تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[على كل سبيل شيطان]

ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[03 Aug 2010, 03:18 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع هداه.وبعد:

فالمتتبع لاحوال المسلمين , ليهوله حالهم هذا ... فان كان اهل الزمان الغابر قد ذموا أهل زمانهم , فما ذلك الا لانهم لم يروا اهل زماننا , اهواء وشهوات , تنشر بلا رقيب. بل ان كان فيها خير سيقصها مقص الرقيب. اما الفساد والفرقة فهي مطلبهم.

والمتتبع لاحوال المسلمين سيجد امور ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم تحدث بيننا فهل نسمع قوله ام قول غيره؟

عَنْ عَبْد اللَّه هُوَ اِبْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ: خَطَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ هَذَا سَبِيل اللَّه مُسْتَقِيمًا وَخَطَّ عَنْ يَمِينه وَشِمَاله ثُمَّ قَالَ هَذِهِ السُّبُل لَيْسَ مِنْهَا سَبِيل إِلَّا عَلَيْهِ شَيْطَان يَدْعُو إِلَيْهِ ثُمَّ قَرَأَ" وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُل فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيله "

نعم الذي اهتم به هم هؤلاء اصحاب السبل الذين سمعنا بعضهم يبشر بالديمقراطية والآخر يبشر بالليبرالية وأخر يبشر لحزبه ويدعوك لسلوك طريقه وطريق قومه ,ويحلف لك بصدق قوله , وانه يُشهد له بعمله , ولحزبه بفضله. ويشهد على ذلك ربه.

فان اتبعت طريقه صرت عنده معظما. وقولك مسموعا. وفعلك محمودا. وعدوك مكروها. وصديقك صديقا. وان خالفته الب عليك الاحباب. وسد دونك الابواب. فاذا تكلمت كذب قولك. وان سكتَ انتقد عملك. ويجد في نفسه نارا لا يطفئها الا شتمك. وانتهاك عرضك ,فان نجوت و لم يخونك. يسهل عليه ان يضللك.

ان وافقت هواه فانت المقدم حتى لو عارضت القران. وخالفت كلام المنان. فلا تستدل باحد الا فلان وفلان. لانهم هم من يفهم الاحوال. وغيرهم ليس ذو خبرة بالحال. لا ولاء ولا براء. لا سنة ولا كتاب انها السياسة ... هل تفهم بالسياسة؟

قال ابن كثير:

قَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله " وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُل فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيله " وَفِي قَوْله " أَنْ أَقِيمُوا الدِّين وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ " وَنَحْو هَذَا فِي الْقُرْآن قَالَ أَمَرَ اللَّه الْمُؤْمِنِينَ بِالْجَمَاعَةِ وَنَهَاهُمْ عَنْ الِاخْتِلَاف وَالتَّفْرِقَة وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلهمْ بِالْمِرَاءِ وَالْخُصُومَات فِي دِين اللَّه وَنَحْو هَذَا قَالَهُ مُجَاهِد وَغَيْر وَاحِد وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد بْن حَنْبَل: حَدَّثَنَا الْأَسْوَد بْن عَامِر شَاذَان حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر هُوَ اِبْن عَيَّاش عَنْ عَاصِم هُوَ اِبْن أَبِي النَّجُود عَنْ أَبِي وَائِل عَنْ عَبْد اللَّه هُوَ اِبْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ: خَطَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ هَذَا سَبِيل اللَّه مُسْتَقِيمًا وَخَطَّ عَنْ يَمِينه وَشِمَاله ثُمَّ قَالَ هَذِهِ السُّبُل لَيْسَ مِنْهَا سَبِيل إِلَّا عَلَيْهِ شَيْطَان يَدْعُو إِلَيْهِ ثُمَّ قَرَأَ" وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُل فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيله "

قال الامام الشاطبي (رحمه الله تعالى) يخبرنا بحاله التي تحدث لكل من دعا الى السنة وترك الفرقة والبدعة فيقول:

فتردد النظر بين - أن أتبع السنة على شرط مخالفة ما اعتاد عليه الناس فلابد من حصول نحو مما حصل لمخالفي العوائد، لا سيما إذا ادعى أهلها أن ما هم عليه هو السنة لا سواها إلا أن في ذلك العبء الثقيل ما فيه من الأجر الجزيل - وبين أن أتبعهم على شرط مخالفة السنة والسلف الصالح، فأدخل تحت ترجمة الضلال عائذاً بالله من ذلك، إلا أني أوافق المعتاد، وأُعدُّ من المؤالفين، لا من المخالفين، فرأيت أن الهلاك في اتباع السنة هو النجاة، وأن الناس لن يغنوا عني من الله شيئا، فأخذت في ذلك على حكم التدريج في بعض الأمور، فقامت علي القيامة، وتواترت علي الملامة، وفوَّق إلي العتاب سهامه، ونسبت إلى البدعة والضلالة، وأنزلت منزلة أهل الغباوة والجهالة، وإني لو التمست لتلك

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير