[الشيب في نظر العلماء وفي حس الأدباء!]
ـ[عيسى السعدي]ــــــــ[05 Aug 2010, 01:07 ص]ـ
الشيب ظاهرة مؤثرة في المشاعر البشرية والقرائح الشعرية والشيب في نظر العلماء نذير من نذر الموت يوجب التجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود وأهم مظاهر التجافي عن دار الغرور الإقلاع عن المعاصي وبخاصة الموبقات المهلكات ولهذا ورد في الحديث (((ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامه ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم أشيمط زان وعائل مستكبر ورجل جعل الله بضاعته لا يشتري إلا بيمينه و لا يبيع إلا بيمينه))).
وأما في حس الأدباء فله دلالات كثيرة تحلق في عالم الخيال احياناً وتلامس الحقيقة احياناً اخرى حتى تنفذ إلى أعماق القلوب كقول أبي الحسن التهامي:-
وتلهب الأحشاء شيب مفرقي= هذا الشعاع شرار تلك النار
فالحزن الشديد يورث أهله الشيب السريع وقد لا يقتصر تأثير المشاعر القلبية على مجرد شرار الشيب المتناثر في الرأس بل قد يعمه حتى يقلبه رأساً وبخاصة إذا حل بالقلب ماهو أعظم من الحزن، ومن أعجب ما قرأته في هذا الصدد ماذكره ابن القيم في كتاب الروح أنه بينما راكب يسير بين مكه والمدينه اذ مر بمقبرة فإذا برجل قد خرج من قبر يلتهب ناراً مصفداً في الحديد فقال: يا عبد الله انضح ياعبدالله انضح وخرج آخر يتلوه فقال ياعبدالله لاتنضح وغشي على الراكب وعدلت به راحلته إلى العرج وأصبح وقد ابيض شعره فأخبر عثمان بن عفان رض1 بذلك فنهى ان يسافر الرجل وحده ا. هـ
وهذا لا ينافي عقيدة أهل السنه في أن عذاب القبر ونعيمه غيب عن الثقلين لأن الله سبحانه وتعالى قد يكشفه لبعض خلقه لحكمه وقد وقع شئ من ذلك في عهد الصحابه كما ذكره ابن القيم في الكتاب المذكور. وأعظم من هذا الفزع مايكون يوم القيامة حين يأمر الله آدم صل1 بإخراج بعث النار من ذريته، فيقول: يارب ومابعث النار فيقول من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون! فعند ذاك يشيب الولدان!!
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[05 Aug 2010, 08:01 ص]ـ
أخي الفاضل عيسى السعدي حفظه الله تعالى ورعاه
لدي كتاب حول الشيب لم أطبعه بعد وقد أسميته:
مُجْمَل الأقوال في خضاب الرجال
صبغ اليدين والقدمين والرأس واللحية بالسواد والحمرة والصفرة وما يتعلّق بذلك من أحكام وأحوال.
وانقل اليكم اخوتي في هذا الملتقى أحد عناوينه:
الشيب والمشيب في ديوان العرب
"تقول العرب: رجل " مَلْهُوز " إذا بدا الشيب في رأسه، ثم هو أشمط إذا اختلط السواد والبياض، ثم هو " أشْيَب ".
و " القَرَن " في الحاجبين: أن يطولا حتى يلتقي طرفاهما، و" البَلَجُ " أن يتقطعا حتى يكون ما بينهما نقياً من الشعر، والعرب تستحبه وتكره القَرَن، و " الزَّجَجُ " طول الحاجبين ودقتهما وسبُوغهما إلى مؤخر العينين" ([1] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn1)).
ويقال: بلع الشيب في رأسه: ظهر وارتفع. ويقال أيضاً: ثقبه الشيب إذا وخطه. وثقب الشيب في اللحية: أخذ في نواحيها. وأجهد فيه الشيب: كثر وانتشر. وخيّط الشيب في رأسه ولحيته: أي جُعل فيهما شبه الخيوط،. ويقال أيضاً: شاع في رأسه الشيب. وخصف الشيب لمّته: جعلها خصيفاً. قال الشاعر:
دنت حفظتي وخصف الشيب لمتى ... وخليت بالي للأمور الأباطيل"" ([2] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn2))
وقال شاعر آخر
بكيت فما تبكي شباب صباك ... كفاك نذير الشيب فيك كفاك
ألم تر أن الشيب قد قام ناعيا ... مكان الشباب الغض ثم نعاك
ألا أيها الفاني وقد حان حينه ... أتطمع أن تبقى فلست هناكا
تموت كما مات الذين نسيتهم ... وتُنسى ويهوىالحي بعدهواكا ([3] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn3))
قال الأصمعي: دخل سليمان بن عبد الملك مسجد دمشق فرأى شيخا كبيرا فقال له: يا شيخ أيسرك أن تموت؟ قال: لا والله. قال: ولم وقد بلغت في السن ما أرى؟ قال: ذهب الشباب وشرّه وجاء الكبر وخيره، فإذا قعدتُ ذكرت الله وإذا قمتُ حمدت الله فأحب أن تدوم لي هاتان الحالتان.
وعن الأصمعي أيضاً قال: قيل لعبد الملك بن مروان: عجّل عليك الشيب. قال:وكيف لا يُعجّل علي وأنا أعرض عقلي على الناس في كل جمعة مرة أو مرتين ([4] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn4)). وهو القائل شيبتني المنابر
¥