من أين جاءت هذه العصا إلى موسى -عليه السلام-؟ وكيف كانت صفتها؟

يحكي في ذلك المفسرون أقوالاً مختلفة، كما أن الآثار اختلفت في مصدر هذا الحجر الذي ضرب بها، وفي وصفه.

ويكفي في فهم معنى الآية واستفادة أن ما تضمنته من واقعة انفجار الماء إنما كان على وجه المعجزة، أن تعلم أن العصا كانت لموسى (بعصاك) وأن الحجر الذي ضرب بها كان من الصخر الذي ليس من شأنه الانفجار بماء". ص100

9 - وقال عند قوله -تعالى-: [وَلاَ تَقُوْلُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِيْ سَبِيْلِ اللهِ أَمْوَاتٌ ... ]: "والمعروف أن أرواح السعداء من غير الشهداء في حياة ونعيم بعد الموت، ولكن للشهداء حياة أرقى تمتاز عن حياة غيرهم من السعداء، نؤمن بها كما ذكرها الله -تعالى- ولا ندرك حقيقتها؛ إذ لا يمكن إدراكها إلا من طريق الوحي، كما قال -تعالى-: [ولكن لا تشعرون] أي لا تحسُّون ولا تدركون حالهم بالمشاعر؛ لأنها من شؤون الغيب التي لا طريق للعلم بها إلا الوحي". ص246

10 - وقال عند قوله -تعالى-: [وَلَكِنَّ البِرَّ مَنْ آمَنَ باللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ ... ]: "والإيمان باليوم الآخر: التصديق بالبعث وما يقع بعده من حساب وثواب، وعقاب على الوجه الذي وصفته نصوص الشريعة بأجلى بيان.

ومما دلت عليه نصوص الشريعة الغراء دلالة لا تحوم بها شبهة أن للأجسام نصيباً من ذلك النعيم أو العذاب، ولا يختص به الأرواح، كما يزعم بعض من لا يريد أو لا يستطيع أن يأتي الحقائق من أبوابها". ص276

11 - وقال في قوله -تعالى-: [فَلا تَجْعَلُوا للهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُوْنَ]: "الأنداد: جمع ند، والند المماثل المكافئ، وفسر في الآية بمعنى الشريك، فكل من عظم مخلوقاً التعظيم الذي لا يليق إلا بالله -تعالى-، فقد اتخذ ذلك المخلوق نداً لله.

وتتناول الآية مشركي العرب لعبادتهم الأصنام، والصابئين لعبادتهم الكواكب، والمجوس لعبادتهم النار، والنصارى لتعظيمهم المسيح -عليه السلام- تعظيماً لا يحق إلا لله.

وممن يجعلون لله أنداداً أولئك الفرق الضالة الذين يعتقدون إلهية زعمائهم، كطائفة البهائية الذين يعتقدون إلهية زعيم مذهبهم.

ومن واجب دعاة الإصلاح أن يراقبوا أحوال من يزورون قبور الصالحين؛ حتى إذا أحسوا مِنْ زائرٍ المبالغةَ في تعظيم صاحب القبر كالانحناء أمامه في هيئة الراكع أو الساجد؛ نبّهوه برفق، وأنقذوه من الوقوع في اعتقاد أن الولي يملك لنفسه أو لغيره نفعاً أو ضراً، وأعادوه إلى ما يوافق التوحيد الخالص من أن النفع والضر من طريق غيبي إنما هو بيد الله الذي بيده ملكوت كل شيء". ص316 - 317

12 - وقال في قوله -تعالى-: [فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ]: "والرحمة يوصف بها الإنسان فتكون بمعنى العطف والحنو، وهذا المعنى هو رقة القلب لا يصح أن تفسر به الرحمة الواردة وصفاً للباري -جل جلاله- بل نقول: إن رحمة الله صفة ثابتة له -تعالى- لا نعلم حقيقتها وإنما نعرف أثرها الذي هو إيصال الخير، كما أننا لا نعلم حقيقة علمه -تعالى- وإنما نعرف أنه صفة تحيط بالأشياء على ما هي عليه.

دلت الآية على أن لينه -عليه الصلاة والسلام- لمن خالفوا أمره، وتولوا عن موقع القتال إنما كان برحمة من الله؛ فالله حقيق بحمد النبي-صلى الله عليه وسلم- إذ وفقه لفضيلة الرفق بأولئك المؤمنين، وحقيق بحمد أولئك المؤمنين؛ إذ كان لين رسول الله إنما هو أثر من أثر رحمة الله". ص330

13 - وقال في قوله -تعالى-: [وَلَوْ كُنْتَ فَظَّاً غَلِيظَ القَلْبِ لانْفَضوا مِنْ حَوْلِكَ]:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير