تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[طفولة كدح]

ـ[سلطان مهيوب]ــــــــ[03 Aug 2010, 02:57 م]ـ

دون تخطيط مسبق .... جمعتني الأقدار بالشيخ د. عبدالرحمن الشهري ....

صافحني عن بُعد بابتسامة صادقة ...

أزمعتُ حينها على رَسْم قُبلةِ احترام ٍ على قُلّة رأسه ....

حاول الامتناع ...

لكنني استخدمتُ نظام الكوماندوز الخاص بي فقبلتُه ....

رحّب بي ...

أدخلني فردوسَه الساحر ... حيث المكان الذي يعتكف فيه اعتكاف المخبتين .... - أقصد المكتبة - ....

تجوّل بي في مدائن الأدب ... حتى أيقنتُ أن طريقي إليه مازالت أمامي طويلة ....

لكنني سأصل بإذن الله ....

دعاني للتسجيل في منتدى أهل التفسير فأجبتُ على الفور ... خشية أن تضيع مني الفرصة

.... اسمحوا لي الآن يا أعضاء المنتدى أن أقدّم لكم مقطوعة كتبتُها أ ُعرب فيها عن نفسي و هي أشبه بسيرة ذاتية لكنها على طريقة الأدباء ...

هذا لا يعني أنني وصفتُ نفسي بالأديب

... لكنني أحبّهم ..

كما يقول الشافعي ...

أحب الصاحين ولست منهم .... لعلي أن أنال بهم شفاعة

- اه ... يكفي يا سلطان فما تقوم به الآن يدعى ثرثرة ...

اعذروني فالثرثرة قد غدتْ صفة ً وراثية ً تسري في خلايا دمي و أخشى أن تنتقل إلى أطفالي في المستقبل

...... باختصار .....

هذه أقصوصة - إن صحّ وصفها بهذا - كتبتُها لأطرد بها غربان اليأس عن بستان سعادتي المُمرع ....

سميتُها طفولة كدح

فجعلتُ في طياتها لفحاتٍ من التجربة ونفحاتٍ من الأخيلة ....

وكأن لسان حالي يقول لكل من أصابتْه وَقْدة الحزن أو سَبْرة الإحباط المجمّدة:

" ... لا تخف فغدا سيأتي الربيع الزاكي ليغلّف كبدك المحترق بكساء أخضر فوّاح .....

ولينفض الثلج والصقيع عن قدميك الخاملتين .... "

قد لا يلاحظ القارئ هذا بوضوح أثناء قراءته .... لكنه سيجده عندما يمعن النظر في المراحل التي مرّ بها بطل القصة .... فهي متنقلة من ضيق إلى سعة ...

ففي كل مرة يسقط في حضن وردة أجمل من التي سبقتْها ....

وهكذا الأحزان والأوجاع ما إن تمسك بخناق المرء حتى تنجلي وتزول .... وهذه سنة الكون ...

فلا بد لليل أن ينجلي .... ولا بد للقيد أن ينكسر ....

لن أطيل فالقصة طويلة ولن أزيدها طولا هنا ........

[طفولة كدح]

http://img440.imageshack.us/img440/1039/83120616.jpg

(1)

من صبيّ صغير كان يساعد والده في البيع فيقف على حافة مدخل الدكان مرددا بصوته الطفولي الناعم الذي يفتن به أصحاب القلوب الرقيقة في الأسواق الشعبية

- على عشرة ... على عشرة ... تعالي يا خالة ... الثمين والزين يرخص لك يا غالية

إلى فتى يملأ أيام إجازاته بأعمال تسويقيّة للمنتجات في المتاجر الغذائية الكبيرة تحت ذريعة لفّقها باسم قتل الفراغ بسكين العمل وهو ما دفعه لهذا إلا الخلة والحاجة.

كلما أغمض عينه مطلقا العنان لخواطره كي تحلق في سماء الذكريات تذكّر تلك الجملة الإفرنجية التي صاغها مع أصحابه للتواصل مع المتسوقين الأجانب .... ليطلب منهم تذوق أزر البنجابي للمهيدب الذي كان يتولى تسويقه

- al benjabi rise

com to make test

** ** **

اشتد ساعداه و قويت قبضتاه فأصبح مشرفا على قسم المعجنات في سوق غذائي أكبر من تلك الأسواق التي كان يعمل بها سابقا ..... ليقصي معظم أوقات العمل في مخازن التبريد مخرجا صناديق المعجنات لعمّال السوق ....

مع أن كفيه كانتا تتألمان من وخزات سَبْرة البرودة إلا أنه كان يستمتع بعمله كما يستمتع الطفل بألعابه ...

** ** **

ساقته الأقدار بعد أن تأبط ملف شهادته الثانوية إلى أن يعمل في مقصف لمدرسة أهلية ... يباشر الطلاب بتقديم الشطائر والفطائر والحلويات .... فيمضي جلّ وقته وهو في ذلك المِخدع الضيق بين إيقاعات قلي البيض والبطاطا وأصوات الطلاب حين يطلبون عليها الكاتشب .. و بين ورائحة صلصة الشطة الشهيرة التي أصبح كسر قنينتها قدرا يوميا أثناء ضجة العمل ...

كان يشفق على الطلاب بعد أوقات الفُسَح حين يراهم يتخبطون في دهاليز المقررات الدراسية فيساعدهم في حل مسائل الرياضيات والنحو والصرف ... مع أن البعض منهم كانوا يحتالون عليه في دفع النقود له وفي استرداد الباقي إلا أنه كان يلحظ عواطفهم وهي تنتزع عبرتهم من مآقيهم حزنا عليه ....

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير