تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهل هي عقبة في سبيل فهم القرآن كما فهمه الصحابة رضي الله عنهم؟

أما قولك: (لم يكن ابو بكر أو عمر أو عثمان أو بلال .. لم يكن أحدهم أنحى من الكسائي وسيبويه .. ولم يكن أحدهم افقه من أبي حنيفة وأبي يوسف وزفر .. ولم يكن أحدهم يجاري الزمخشري في بلاغته .. الخ).

فهذا والله أبطل الباطل, وعين التناقض, أبطل الباطل لأنها مقارنة جائرة بين من جمع منتهى العلم والخيرية ديناً ولغةً وعقلاً, وبين من بعدهم بقرون.

وهي عين التناقض لأنك تدعونا إلى علم الصحابة فقط ثم تقول لنا أن هؤلاء أعلم منهم!!

دعوتك الجائرة هذه تعلمنا أن علوم الأمة التي سبق إليه هؤلاء الأئمة لا خير فيها لأنها ليست من معلومات الصحابة, وأي هدم للعلوم أوضح من هذ؟!

ثم أخي علي -وقد آلمتني بما كتبت- من أين أخذ الكسائي وأبو حنيفة وزفر وأشباههم علومهم؟!

أما قولك: (لماذا كان الجيل الأول أدق فهما لكتاب الله من التابعين و تابعيهم ممن قد أصلوا الأصول وقننوا القوانين وظبطوا الظوابط , أقول لماذا فهموم وهم بعد لم يستوفوا عدة التفسير من الظوابط والأصول والقواعد .. ).

فليس بصواب؛ لأنه لم تؤصل أصول ولا ضوابط ولا قواعد في ذلك العهد, ولم يخرجوا في ذلك العهد عن منهج الصحابة الذي تدعو إليه.

ثم قلت: (ولكني أقول أننا إذ نتقيد بهذه الأصول والقواعد التي وضعت بعد جيل الصحابة , سنفهم القرآن فهم التابعين وتابعيهم وهو فهم راق رفيع ولا شك في ذلك , ولكنا وقد تقيدنا بهذه الأصول وحصرنا فهم القرآن بها , لن نفهم القرآن فهم الجيل الأول الذي عاش التنزيل .. وهذه هي الدرجة التي يختلف بها فهم عن فهم ..

وهذا ما كنت اريد قوله وأنا أتكلم عن الطريقة المثلى لفهم القرآن .. ).

هل لك أن تخبرني أخي: ما الفرق بين تفسير ابن عباس ومجاهد أو عكرمة في الفهم وبيان المعنى؟

وزدت فقلت: (حينئذ وأن مؤمن بذلك سيفهم القرآن الكريم فهما فوق ما تبلغه إياه هذه التقسيمات الفنية والتبويبات الأكاديمية .. وفي الموضوع متسع للكلام وسيجيئ كل شيء بأوانه المناسب إن شاء الله .. ).

على ما في العبارة من تخليط لكن يفهم منها: أن فهم القرآن بطريقتك المذكورة فوق فهمه بالتقسيمات الفنية والتبويبات الأكاديمية.

وهذا كلام جاهل بكلا الفهمين: فهم الصحابة وفهم من بعده؛ فإن فهم الصحابة للقرآن ليس معتمداً على معاصرة التنزيل ومعرفة حال من نزل عليهم القرآن فقط, بل انهم يفهمونه بأصول ومصادر غير ذلك. كما أن فهم من بعدهم لم يهمل هذا الجانب كما يفهم من طول المقال وعرضه.

وبعد:

فإن هذا المقال بني على غير علم فجاء بغير الحق, وأجزم بأن عين عالم أو طالب علم لم تقع عليه وإلا لارتاح منه كاتبه وقارئه. والله الموفق.

ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[07 Nov 2007, 10:08 م]ـ

رفقا بأخينا يا أبا بيان! فما عهدناك إلا حليما كريما.

أخي الكريم علي جاسم – وفقه الله -:

لكل علم أصوله وقواعده، فأنتَ -مثلا - إذا أردتَ أن تقرأ القرآن الكريم قراءةً صحيحة لن ينفع الطّيران (الخياليّ) إلى وقت تنزل القرآن شيئا!

" وكما أنّ غاية التجويد النّطق الصحيح لألفاظ القرآن فإن غاية أصول التفسير الفهم الصحيح لمعانية " (1)

وإنّ مِنْ فوائد علم أصول التفسير -يا أخي الكريم- حفظ القرآن الكريم مِنْ عَبَث العابثين وتطاول المتطاولين ممن يقولون فيه بغير علم ...

أنتَ - يا أخي الكريم - تدعو إلى الأخذ بمنهج الصحابة، أليس كذلك؟

الصَّحابة – أخي الفاضل - كانوا عَرَبا أقحاحا يفهمون القرآن الكريم بفطرتهم وسليقتهم، وبمعرفتهم بأسباب النزول وطبيعة الوحي، وبما سمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وكان لهم منهج واضح محدد، ولم تدع الحاجة في ذلك العهد إلى تأصيل الأصول ووضع القواعد والضوابط ...

ولقد سار التابعون على نهج الصَّحابة واقتدوا بهديهم ...

أخي الكريم ... إنّ القواعد والضوابط التي تراها عائقا أمام فهم القرآن الكريم وُضِعَتْ لي ولك ولغيرنا لترشدنا إلى الطريقة الصحيحة لكشف معانيه وأسراره، واستخراج حِكَمه وأحكامه ...

فكيف تطلب من الملاّحين أن يشقوا عُباب المحيطات مِنْ غير أن يتقنوا أصول وقواعد فنّ الملاحة؟! هل تراهم – إن فعلوا - يصلون لِسِيفِ الأمان؟

بارك الله فيك، وغفر لنا ولك.


¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير