ويعرف بها، ويمكن اعتباره أول من ألف في علوم القرآن بمعناها الاصطلاحي الذي يختص بجمع ضوابط العلوم المتصلة بالقرآن الكريم من ناحية كلية عامة.
وفي القرن التاسع: نجد جلال الدين البلقيني (ت824هـ) وكتابه:"مواقع العلوم من مواقع النجوم"، ومحمد بن سليمان الكافيجي (ت879هـ) وكتابه: "التيسير في قواعد التفسير"، ومع نهاية القرن التاسع وبداية العاشر نجد جلال الدين السيوطي (911 ه (، المعروف بكثرة التأليف في مختلف العلوم وبالخصوص في علمي التفسير والحديث، والمتميز بالجمع والموسوعية في التأليف، وكتابه الشهير "الإتقان في علوم القرآن" الذي يعتبر من أكثر كتب الدراسات القرآنية استيعاباً لعلوم القرآن ومن أحسنها تصنيفاً وتبويباً، وهو اختصار لكتاب آخر أسهب فيه وهو" التحبير في علم التفسير"، وقد ضمن التحبير كتاب شيخه الإمام جلال الدين البلقيني (مواقع العلوم من مواقع النجوم)،كما استفاد فيه من شيخه الكافيجي، ويبدو أنه في أثناء تصنيفه "التحبير" لم يكن قد اطلع على كتاب البرهان للإمام الزركشي، أما كتاب "الإتقان" فقد صنفه بعد أن اطلع على كتاب البرهان للإمام الزركشي، فاختصره مع إضافات كثيرة، وجعله مقدمة لتفسير كبير شرع فيه ولم يتمه. ويؤخذ عليه أنه يورد الكثير من الروايات الضعيفة والأحاديث التي لم تثبت دون تعقيب، وكذلك ذكره لبعض الآراء دون ذكر أصحابها أو التعقيب عليها رغم تفردها. ويعتبر كتاب "الإتقان" أهم مصدر للباحثين والكاتبين في علوم القرآن بل إن معظم ما ألف حديثاً في علوم القرآن مقتبس منه. ويعتبر من أوائل الكتب التي طبعت في القرن التاسع عشر فطبع في كلكتا (1271هـ/1854م)، وقد توالى طبعه، ولم يحظ بتحقيق يليق بأهميته.
ثم بعد ذلك لا نجد تأليفاً متميزاً في علوم القرآن إلى أن ظهرت النهضة الحديثة في التأليف في القرن الرابع عشر الهجري، فظهرت عشرات المؤلفات الحديثة التي اختصرت ما تقدم وأضافت إليه، وكان من عوامل تجديد التأليف فيها ظهور موضوعات جديدة وتطور أساليب التدريس، وكانت جهود المستشرقين وما أثاروه من أهم المحفزات لإعادة النظر وتمحيصه في علوم القرآن، كما ظهرت محاولات جديدة تعيد النظر في علوم القرآن من منطلق إعادة النظر في الوحي والقرآن نفسه كمصدر ورسالة وتاريخ، كمحاولات نصر حامد أبو زيد.
وتجدر الإشارة أخيراً إلى أهم ثلاثة كتب حديثة شكلت إضافة في التآليف الحديثة في علوم القرآن وكانت مرجعاً لمعظم المؤلفات الحديثة، وهي:
- مناهل العرفان في علوم القرآن، تأليف الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني، وهو كتاب جامع يعتمد أسلوباً سهلاً، ضم الكثير من المادة العلمية من كتابي الزركشي والسيوطي، وأضاف إليهما مباحث جديدة لاسيما حول شبهات المستشرقين، وترجمة القرآن.
-مباحث في علوم القرآن، للدكتور صبحي الصالح، وهو بالإضافة إلى الاختصار والجمع من المصادر عني بالتدقيق في مسائل جمع القرآن ووجوه الإعجاز والبلاغة، وتطرق إلى مسائل مثارة في عصره.
- النبأ العظيم، للدكتور محمد عبد الله دراز، وهو طريقة جديدة في تناول القرآن الكريم تركز على خصائص القرآن ومزاياه المعجزة، يتناول بعض علوم القرآن بمنهج جديد، رقيق الأسلوب والتعبير.
ولا تزال علوم القرآن بحاجة إلى جهود علمية أكثر تسد النقص في جوانب من مباحثه، وتعيد النظر في جوانب أخرى، فعلوم القرآن فيها الكثير مما يحتاج إلى المراجعة والدرس.
ـ[وائل حجلاوي]ــــــــ[13 Nov 2007, 11:17 ص]ـ
التعريف بالباحث
الدكتور: عبد الرحمن حللي
التخصص: التفسير
عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة بجامعة حلب - سوريا
حصل على إجازة في الشريعة من جامعة دمشق عام 1994
وحصل على درجة الماجستير عام 1998 من جامعة الزيتونة بتونس
وحصل على درجة الدكتوراه عام 2004 من جامعة الزيتونة بتونس بتقدير: مشرف جداً
وكانت رسالته: دعوة الرسل بين الخصوصية والتكامل في القرآن الكريم
الكتب التي ألفها (عدا الماجستير والدكتوراه)
حجية مذهب الصحابي – المكتب الإسلامي – بيروت 1997
مفهوم الكنز في الإسلام - المكتب الإسلامي – بيروت 1997
خطاب التجديد الإسلامي (بالاشتراك) – دار الفكر – دمشق 2004
الإسلام والإرهاب – تحت الطبع
باحث مشارك في الموسوعة الإسلامية الميسرة الصادرة في حلب 1997.
باحث مشارك في موسوعة أعلام العرب والمسلمين التي تعدها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (السكو).
وله العديد من البحوث في المجلات العلمية المحكمة
ـ[أم حبيبة]ــــــــ[19 Sep 2008, 04:58 م]ـ
جزيتم خيراً
قد يكون ما وصل إليه الدكتور حللي هو ما توصل إليه د. محمد يوسف الشربجي في بحث منشور محكم في مجلة جامعة دمشق 1996/ من أن أول من ألف في علوم القرآن بالمعنى الاصطلاحي هو ابن الجوزي في القرن السادس عندما وضع كتابه فنون الأفنان في عيون علوم القرآن وناقش في بحثه هذا جميع الأقول بهذه الأولية، والله أعلم بالصواب.
¥