[رمضان " يفرقنا "]
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[09 Aug 2010, 04:47 م]ـ
صحيفة المدينة
رمضان “يفرقنا”
19 شعبان 1431هـ
صالح عواد المغامسي
تعظيم حرمات الله هو الدين كله، ولم تتواطأ افئدة المسلمين على شعيرة يعظمونها مثل تعظيمهم لحرمة شهر رمضان المبارك. وهذا التعظيم لهذا الشهر الكريم مقام جليل اورثه الله هذه الامة المجتباة، وحسبنا قول الحبر ابن عباس “وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدارس جبريل القرآن في رمضان كل يوم”، لكن الازمنة المتأخرة ساقت الينا ما يكاد يخرج الامة من هذا المقام الكريم.
فما ان يدنو الشهر المبارك وتقترب لياليه الا وتتناثر اعلانات الفضائيات تناثراً مذموماً لا نتردد لحظة أن نقول عنهم “دعاةٌ على أبواب جهنم” مسلسلات درامية وفكاهية وغيرهما تحمل في طياتها من الفجور والخنا وخبيث القول وسوء المعتقد وضلال النزعة وفساد الاثر ما لا لقلوب المسلمين بحمله في الدنيا فكيف بتبعاته في الاخرة.
ان النكاح أحلّّ شيء في المباحات فهو هدى الانبياء ومن سنن المرسلين، وزوجات نبينا عليه السلام هن امهات المؤمنين واطهر نساء العالمين، ومنهن من تولّى الله تزويجها نبيه صلوات الله وسلامه عليه، ومع ذلك ثبت من سنته عليه السلام انه كان يعتزل نساءه في العشر الاواخر من رمضان. ( ... آمِنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)
يجب ان يدرك القائمون على تلك الفضائيات أن ما هم فيه جرم عظيم بحق انفسهم وبحق امتهم والايام تطوى والارواح تقبض والاموال تنفد والموعد الله، ويجب ان يدرك اهل العلم انه متى ما ثبت لاحدهم ان تلك الفضائيات تجعل منه طريقاً لتحقيق مرادها الآثم وجب عندها التوقف عن المشاركة معهم ولو تحت ظل الكعبة فالمكان لا يشفع للنية السيئة ولهذا أُمر الرسول صلى الله عليه وسلم بألا يقوم في مسجد الضرار لسوء نية من شيّده وبناه وتكفينا آية القصص (قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ).
شتان بين من يجتهد فيخطئ او يتبنى أمراً اختلف الناس فيه، ومن يأتي لحرمات الله يريد ان ينتهكها ولعورات المسلمين يريد ان يكشفها ولبيوت الصالحين يريد ان يقوّضها.
لا يمكن لرمضان ان يجمع بين اهل الصلاح واهل الفسق (أمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ).
ولقد سمى الله كتابه فرقاناً، وقال ربنا وقوله الحق (وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ).
المصدر ( http://www.alrasekhoon.com/km/[ar],p-3,a-139,b-1)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[09 Aug 2010, 05:20 م]ـ
بارك الله بك أختي الكريمة فجر الأمة على نقل هذا المقال القيم وجزى الله خيراً شيخنا صالح المغامسي عليه.
وأنا من هنا أدعو الشيخ المغامسي إلى توجيه نداء ليس فقط لأصحاب الفضائيات العربية التي لا هم لها إلا تحقيق أكبر عدد من المشاهدين خلال هذا الشهر المبارك لبرامج أقل ما يقال عنها أنها تصرف الناس عن عبادة ربهم في هذا الشهر. النداء يكون لمن يساهمون في هذه المسلسلات التي تسمى افتراء (رمضانية) وأعني بهم الممثلين والممثلات والمخرجين والمنتجين وكل طاقم العمل. ألا يفكر هؤلاء أنهم يسنون سنة سيئة وزرها سيصيبهم على مر الأيام لأنهم يصرفون الناس عما خلقوا له وهو العبادة! أليس هؤلاء مسلمون يؤمنون بالله وبنبيه وكتابه؟ كيف يسمحون لأنفسهم أن يسرقوا من إخوانهم المسلمين أوقاتهم بما يغضب الله تعالى وعلى اقل تقدير بما لا ينفع؟!!
ألا يجب أن تسخر جهود العلماء لتوجيه هؤلاء المسلمين الذين ضل بهم الطريق ويكون لهم دعوات متواصلة في السر والعلن لعلهم يجدون آذاناً صاغية؟ وألا يجب أن تعلن المنظمات الإسلامية فتوى ما بخصوص هذا الخلل الإعلامي الذي يحصل كل رمضان؟ ألا يجب أن تكون هناك فتوى على الأقل تمنع استخدام كلمة رمضان ومشتقاتها من قبل هؤلاء المتاجرين بإسم الشيطان ليسرقوا من المسلمين أغلى الفرص التي منحنا الله تعالى إياها في هذا الشهر؟
البشر بشر يعتريهم ما يعتري البشر من مواقف ضعف ولحظات تدفعهم أنفسهم المتعلقة بشهوات الدنيا وملذاتها إلى متابعة مثل هذه البرامج ومن كثرة ما يبالغون في الإعلان عنها قبل رمضان باشهر تتشوق أنفس هؤلاء المشاهدون المساكين القابعين في منازلهم لمعرفة هذا البرنامج أو ذاك وأنا لا أنزع عنهم المسؤولية فهذه المسلسلات مثلها مثل أي أداة يمكن استخدامها في الخير والشر فالسكين نقطع بها الفاكهة ويمكن أن يقتل بها أيضاً لكن كيف نستخدمها هذا هو المهم! لكن أحب أن اقول لكل من يساهم في هذه المسلسلات غير الرمضانية إتقوا الله في أنفسكم وفي إخوانكم المسلمين فلماذا تضعون أطايب الطعام ثم تريدون من الناس ذوي النفوس الضعيفة أن تمتنع عنه؟! لو لم توجد هذه المسلسلات لبرئوا من ذنوب تتراكم عليهم كالجبال!
هذا الشهر ما هو إلا أيام قليلة وتنقضي واليوم نحن نرسل التهاني بقدومه وما هي إلا أيام ونرسل التهاني بالعيد دون أن ننتبه أنه انقضى!
لذا أدعو الجميع بالابتعاد عن مفسدات الصيام صغرت أو كبرت ولنعتبر أن رمضان هذا قد يكون آخر رمضان في حياتنا وربما يكون بيننا من لن يدركه على قربه ومنا من قد يدرك بعضه أو كله والله تعالى وحده أعلم. لنغتنم كل دقيقة من هذا الشهر ليكون تدريباً لنا في باقي الأشهر على اغتنام أوقاتنا بما هو مفيد نافع لنا ولغيرنا. وحتى تستقيم أمورنا علينا أن نوقن أن الله تعالى مطلع علينا مراقب أعمالنا لحظة بلحظة، وليسأل كل واحد منا نفسه في أي عمل يقوم به هل يحب أن يقبض على هذا الأمر؟ فإن كانت إجابته نعم هذا يعني أنه يعمل للآخرة وإذا كانت الإجابة لا فهذا يعني أنه علينا التغيير لما يرضي الله تعالى ونحب أن نقبض عليه ونُحشر عليه.
هدانا الله جميعاً لما فيه خيرنا وفلاحنا في الدارين وجعلنا من الفائزين المفلحين في كل حين.