[عثرة لسان أسكتت ابن السكيت!!]
ـ[عيسى السعدي]ــــــــ[26 Jul 2010, 05:20 م]ـ
ابن السكيت من أكبر علماء اللغة وكان دينا خيرا ومؤدبا لابني الخليفة العباسي المتوكل وكان في الخليفة على فضله شيئ من نصب فقال لابن السكيت يوما:أيهما أحب إليك ابناي أم الحسن والحسين؟!
فقال: قنبر! فأمر الخليفة الجند فداسوا بطنه فمات في اليوم التالي من عثرة لسانه مع أنه القائل:
يموت الفتى من عثرة بلسانه وليس يموت المرء من عثرة الرجل
فعثرته بالقول تذهب رأسه وعثرته بالرجل تبرا على مهل!
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[26 Jul 2010, 10:48 م]ـ
بارك الله فيك يا شيخ عيسى على هذه الطرائف، لكن تأمل معي
كيف يكون فيه شيء من نصب، وهو من الدوحة الشريفة؟ وعلي جده؟
لقد ذكرتني هذه القصة بمن إذا ترضيت على معاوية شكك في نسبي، أوقال إنك لناصبي
أما هذه القصة، فلا تدل إلا على ديكتاتورية الخليفة، مع أنه هو الذي أخرج الإمام أحمد من سجن، كاد يهلك فيه
وحقن دماء المسلمين، فعجبا
ـ[يحيى حسن الحقوي]ــــــــ[26 Jul 2010, 11:41 م]ـ
بارك الله فيكم اجمعين
ـ[عيسى السعدي]ــــــــ[27 Jul 2010, 01:34 ص]ـ
أشكر الأخوين الكريمين على مشاركتهما ودعائهما وبخصوص اعتراض الأخ الكريم رصين فهو في محله لأن المتوكل فعلا من الدوحة الشريفة ولأن له من الفضل والخير ماملأ السمع والبصر!! ولكن أخي الكريم لايخفاكم أن الدعوة العباسية أول ماقامت كانت للمرتضى من أهل البيت دون تحديد لعلوي أوعباسي وحين أفلحوا في الإطاحة ببني أمية أستبد العباسيون بالأمر دون العلوين وترتب على ذلك اضطهاد للعلوين أشبه في بعض الأحيان اضطهاد الأمويين وفي هذه الأجواء ظهر شيئ من النصب من قبل بعض العباسيين ولهذا اتهم الذهبي المتوكل بالنصب والقصة المذكورة تدل على ذلك فكأنه يريد تفضيل ولديه ولمز السبطين؛ ولهذا أنكر ابن السكيت - رحمه الله - ذلك الانكار العظيم الذي أودى بحياته!!
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[27 Jul 2010, 10:42 ص]ـ
نعم أحسنت يا شيخ، مفهوم طبعا
فهو إذن نصب داخلي، وتعصب لفرع دون فرع
على أن بني العباس - وأكبر فرع فيه هو (باوزير) - في دين الشيعة - درجة ثانية، وربما ثالثة
وكل من كان من نسل الحسين، فهو سيد
أما من كان من نسل الحسن - فضلا عمن دونه - فهو شريف
بارك الله فيك، وزدنا زادك الله من فضله
ـ[عبد الحميد البطاوي]ــــــــ[06 Aug 2010, 07:12 م]ـ
عفوا إخواني لم تكن عثرة لسان بل صيحة في وجه الطغيان فالقصة ليس فيها ما يدل على عثرة أو خطأ أو نسيان
ففي شذرات الذهب وبغية الوعاة وتفسير روح البيان وأبجد العلوم وغيرها من الكتب ما ملخلصه
فبينا هو-يعقوب بن إسحاق أبو يوسف بن السكيت- مع المتوكل في بعض الأيام إذ مرّ بهما ولداه: المعتز والمؤيد، فقال له: يا يعقوب، من أحب إليك؟ ابناي هذان أم الحسن والحسين؟ فغض يعقوب من ابنيه، وقال: قنبر خير منهما، وأثنى على الحسن والحسين بما هما أهله. وقيل: قال: والله إن قنبرا خادم علي خير منك ومن ابنيك؛ فأمر الأتراك فداسوا بطنه، فحمل فعاش يوما وبعض الآخر، وقيل: حمل ميتا في بساط، وقيل: قال: سلّوا لسانه من قفاه، ففعلوا به ذلك، فمات، وكان ذلك يوم الاثنين لخمس خلون من رجب سنة أربع وأربعين ومائتين، ووجه المتوكل إلى أمه ديَته.
فهذه ليست عثرة لسان بل كلمة حق قالها ونال بها الشهادة والحمد لله أن ابن السكيت لم يسكت
ـ[عيسى السعدي]ــــــــ[06 Aug 2010, 10:10 م]ـ
أحيي الأخ الكريم عبد الحميد البطاوي وأود أن أعقب على كلامه بأمور:-
1 - أن المصدر الذي اعتمدته في نقل القصة سير أعلام النبلاء دون ماذكرت وطبيعي جدا أن تختلف المصادر التاريخية في ذكر تفصيلات الحدث وربما تزيد بعضها أوزاد أونقص أوضخم الحدث.
2 - أن مقصود القصة أن الحذر لايغني من القدر فعلى الرغم من تحذير هذا العالم من عثرة اللسان إلا أنه وقع فيها رحمه الله تعالى فينبغي أن نتعامل مع القصة وفق مغزاها فلا نخرجها عن سياقها وعبرها بالطعن والتجريح.
3 - أن مدلول عثرة اللسان لايعني الخطأ أو النسيان كما ذكرتم وإنما يعني النطق بكلمة تجلب الشر على قائلها سواء كانت حقا أوباطلا صدقا أوكذبا.
4 - أن المتوكل - رحمه الله - له من الفضائل والمناقب ونصرة أهل الحق وقمع أهل الباطل مايوجب على كل عاقل أن يتروى ويتثبت ويتأدب في الكلام عنه، فهو الذي نصر السنة وقمع أهل البدعة ورفع عن الناس محنة القول بخلق القرآن وأكرم أهل السنة وعلى رأسهم الإمام أحمد وقد تواتر عنه هذا الفضل والخير وكان له بذلك لسان صدق في الآخرين.
5 - أن القاعدة عند أهل السنة هي أن الحسنات العظيمة تكفر السيئات العظيمة حتى إنهم توقفوا في شأن يزيد بن معاوية على الرغم مما فعله بأهل المدينة في وقعة الحرة لعظم ماعارض فعله من حسنة الجهاد وغزو القسطنطينية وفي الحديث (((أول جيش من أمتي يغزو القسطنطينية مغفور لهم))). وكان أول من غزاها يزيد بن معاوية.
وهكذا شأن المتوكل - رحمه الله - فهب أن القصة ثابتة على التفصيل الذي ذكرتم ألم يكن له من نصرة الحق والسنة ماقد يغفر ذنبه ويوجب التأدب معه كما تأدب الذهبي وغيره أثناء سياق القصة! وماذلك عن غفلة منه لعظم ماجرى من المتوكل ولكن لأهل السنة مدارك كلية في الحكم على الشخص تحملهم على الحكم عليه بمجموع ماحصل منه من حسنات وسيئات فأيهما غلب كان التأثير له مدحا أوقدحا وهكذا الحكم في الآخرة ثوابا أوعقابا (((فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية وأما من خفت موازينه فأمه هاوية))).
¥