تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

نجد الإمام البقاعي يعدد أسماء سورة البقرة فيقول: " سورة البقرة: وتسمى: السنام، والذروة، والزهراء، والفسطاط " (24)

وأما في كتابه التطبيقي- نظم الدرر-، فهو لا يسردها كما فعل في مصاعد النظر، بل يذكر ها كلما احتاج إليها في اكتشاف المناسبة؛ فلا نراه يتعرض لتسميتها ب" البقرة " و" الزهراء " مع أن الأحاديث الواردة بذلك صحيحة، ولم يتعرض لاسم الزهراء إلا حينما تعرض لتفسير سورة آل عمران،والتي المقصود منها التوحيد حيث قال، وهي تشارك البقرة في هذا الاسم حيث قال:" والتوحيد موجب لزهرة المتحلي به فلذلك سميت الزهراء " (25).

وقد تعرض لأسمائها الأخر في تفسير قوله تعالى: " مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .... إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " (26)

ناقلا عن الاستاذ الحرالي قوله: " وذلك لأن هذه السورة هي فسطاط القرآن الجامعة لجميع ما تفصّل فيه؛ وهي سنام القرآن، وسنام الشيء أعلاه؛ وهي سيدة سور القرآن؛ ففيها لذلك جوامع ينتظم بعضها ببعض أثر تفاصيله خلالها في سنامية معانيها وسيادة خطابها. " (27)

وهو يرى رحمه الله أن سر تسميتها بـ" الفسطاط، والسنام "لكونها تضمنت:" خطابَ إجمال يناسب مورد السورة التي موضوعها إجمالات ما يتفسر فيها وفي سائر القرآن من حيث إنها فسطاطه وسنامه " (26)

ويعلن في آخر السورة عن ذلك النظام الذي تميزت به السورة، ومطابقة اسم " السنام " لهذا النظام الموزع بقوله: " وسر ترتيب سورة السنام على هذا النظام أنه لما افتتحها سبحانه وتعالى بتصنيف الناس الذين هم للدين كالقوائم الحاملة لذي السنام فاستوى وقام ابتداء المقصود بذكر أقرب السنام إلى أفهام أهل القيام فقال مخاطباً لجميع الأصناف التي قدمها " يا أيها الناس اعبدوا ربكم " [البقرة: 21] واستمر إلى أن بان الأمر غاية البيان فأخذ يذكر مننه سبحانه على الناس ... ، فلما تزكوا فترقوا فتأهلوا لأنواع المعارف قال معلياً لهم من مصاعد الربوبية إلى معارج الإلهية " وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو " [البقرة: 163]، فلما تسنموا هذا الشرف لقنهم العبادات المزكية .... فحث على أشياء أكثرها من وادي الإحسان الذي هو مقام أولي العرفان." (27)

وفي آخر تفسيره لسورة البقرة بين معنى كونها السنام بقوله: " فلذلك كانت سورة البقرة سناماً له والسنام أعلى ما في الحيوان المنكب وأجمله جملة وهو البعير، وكانت سورة آل عمران تاج القرآن والتاج هو أعلى ما في المخلوقات من الخلق القائم المستخلف في الأرض ظاهره وفي جميع المكون إحاطته؛ فوقع انتظام هاتين السورتين على نحو من انتظام الآي .... وكانت منزلة سورة آل عمران منزله تاج الراكب وكان منزله سورة البقرة منزلة سنام المطية؛ قال صلى الله عليه وسلم: " لكل شيء سنام وسنام القرآن سورة البقرة، لكل شيء تاج وتاج القرآن سورة آل عمران " (28)

ـــــــــــــــــــ

(1) زاد المعاد في هدي خير العباد (2/ 323 - 324).ط:الأولى (1419هـ،1998م) بيروت، لبنان.

(2) الجامع لأحكام القرآن الكريم لأبي عبد الله القرطبي (4/ 5) طبعة دار الفكر (1415هـ-1995م)

(3) نظم الدررللإمام البقاعي (1/ 34)

(4) المرجع نفسه (1/ 35)

(5)) المرجع نفسه (1/ 34)

(6) المرجع نفسه (1/ 36)، قال صاحب القاموس (ص: 1235: المُنَّةُ بالضم: القوة)

(7) مصاعد النظر (1/ 98)

(8) تفسير الطبري (1/ 100)

(9) البرهان في علوم القرآن (1/ 270)

(10) الاتقان في علوم القرآ ن (1/ 115)

(11) المرجع نفسه (1/ 117 - 123)

(12) رواه مسلم الحديث رقم (804) وابن حبان (1/ 35) والحاكم في مستدركه (1/ 752) والطبراني في معجمه الأوسط (1/ 150) وأحمد (5/ 249) الطبراني في معجمه الكبير (8/ 118).

(13) تفسير القرطبي (4/ 5) طبعة دار الفكر (1415هـ-1995م)

(14) رواه ابن حبان في صحيحه (1/ 188)

(15) رواه النسائي في اليوم والليلة ص:201

(16) سنن الترمذي الحديث رقم (2878)

(17) رواه الدارمي رقم الحديث (3372)

(18) لسان العرب (12/ 306) النهاية في غريب الحديث لابن الاثير (2/ 409)

(19) رواه النسائي في اليوم والليلة ص:201

(20) في مسند الفردوس ص:55

(21) سنن الدارمي رقم الحديث (3371)

(22) النهاية في غريب الحديث لابن الأثير (3/ 445) لسان العرب (7/ 372).

(23) مفاتيح الغيب للرازي (2/ 56)

(24) مصاعد النظر (2/ 48)

(25) نظم الدرر (2/ 2)

(26) نظم الدرر (1/ 139)

(27) نظم (1/ 274)

(28) المرجع نفسه (1/ 274)

ـ[عمر الدهيشي]ــــــــ[29 Nov 2007, 03:51 م]ـ

شكر الله للشيخين مداخلتهما وفوائدهما التي استفدت منها في ما يتعلق بالمسألة، وفي خارجها .. نفع الله بالجميع،،وبانتظار المزيد ..

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير