تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من أخلاق الاسلام الرفيعة "الاستغفار للغير"]

ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[21 Aug 2010, 09:50 م]ـ

من أخلاق الاسلام الرفيعة

الاستغفار للغير

الحمد لله رب العالمين، القائل في محكم التنزيل: " فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم ". محمد/ 19.

آية من آيات الذكر الحكيم، ترشد المسلم لخلق كريم، بعد العلم بالله والرجوع إليه بالاستغفار للنفس، إلى الاستغفار للآخر من أفراد هذه الأمة من المومنات والمومنين.

فالانسان المسلم شاء أم أبى، يحيى حياته ساعة فساعة، تارة يكون إيمانه في زيادة، وتارة يتراجع إلى النقصان، لذلك شرع سبحانه لعباده الاستغفار، كما منح على هذا الفعل منحا لا تعد ولا تحصى؛ يكفي استحضار قوله تعالى: " وقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ". نوح/11 لبيان عظيم نفعه وأثره.

وفعل الاستغفار يقوم به المسلم الأواب تجاه نفسه في أغلب الأحيان، وهذا مطلوب من كل إنسان، لكن حديثي ينحصر في علاقة المسلم بأخيه المسلم، ومدى حب الخير له عند حاجته إليه، أو عند التعرض لأفعال تغضب وتكرهها النفس؛ إنه الاستغفار للآخر.

خصلة دعا إليها القرآن وحث عليها سيد ولد عدنان، وتمثلها السلف الصالح في سلوكهم ودعوا إليها في كل الأحوال.

فقد حدثنا القرآن الكريم عن أنبياء الرحمان كيف تمثلوا الاستغفار للغير فقال سبحانه كما جاء على لسان نبي الله نوح عليه السلام:" رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمومنين والمومنات ". نوح/28.

*وجاء على لسان خليل الرحمان ابراهيم عليه السلام كما ذكر القرآن الكريم:" ربنا اغفر لي ولوالدي وللمومنين يوم يقوم الحساب ". ابراهيم41/

*كما جاء على لسان إخوة يوسف مع أبيهم في قوله تعالى:" .... قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين، قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم "يوسف98 - 96.

ولعل قدوتنا هو خير من تمثل هذا الفعل القويم، ودعا له وحث عليه، فقال:" ارحموا ترحموا واغفروا يغفر الله لكم ... ". " [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn1)

كما استغفر حبيب الله للمسلمين، وكان يستغفر لكل من طلب منه ذلك، ليجعله من أخلاق أمته وديدنهم، وكيف لا وهو يقول:" لا يومن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn2) .

ومن الأمثلة على ذلك:

-ما رواه أبو موسى رضي الله عنه قال: لما فرغ النبي (صلى الله عليه وسلم) من حنين، بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس، فلقي دريد بن الصمة فقتل دريد وهزم الله أصحابه، قال أبو موسى: وبعثني مع أبي عامر فرمي أبو عامر في ركبته رماه جشمي بسهم فأثبته في ركبته فانتهيت إليه، فقلت: يا عم من رماك؟ فأشار إلى أبي موسى، فقال ذاك قاتلي الذي رماني، فقصدت له فلحقته، فلما رآني ولى فاتبعته وجعلت أقول له: ألا تستحي ألا تثبت، فكف فاختلفنا ضربتين بالسيف فقتلته، ثم قلت لأبي عامر: قتل الله صاحبك، قال فانزع هذا السهم فنزعته فنزا منه الماء، قال: يا ابن أخي أقرئ النبي (صلى الله عليه وسلم) السلام وقل له استغفر لي. واستخلفني أبو عامر على الناس فمكث يسيرا ثم مات، فرجعت فدخلت على النبي (صلى الله عليه وسلم) في بيته على سرير مرمل وعليه فراش قد أثر رمال السرير بظهره وجنبيه فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر، وقال: قل له استغفر لي، فدعا بماء فتوضأ ثم رفع يديه فقال: اللهم اغفر لعبيد أبي عامر. ورأيت بياض إبطيه ثم قال: اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس. فقلت: ولي فاستغفر فقال: اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما." [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn3)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير