يرى بأنها واجبة على المسلمين بالكتاب والسنة وعمل الخلفاء الراشدون، مما يدل على وجوبها وعدم الترخص فيها.
موضوع الشورى:
يؤكد أن الشورى لا تشمل المواضيع الآتية:
- العقيدة وعلى رأسها الإيمان بوجود الله تعالى مشرعا وحاكما، وعلى هذا فلا مجال لجعل تطبيق شريعة الله محل للشورى
- العبادة فلا يمكن التشاور في عدد الصلوات وأوقاتها أو غير ذلك مما هو معلوم من الدين يالضرورة
- الأخلاق: فلا مشاورة في التزام الصدق والعدل والوفاء بالعهد والإحسان والحياء ..
- المناكر والمفاسد: التي لا شبهة في تحريمها، فلا مشاورة في تحريم الكذب والظلم والزنا والخمر والربا والاستبداد والرشوة واستغلال النفوذ والإلحاد والردة [4] ( http://bouyesfy.maktoobblog.com/1600249/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%88%D8%B1%D9%89-%D9%81%D9%8A-%D8%AD%D9%85%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%85%D9%82%D8%B1%D8%A7%D 8%B7%D9%8A%D8%A9/#_ftn4)
مجالات الشورى:
- مجال التسخير للكون واكتشاف ما أودعه الله تعالى فيه من خيرات وكنوز .. وهذا مجال واسع يستغرق كل العلوم التي أوكل الله لعقل الإنسان التكفل بها، التي تحتاج إلى تخطيط وتوجيه، ولا يتم ذلك إلا بالشورى الكفيلة بتكييف التوجه العلمي في هذه الميادين نحو الوجهة الصحيحة المحققة لروح المصلحة العام للإنسان [5] ( http://bouyesfy.maktoobblog.com/1600249/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%88%D8%B1%D9%89-%D9%81%D9%8A-%D8%AD%D9%85%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%85%D9%82%D8%B1%D8%A7%D 8%B7%D9%8A%D8%A9/#_ftn5).
- مجال الوسائل: حيث مجال العقل والرأي والشورى للتفكير في تلك الوسائل والتخطيط لها عن طريق الشورى والاجتهاد الجماعي للنهوض للأمة المتميزة بأهدافها ووسائها.
- مجال تقنين التعزير والتأديب: حيث إن هناك مجالا مفتوحا للاجتهاد في تحديد كثير من العقوبات التي لا نص فيها، حسب تقدير المجتهد، وهنا دور الشورى في التخطيط لكيفية تكوين المجتهدين والخبراء والفقهاء والقضاة واختيار أصلح البرامج وأفضل الوسائل لحماية الأمة [6] ( http://bouyesfy.maktoobblog.com/1600249/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%88%D8%B1%D9%89-%D9%81%D9%8A-%D8%AD%D9%85%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%85%D9%82%D8%B1%D8%A7%D 8%B7%D9%8A%D8%A9/#_ftn6).
بين الشورى والديمقراطية:
في هذا الفصل يبين رحمه الله تعالى ظروف نشأة الديمقراطية الغربية، وخلفياتها الإيديولوجية ونظرتها الكونية والإنسانية وخطرها على الدين والعقل والمجتمع مثل قبولها للشذوذ الجنسي والقمار .. ، ويبين وسبب انبهار المفكرين العرب بها، ويعتبر أن الشورى أعم من الديمقراطية لأنها تشمل على مزايا الديمقراطية ومكاسبها، وتزيد عليها بالعصمة من مزالقها، لأن التشريع الرباني يتصف بالكمال ويتصف التشريع البشري بالقصور.
فيؤكد على أن الشورى تشريع رباني، وأنها بصفتها هذه نزلت وحيا من السماء لها مجالاتها وحدودها وقيودها، فلا شورى في القطعي الدلالة من الكتاب والسنة، وإنما مجالاها الظني الدلالة وجميع الوسائل المحققة للمقاصد الإسلامية. ثم أن مكاسب الديمقراطية جاءت في الإسلام على شكل أوامر بالمعروف ونواه عن المنكر، لا يصح إسلام المرء إلا بالتزامها، مثل تحريم دم المسلم وماله وعرضه، وتحريم الربا والاحتكار والتبذير لحفظ الأموال والأخلاق، وتحريم الظلم في المجال السياسي وتحريم الفاحشة بكل أنواعها في المجال الاجتماعي [7] ( http://bouyesfy.maktoobblog.com/1600249/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%88%D8%B1%D9%89-%D9%81%D9%8A-%D8%AD%D9%85%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%85%D9%82%D8%B1%D8%A7%D 8%B7%D9%8A%D8%A9/#_ftn7)..
وهكذا نجد الشيخ رحمه الله تعالى يحدد مجال الديمقراطية فيما هو غير منصوص عليه شرعا وما هو ظني الدلالة، ويضع لها ضوابط تتلخص في التقيد بمقاصد الشريعة لحفظ الكليات الخمس للإنسان: دينه ونفسه وعقله وعرضه وماله، يجعل لها غايات هي إحسان التعبد لله تعالى بإعطاء الرأي وتقبله وتنفيذه.
ليخلص في النهاية إلى الأمة ليست في حاجة إلى الكفاح من أجل تحقيق الديمقراطية، بل إلى الجهاد النفسي والسياسي والأدبي والعلمي والإعلامي والفكري لتطبيق الإسلام عن اقتناع، وعلى رأس ذلك الشورى في مجالاتها المتعددة.
¥