ـ[محمد الأمين بن محمد المختار]ــــــــ[09 Dec 2007, 07:17 م]ـ
لله دركم
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[09 Dec 2007, 08:31 م]ـ
ذَكَّرَتْنا الآثارُ بالأعيانِ=وأَثَارَت كوامنَ الأشجانِ
لقاءٌ ملئَ علما وتجربة ممن له قصب السبق في الجانبين كليهما ..
وقد وفقتم في انتقاء الأسئلة .. وتخير المسؤول عنها .. وحسن الإخراج والتنسيق ...
فجزاكم الله خير الجزاء وأحسن إليكم.
وأحب هنا أن أعيد صياغة أبرز الأفكار المطروحة، على شكل نقاط، تذكيرا لي ولإخواني بها، وإن كانت لا تغني بحالٍ عن قراءة اللقاء كاملا:
* الاشتغال بتعلم القراءات مندوب له كلَّ من رأى في نفسه الأهليةَ له والقدرةَ عليه، بتَلقِّيَها من مُسنِدٍ متقنٍ، وإن زاحمتْ علوماً أخرى.
* لا يجوز شرعاً للقادر على تجويد القرآن أن يقرأه بلا تجويد، ولا فرْقَ في ذلك بين الضادِ وبين غيره من حروفِ القرآنِ إذ لا تصح القراءَةُ مع الإخلالِ بالحرف، كما لا تصح مع الإخلالِ بالإِعرابِ.
* التكبير عند الختم سنة المكيين، فمن وصَفَ مثلَ هذا بأنه بدعةٌ فهذا جهلٌ منه وتَهَوُّرٌ.
* نصيحتي لمن اشتغل بالقرآن الكريم أن يخلصوا النيةَ فيهِ أولاً، ثم يحرص المبتدئُ أو يَحْرصَ وليُّهُ إنْ كانَ صغيراً على تَلَقِّي القرآنِ وتجويدِهِ على مُتْقِنٍ مشهودٍ له بالإتقانِ والفصاحةِ في الحروفِ والإِجادَةِ في تطبيقِ الأحكامِ؛ حتى ينشأَ لسانُهُ على النُّطْقِ الصحيح، ثم يحرص على استذكار القرآن، وأن يكون له كلَّ يوم وِرْدٌ من القرآن يقرؤه لا يقلُّ عن جزءٍ.
* قراءة دعاء ختم القرآن في الصلاة هو مذهب التابعين بمكةَ وبالبصرةِ، ويَرْوِي أهلُ المدينةِ فيه شيئاً، ويُذْكر عن عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وتنغيم الدعاء أوقع في النفس، ولم يفقه من قال ببدعيته، لكن هناك مبالغةٌ في التطويلِ في دعاءِ الختم؛ وسببُهُ تِكرارُ الأدعيةِ، فينبغي اختيارُ الأدعيةِ الجامعةِ الثابتةِ بدلاً من الحرص على السجع المُتكَلَّف.
* أنا من المُقِلِّين في التأليف؛ وإذا كتبْتُ في موضوعٍ علميٍّ فأطيلُ النَّفَسَ فيهِ، لكنَّ أهمَّ ما أشتغلُ به الآنَ مشروعُ التفسير، وهو تفسيرٌ على المنهج الذي شرحتُهُ وقدَّمْتُ أنْمُوذَجَاً له " تفسيرَ سورةِ العصر "؛ وأنا الآن أسبح في بَحْرِ الفاتحةِ ..
* كلَّما تَعمَّقْتُ في البحث يزداد يقيني بما توصلْتُ إليه في قضية الأحرف السبعة والحمد لله.
* إن مصحفَ المدينةِ النبوية الذي يُوزِّعونه الآن ليس هو النسخة التي راجَعَتْهَا اللُّجْنةُ العلميةُ التي كانت برئاستي، وحقاً إنَّهَا لُجْنَةٌ لَمْ يُوجَدْ مثلُهَا في هذا العصر؛ لأنه تَوافَرَ لها كوكبةٌ من علماء هذا الشأن من النادر أن يجتمعوا لمشروعٍ واحدٍ وقد بذلَتْ هذه اللجنةُ جهوداً كبيرة؛ حتى بلغ مجموعُ مراتِ القراءة لهذا المصحف أكثَرَ من مائةِ خَتْمَةٍ، وأظن أننا وصلنا إلى أصحِّ طبعةٍ للمصحف الشريف في هذا العصر، وقد سُخِّرَتْ له إمكاناتٌ طباعيَّةٌ لم تُسَخَّرْ لأيِّ مصحف.
* لا يمكن احتكارُ طباعةِ المصحفِ، ولا ينبغي ذلك، والمصاحفَ التي يقومُ المسلمون بكتابتها وطباعتها أكثرُ من أن تُحْصَى، وكثيرٌ منها تتم مراجعتُهُ بواسطةِ علماء مُعْتَبَرِين.
* من الظواهرِ المؤسفةِ في حياةِ المسلمين العلميةِ في العصرِ الحديثِ قِلَّةُ وجودِ مراكزِ الدراساتِ القرآنيةِ.
* من أهم أسباب ضعف المطروح في الدراسات القرآنية: الخَلَلُ في منهج الدراسات العليا بالجامعات؛ مما أدى إلى خروج دراسات في غايةٍ من الهُزَالِ. ومع أن علومِ القرآنِ مجالٌ خَصْبٌ لِمُخْتَلَفِ أنواع الدراساتِ فإنَّ مُعْظَمَ جهودِ الباحثين والدارسين تتجه إلى تحقيق المخطوطات، يستسهلون هذا الجانبَ لأنهم لا يعرفونه ولا يُوَفُّونَه حقَّه، يظنون أن قراءة النصِّ المخطوط عمليةٌ "ميكانيكيَّةٌ" سهلةٌ، وهي ليست كذلك.
لكنَّ مجالَ علوم القرآن "الثمانين" أو المائة على عدِّ السيوطي لا تزال تحتاج إلى دراساتٍ من كل نوع ..
ومجالُ التفسير أكثَرُ رَحَابَةً وأشدُّ حاجةً إلى ذلك؛ فمجالُ التأمُّلِ والتَّدَبُّرِ للقرآنِ لا زال مفتوحاً على مصراعيه ..
كتابُ "الإتقان" للسيوطيِّ ما زَالَ مُحْتَاجاً إلى قراءةٍ جديدةٍ وتحقيقٍ مُتْقَنٍ يليق بمثل هذا الكتاب، وإلى شرحٍ وتَحْشِيَةٍ وفَهْرَسَةٍ، واختصارٍ، ودراساتٍ لمحتواه ..
* المشكلة في نقص الدروس في التفسير وعلوم القرآن إدارية أو سياسية، والكثير ممن انْتُدبَ للتدريس في الحرمين أو في الدورات العلمية ليس مؤهَّلاً لذلك، وكثيرٌ من العلماء المؤهلين بقوا خارج الدائرة.
* أهم أمنية علمية قرآنية كنت حريصاً على تحقيقها هي " الجمع الصوتي للقراآت المتواترة " وهو لو تحقق فإنه يُعدُّ بحق الجمع الرابع للقرآن.
وهذا المشروع الجليل الخطير يتطلب ثلاثة أمور:
1/ توافر الإشراف العلمي الراقي.
2/ توافر الأداء القرآني الراقي.
3/ الإرادة الإدارية.
هل يمكن الآن تنفيذ هذا المشروع؟
نعم يمكن، لكن لا بد أن يباشره الأئمة الكبار، و لا يكفي أن يستقل به من دونهم.
¥