[أدب كتابة المقدمات لمؤلفات الآخرين]
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Jul 2010, 04:02 م]ـ
صدر مؤخراً كتاب قيم أنصحكم بقراءته والانتفاع به وهو كتاب ..
مُقدِّماتُ الإمام أبي الحسن الندوي
إعداد
سيد أحمد زكريا الغوري النَّدوي
http://www.tafsir.net/images/alndwimoga.jpg
ويقع الكتاب في ثلاثة مجلدات، نشرت هذا العام 1431هـ عن دار ابن كثير بدمشق.
وقد جمع فيه الأستاذ سيد الغوري كلَّ المقدمات التي كتبها أبو الحسن الندوي رحمه الله لمؤلفات وتحقيقات الآخرين، وقد قسمها على حسب الفنون كالتالي:
- مقدماته لدراسات حول القرآن الكريم. (6 كتب)
- مقدماته لشروح كتب الحديث.
- مقدماته لكتب الأمالي والتراجم في الحديث.
- مقدماته لكتب المختصرات والمنتخبات في الحديث.
- مقدماته لكتب الأجزاء في الحديث.
- مقدماته لكتب في علوم الحديث.
- مقدماته للأثبات.
- مقدماته لكتب الفقه وأصوله.
وهذا كله في الجزء الأول فقط، ثم توالت مقدماته لكتب بقية الفنون في الأدب والعقيدة والتاريخ وغيرها في الجزئين الثاني والثالث. وهي مقدمات رائعة وفيها أدب وعلم كثيرٌ رحم الله العلامة الندوي فقد كان فريداً من نوعه في كل جوانب شخصيته، أسأل الله أن يجمعنا به في جنات النعيم.
وقد استحسنتُ كلمةً بديعةً في أول الكتاب للندوي رحمه الله، استلَّها الجامعُ من كتاب الندوي (نظرات في الأدب) ص 60 - 61 يتحدث فيها عن أدب كتابة مقدمة لمؤلفات الآخرين، هاكموها بتمامها:
كلمةٌ قيمةٌ للعلامة أبي الحسن الندوي في أدب التقديْمات
(إنَّ تقديم كتابٍ لمؤلف معاصرٍ أو عالمٍ كبيرٍ، أو صديق عزيز، ليس عملاً تقليدياً يقوم به الكاتب مجاملةً أو تحقيقاً لرغبة المؤلف أو الناشر أو إرضائه، إنه شهادةٌ وتزكيةٌ، ولهما أحكامهما وآدابهما ومسؤوليتهما، وقد يتحول من شهادةٍ بالحق، وتقييم الكتاب تقييماً علمياً، وبيان مكانته في ما كتب وألف في موضوعه، ومدى مجهود المؤلف في إخراج هذا الكتاب ونجاحه في عمله التأليفي أو التحقيقي إلى سَمْسرةٍ تجاريةٍ، أو قصيدة مدح وإطراء من شاعرٍ من شعراء المديح، فيفقدُ قيمته العلمية والأدبية، ويتجردُ من الحياة والروح.
[التقديم] هو زيادة معلومات، وإلقاء إضواء على موضوع الكتاب ومقاصده، وعلى حياة المؤلف ومكانته بين العلماء المعاصرين، وفي عصره ومصره، وعلى تكوينه العقلي ونشوئه العلميِّ، والدوافع التي دفعته إلى التأليف في هذا الموضوع، رغم وجود مكتبةٍ واسعةٍ في موضوعه، أو مجموعة من الكتب التي ألفت في هذا الموضوع، ولا يكون التقديم مجموع كلمات تقريظٍ ومدحٍ يمكن أن يُحلَّى به جِيدُ أيِّ كتابٍ إذا غُيّر اسمهُ واسمُ مؤلِّفه.
فلا بد من أن تكون بين المقدم للكتاب وبين موضوعه صلة علمية أو ذوقية، أو دراسة وافية للموضوع وما ألف فيه، وارتباط وثيقٌ كذلك بينه وبين المؤلف، يمكنه من الاطلاع على تركيبه العقلي والعلمي والعاطفي - إذا كان الكتاب في موضوعٍ علميِّ أو أدبيِّ أو فكريٍّ أو دعويٍّ.
وعلى مدى إخلاصه لموضوعه واختصاصه وتفانيه فيه، ورسوخه في العلم والدين، وأخذهما من أصحاب الاختصاص فيه المعترف بفضلهم - إذا كان الكتاب في موضوعٍ ديني كالتفسير والحديث والفقه وما إلى ذلك.
ويجبُ أن يكون هذا التقديم عن اندفاعٍ وتجاوبٍ، وتحقيقاً لرغبةٍ نشأت في نفس المقدم بعد قراءة هذا الكتاب، تحثه على كتابة هذا التقديم، وتحببها إليه وتيسرها له، بحيث إذا امتنع عنها اعتبر نفسه مقصراً في أداء حقٍ، وإبداء مشاعر وانطباعات، وحاجة في نفس يعقوب ما قضاها، وذلك هو التقديم الطبيعي المنصف الذي له أثره وفائدته).
وهي كلماتٌ رائعةٌ من شيخٍ مُجرِّبٍ، وعالمٍ ناصحٍ متمكنٍ، ليت كل مَنْ يتصدَّى لكتابةِ مقدمةٍ لكتابِ غيرهِ أن يستحضرَها قبلَ كتابةِ مُقدمته؛ فإِنَّ المُجاملات دخلت هذا الموضوع كثيراً والله المستعان.
وللحديث صلةٌ.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[25 Jul 2010, 06:26 م]ـ
لفتة جميلة موفقة.
ولا أدري من الذي بدأ بفكرة جمع مقدمات العلماء للكتب، فهي فكرة جميلة فيها علم وتاريخ وتجربة وأدب، وهي من حسنات التأليف في العصر الحديث.
وحبذا لو ذكر كل منا ما يعرفه من هذا النوع من التأليف لنفيد منها جميعا.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[25 Jul 2010, 07:32 م]ـ
أحسن الله إليك يا شيخ عبدالرحمن، وبالنسبة لما اقترحه الشيخ محمد فهو مقترح جميل سديد وما أجمل أن تجمع مثل هذه المؤلفات هنا، واستجابة لطلبه أذكر من هذه المؤلفات كتاب مقدمات العلامة المحقق أحمد صقر، جمع وإعداد أحمد بن موسى الحازمي، وهو أحد أعضاء ملتقى أهل التفسير وفقه الله.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[25 Jul 2010, 08:16 م]ـ
سبحان الله لقد قلت مراراً أن التأليف هو عبارة عن اختراع لعنوان لم يسبقك أحد على طرقه أو الخوض فيه. طبعاً بالإضافة الى الموهبة والقدرة والصبر والتبحر في العلوم.
في الحقيقة أنني أُسر كثيراً حينما أجد أحد الباحثين قد وُفق في عنوان وأبدع فيه. وأقول إنه الفتح من الله تعالى يعطيه من يشاء من عباده. ويمنعه ويحجبه عمن يشاء.
¥