[القواعد النيرة من كلام إمام دار الهجرة]
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[18 Jul 2010, 01:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
[القواعد النيرة من كلام إمام دار الهجرة]
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ).
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء
وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا).
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)).
أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.
منذ زمن طويل وأنا معجب بكلام إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله تعالى فإني مذ سمعت قوله في صفات الله عز وجل (الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة) عرفت قدره في السنة وعلمتُ لِمَ قال الشافعي: (إذا ذكر العلماء فمالك النجم) ثم سمعت وقرأت من كلام هذا الإمام رضي الله عنه ما هو آية في إصابة المعنى الحق بأوجز عبارة وأجمعها فأحببت أن أجمع من كلامه ما يصلح أن يكون قاعدة في بابه، في مباحث أصول الدين والمنهج أما الفقه والحديث فله مكانه. ولم أقصد الاستقصاء وإنما هذا ما تيسر من خلال مطالعة سريعة لترجمة الإمام في سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي وكتاب (اعتقاد الأئمة الأربعة) للشيخ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الخميس وكتاب (ذم الكلام) لأبي إسماعيل الأنصاري الهروي وبحث للشيخ الدكتور عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر بعنوان (الأثر المشهور عن الإمام مالك رحمه الله في صفة الاستواء، دراسة تحليلية) (مجلة الجامعة الإسلامية - العددان 111 و112) ولم أكثر من العزو والتخريج لشهرة ما سأذكره وكثرة رواته من أئمتنا المؤلفين في السنة وغيرهم ولسهولة الوصول إلى مصادر الكلام. وقد أذكر نظائر لكلام الإمام أو تتمات وزيادات نافعة وإن لم تكن على شرطي.
وليس غرضي هنا بيان مذهب الإمام مالك في أصول الدين ولا الترجمة له والتعريف به ولا جمع آرائه الفقهية
والأصولية، فذاك قد كتب فيه العلماء الكثير ووضحوا وبينوا وجمعوا وأفادوا فجزاهم الله عنا خيراً.
العبد الفقير لله الغني
أخوكم الصغير أبو زرعة حازم
بين يدي الكلام
((قال الشافعي: "العِلمُ يدور على ثلاثة: مالك، والليث، وابن عيينة".
وروي عن الأوزاعي أنه كان إذا ذكر مالكاً يقول: "عالم العلماء، ومفتي الحرمين".
وعن بقيّة أنَّه قال: "ما بقي على وجه الأرض أعلم بسنّةٍ ماضية منك يا مالك".
وقال أبو يوسف: "ما رأيت أعلمَ من أبي حنيفة، ومالك، وابن أبي ليلى".
وذكر أحمد بن حنبل مالكاً فقدّمه على الأوزاعي، والثوري، والليث، وحماد، والحَكم، في العلم، وقال: "هو إمام في الحديث، وفي الفقه".
وقال القطّان: "هو إمام يُقتدى به".
وقال ابن معين: "مالكٌ من حُجج الله على خلقه".
وقال أسد بن الفرات: "إذا أردتَ الله والدارَ الآخرة فعليك بمالكٍ".
بيان أهميّة القواعد وعظم نفعها
لا ريب أنَّ معرفةَ القواعد والأصول والضوابط الكليّة الجامعة يُعدُّ من أعظم العلوم وأجلِّها نفعاً وأكثرها فائدةً،
ذلك أنَّ "الأصول والقواعد للعلوم بمنزلة الأساس للبنيان والأصول للأشجار لا ثبات لها إلاّ بها، والأصول تبنى
عليها الفروع، والفروع تثبت وتتقوّى بالأصول، وبالقواعد والأصول يثبت العلم ويقوى وينمي نماءً مطَّرداً، وبها
¥