[نتيجة الفصل:لم ينجح أحد!!!!!]
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[09 Jul 2010, 06:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من غرائب ما شاهدته أثناء الدراسة في الجامعة أن إحدى الورقات التي كتبت فيها النتائج كان فيها عبارة مختصرة وهي: لم ينجح أحد, أحمد الله أن ذلك الدكتور لم يدرسني, فالنتيجة تدل على أمر واحد وهو أنه لم يفلح في توصيل المعلومة للطلاب بشكل جيد.
وكان دكتور أخر يكتب للطلاب بعد الإجابة إن لم تعجبه إحدى عبارتين:
من أين لك هذا؟
هذه بضاعتنا ردت الينا!!!!
فكانت الأولى لمن يجيبه بشكل غير صحيح , والثانية لمن يرد اليه الإجابة حفظا دون فهم , وحقيقة من كان يجيبه بفهمه وبشكل صحيح كان يأخذ علامته.
وثالث كان لا يقبل إلا الإجابة كما علمها حرفيا , ليتخرج من عنده من يحفظ دون فهم ويرسب من يجيبه بفهم دون حفظ.
ورابع لا يرسب عنده أحد وأغلب العلامات مرتفعة ,فلذلك كان يغلق التسجيل في مادته أول ما يغلق.
حقيقة هذه النماذج ليست نموذجا لكل المدرسين. ولكنها تتواجد في العديد من الجامعات بأشكال متفاوتة , وهذا ما يجعل الطلاب يتفاوتون فهما وتحصيلا للمادة العلمية ,وينعكس سلبا أو إيجابا على الحالة النفسية للطالب.
والذي أردته من هذا الطرح التنيه الى أن اسلوب التعليم الجامعي الموجود حاليا ليس بالاسلوب الأمثل ,فينبغي تطوير اسلوب التلقين الى اسلوب الإبداع , ومن اسلوب الثورة على التراث ,الى اسلوب المحافظة عليه , ومن اسلوب حرية الفكر الى الفكر الحر المنضبط بالضوابط الشرعية والأخلاقية.
وبدلا من أن يكون هم الطالب النتيجة أن يكون همه التحصيل الجيد والمناسب للتخصص ,فإن النتائج تختلف بتقيم المدرس ولكن التحصيل العلمي والإرث العلمي للطالب هو ما يدخره ويفيد به أمته ,وإذا كانت النتيجة هي ما يحاسب به الطالب فقط ,فإن المدرس إن كان نموذجا مما سبق, سيكون هو القاضي على الطالب الذي يحرمه من وظيفة أو مقعد للدراسة المقبلة, أو يكون سببا في أن يحصل على ما لا يستحقه منها.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[09 Jul 2010, 06:21 م]ـ
أخي الفاضل وضعت إصبعك على الجرح والوجع! مشاركتك تحتاج معها إلى صرخة من الأعماق علّها تحرك النفوس والضمائر فتهبّ لنجدة العملية التعليمية في أمة إقرأ!
المشكلة في الهيئة التعليمية بحسب خبرتي الشخصية أن فيها أصناف كما اشرت أخي في مشاركتك فهناك من المدرسين من فهم دوره ويسعى بجهد لتوصيل المعلومة لطلابه بأية طريقة لأنه حريص على أن يفهموا المادة وآخرون يعانون من عقد نفسية إما من طفولتهم أو من حياتهم بشكل عام فيكون طلابهم مركزاً لتنفيس هذه العقد فيتعاملون معهم على أساس أنهم أعداء فيشرحون بشكل متعالي بحيث لا يفهم الطالب مهما حاول أية كلمة ثم يأتيهم باختبار لا لينجحوا بل ليثبت لهم أنهم فاشلون بالفطرة ويكون قد أثبت لنفسه أنه أبو زيد الهلالي! وآخرون يدرسون بالطريقة التقليدية التي درسوا بها من أيام الكتاتيب ولا يبحثون عن جديد ليواكبوا النهضة التكنولوجية في عالم التدريس ولا يراعون أعمار الطلاب واختلاف المراحل العقلية التي يمرون بها فيتعامل مع طالب الجامعة أو الثانوي كتعامله مع الطفل في الأول ابتدائي ممنوع عليه الكلام أو المشاركة أو إبداء الرأي وليس لأنه يريد ذلك لكنه يخشى إن فتح المجال أن يسأله طالب فذّ سؤالاً فيعجز عن الإجابة عنه لأن معلوته هو كأستاذ توقفت منذ أن حصل على شهادته التي يدرّس بها! وآخرون يريدون كسب محبة الطلاب فيسمحون لهم بكل شيء خلال الصف يتكلمون ويضحكون ويتصلون بالجوالات ولا يحترمون الأستاذ لأنه ليس له شخصية ولو أجبرهم على الالتزام بقوانين الفصل لشكوه إلى السلطة الأعلى فتم فصله (خاصة إذا كان متعاقداً وافداً في مؤسسة تعليمية حكومية أو خاصة!) والله المستعان.
هذه عملية كبيرة تحتاج إلى معالجة من الجذور أخي الكريم ولن تتوقف عند المرحلة الجامعية فقط بل تبدأ من سنوات الحضانة والدراسة الابتدائية وحتى البيت فإذا تربى أطفالنا على البحث عن المعلومة بدل تلقينهم إياها وإعطاهم جائزة إن هم رددوها كالببغاء! القاعدة أن الواحد منا إذا تعب في مسألة أو أخطأ فيها تعلّم أكثر ورسخت المعلومة في باله أكثر. ومن عمل في البحث عن معلومة يجد نفسه متمكناً منها بشكل لا يقبل الجدل لأنه تعب فيها ببساطة تماماً كما لو عودنا أطفالنا كما يفعل المجتمع الغربي على تحصيل مالهم الخاص من خلال أعمال بسيطة مثل غسل السيارات أو قطع الحشائش من الحديقة أو توزيع الصحف المحلية على الحيّ أو غيرها فينشأ الطفل وهو يعلم قيمة تحصيل المال فإذا أهداه أبواه هدية بسيطة سعد بها أيما سعادة بينما نرى أطفالنا الذين أغرقناهم بالمال لا يعرفون قيمة الشيء فتجدهم يشترون الهدايا بالجملة ويرمونها بعد لحظات ويطلبون المزيد لأنهم ما تعبوا فيها ولا قدروا كمية الجهد المبذول من الأهل للحصول على المال. هذه الظاهرة تكبر فترى شبابنا يشتري الجوال اليوم بألف ريال أو يزيد ثم في اليوم التالي يريد غيره لا لشيء إلا لأنه لا يدفع من جيبه ولا من تعب يديه ولا عرق جبينه!
مسألة تحتاج لجهود الجميع أسرة ومدرسة ومدرسين وهيئات اجتماعية وحكومات علّنا نصل يوماً إلى ما نتمناه لأمتنا التي يفترض أن تكون خير أمة أخرجت للناس.
الحديث ذو شجون ونحتاج لإعادة النظر في هذه المشكلة وليبدأ كل واحد منا بالتطبيق ضمن محيطه وأسرته علّ العدوى تمتد لغيره.