تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فالجواب: أنّ الاقتتال بين طائفتين يُفضي إلى أنْ تَعُمَّ المفسدة ويلحق كل من مؤمن منها شيء وكل يسعى في الإصلاح لأمر نفسه فلم يؤكد بالأمر بالتقوى وأما عند تخاصم رَجُلَيْن لا يخاف الناس ذلك وربما يريد بعضهم تأكيد الخِصَام بين الخصوم ولغرض فاسد، فقال: {فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله} أو يقال: قوله: وأصْلِحُوا إشارة الإصلاح، وقوله: «وَاتَّقُوا اللهَ» إشارة ما يصيبهم عن المُشَاجَرَة، وإيذاء قلب الأخ؛ لأن من اتقى الله شغله تقواه عن الاشتغال بغيره، قال عليه الصلاة والسلام: «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهٍ»

من تفسير البيضاوي:

{إِنَّمَا المؤمنون إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} هذا تقرير لما ألزمه من تولي الإصلاح بين من وقعت بينهم المشاقة من المؤمنين، وبيان أن الإيمان قد عقد بين أهله من السبب القريب والنسب اللاصق ما إن لم يفضل الإخوة لم ينقص عنها. ثم قد جرت العادة على أنه إذا نشب مثل ذلك بين الأخوين ولاداً لزم السائر أن يتناهضوا في رفعه وإزاحته بالصلح بينهما فالإخوة في الدين أحق بذلك، {أخوتكم} يعقوب {واتقوا الله لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} أي واتقوا الله، فالتقوى تحملكم على التواصل والائتلاف وكان عند فعلكم ذلك وصول رحمة الله إليكم مرجواً،

من تفسير السعدي:

أمر بالتقوى عمومًا، ورتب على القيام بحقوق المؤمنين وبتقوى الله، الرحمة [فقال: {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} وإذا حصلت الرحمة، حصل خير الدنيا والآخرة، ودل ذلك، على أن عدم القيام بحقوق المؤمنين، من أعظم حواجب الرحمة.

وفي هاتين الآيتين من الفوائد، غير ما تقدم: أن الاقتتال بين المؤمنين مناف للأخوة الإيمانية، ولهذا، كان من أكبر الكبائر، وأن الإيمان، والأخوة الإيمانية، لا تزول مع وجود القتال كغيره من الذنوب الكبار، التي دون الشرك، وعلى ذلك مذهب أهل السنة والجماعة، وعلى وجوب الإصلاح، بين المؤمنين بالعدل، وعلى وجوب قتال البغاة، حتى يرجعوا إلى أمر الله، وعلى أنهم لو رجعوا، لغير أمر الله، بأن رجعوا على وجه لا يجوز الإقرار عليه والتزامه، أنه لا يجوز ذلك، وأن أموالهم معصومة، لأن الله أباح دماءهم وقت استمرارهم على بغيهم خاصة، دون أموالهم.

ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[17 Nov 2007, 08:19 ص]ـ

هل يمكن فهم (وَاتَّقُوا اللَّهَ) على أنها جملة تفسيرية للإصلاح بين الإخوة، أي: (أصلحوا بين أخويكم إن كنتم تتقون الله حقا)

بل هي جملة معطوفة، على الجملة (الآية)

السابقة لها .. ليس غير

وشكرا

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[20 Nov 2007, 02:50 ص]ـ

جزاكما الله خيرا.

ـ[معن الحيالي]ــــــــ[20 Nov 2007, 10:05 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله القائل في كتابه العزيز: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُم، وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ).

من جمالية التعبير القراني تعلق الكلم بعضه ببعض وهذا ما يعرف بنظرية النظم عند البلاغيين، فقد بدات الاية الكريمة باسلوب القصر تنبيها لما بعدها انه امر يستدعى الانتباه.

فقررت الاية من مطلعها نعمة من نعم الايمان وهي: التاكيد على عوائد الايمان باستشعار الاخوة في الدين، ليكون امر الاصلاح بين الاخوان من توفيق الله تعالى وهو من الايمان.

لان الايمان ما صفت به النفوس واطمئنت به الى الله تعالى وكذلك الاصلاح بين الاخوة وهو من التناسب البليغ بين استعمال المفردات ..... مع كل ذلك ما زالت وصية الله تعالى فينا وهي التزام التقوى ومراقبة الله تعالى لان الدنيا فانية وفاني ما فيه الا ذكر الله وما والاه فلماذا الخلاف والشقاق؟، بعد هذا اراد الله تعالى ان يبين لعباده سعة رحمته بهم جميعا من باب الترغيب في الصلح وترك الشحناء بين الاخوان فقال (لعلكم ترحمون) اي ان من مواطن الرحمة الاسراع الى امتثال الطاعة في هذا الموقف وعدم ترك الاخوة متخاصمين من اجل عرض الحياة الدنيا. والله اعلم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير