تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[احذر هذه الأدعية]

ـ[سامح عبد الحميد حمودة]ــــــــ[20 Aug 2010, 02:07 ص]ـ

[احذر هذه الأدعية]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الدعاء هو العبادة) ثم قرأ: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) غافر/60. قال الألباني: صحيح (انظر: صحيح سنن الترمذي برقم 2685)

سمع سعد بن أبي وقاص ابنه يدعو: اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وبهجتها وكذا وكذا وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها وكذا وكذا فقال يا بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيكون قوم يعتدون في الدعاء فإياك أن تكون منهم إن أعطيت الجنة أعطيتها وما فيها وإن أعذت من النار أعذت منها ومافيها من الشر. صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود رقم (1480) 2/ 77.

وعن أبي العلاء قال سمع عبد الله بن المغفل ابناً له وهو يقول: اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة قال يا بني إذا سألت فاسأل الله الجنة وتعوذ به من النار فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون في آخر الزمان قوم يعتدون في الدعاء والطهور. أخرجه أحمد في المسند رقم (16847) 4/ 87 وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود رقم (24.96/ 1)

وترى في أيامنا هذه كثيرًا من الأئمة يُحَوِّلُ الدعاء إلى موعظة طويلة:

(اللهم ارحمنا إذاثقل منا اللسان، وارتخت منا اليدان، وبردت منا القدمان، ودنا منا الأهل والأصحاب، وشخصت منا الأبصار، وغسلنا المغسلون، وكفننا المكفنون، وصلى علينا المصلون،وحملونا على الأعناق، وارحمنا إذا وضعونا في القبور، وأهالوا علينا التراب، وسمعنا منهم وقع الأقدام، وصرنا في بطون اللحود، ومراتع الدود، وجاءنا الملكان ... الخ) (اللهم إنك تعلم حالنا وترى مكاننا ... ، منا النساء ومنا الرجال، منا الشيوج ومنا الأطفال ... )

وعن عائشة رضي الله عنها قالت (كان النبي يَستحب الجوامع من الدعاء ويَدَع ما سوى ذلك) صحيح سنن أبي داوود برقم 1482.

وقال عليه الصلاة والسلام لعائشة رضي الله عنها (عليك بجمل الدعاء وجوامعه قولي: اللهم إني أسألك من الخير كلّه عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كلّه عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل) الحديث .. رواه ابن ماجه والبيهقي، انظر صحيح الجامع برقم 4047

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى:

الاعتداء في الدعاء يكون تارة بأن يسأل ما لا يجوز له سؤاله من المعونة على المحرمات، وتارة يسأل ما لا يفعله الله مثل أن يسأل تخليده إلى يوم القيامة، أو يسأله أن يرفع عنه لوازم البشرية، من الحاجة إلى الطعام والشراب، ويسأله بأن يطلعه على غيبه، أو أن يجعله من المعصومين، أو يهب له ولداً من غير زوجة، ونحو ذلك مما سؤاله اعتداء لا يحبه الله، ولا يحب سائله.

قال القرطبي: المعتدي هو المجاوز للحد ومرتكب الحظر، وقد يتفاضل بحسب ما يعتدي فيه، ثم قال: والاعتداء في الدعاء على وجوه: منها الجهر الكثير والصياح، ومنها أن يدعو أن تكون له منزلة نبي، أو يدعو بمحال ونحو هذا من الشطط. ومنها أن يدعو طالبا معصية.

والاعتداء في الدعاء عرّفه ابن القيم رحمه الله بقوله:

" كل سؤال يناقض حكمة الله أو يتضمن مناقضة شرعه وأمره أو يتضمن خلاف ما أخبر به فهو اعتداء لا يحبه الله ولا يحب سائله " ا. هـ (بدائع الفوائد3/ 13)

ومن صور الاعتداء في الدعاء (الدعاء على عموم الكفار بالهلاك والاستئصال)

قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في شرح كتاب التوحيد عند: باب قوله تعالى (أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون).: أما الدعاء بالهلاك لعموم الكفار، فإنه محل نظر، ولهذا لم يدع النبي صلى الله عليه وسلم على قريش بالهلاك، بل قال:"اللهم عليك بهم، اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف"، وهذا دعاء عليهم بالتضييق، والتضييق قد يكون من مصلحة الظالم بحيث يرجع إلى الله عن ظلمه. فالمهم أن الدعاء بالهلاك لجميع الكفار عندي تردد فيه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير