تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الشحناء وخطرها على الفرد والجماعة]

ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[21 Aug 2010, 10:19 م]ـ

[الشحناء وخطرها على الفرد والجماعة]

الحمد لله رب العالمين القائل في محكم التنزيل: " ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه لي حميم ". والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين القائل في صحيح سننه: " إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن." [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn1)

تعتبر الشحناء من أخطر الصفات وأذمها، لما سببته وتسببه وما يمكن أن تسببه للفرد والجماعة والأمة من مشاكل، ولما ينتج عنها من ويلات تعم الفرد والمجتمع في الدنيا، وما تسببه من خسارة للمتصف بها في الآخرة.

بل إن قبول الدعاء من رب السماء لعباده المسلمين وحصول المغفرة التي هي المطلب الأسمى لكل مسلم لا تتحقق إلا بنبذ الشحناء والتشاحن.

فقد روى أبو هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) قال: " تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الاِثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئاً، إِلاَّ رَجُلاً كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا ". [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn2)

وليظهر جليا خطر الشحناء يخبر النبي (صلى الله عليه وسلم) أنها كانت السبب المباشر في رفع ليلة القدر حيث: " خَرَجَ (صلى الله عليه وسلم) يُخْبِرُ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَتَلاَحَى رَجُلاَنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ: " إِنِّى خَرَجْتُ لأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَإِنَّهُ تَلاَحَى فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ فَرُفِعَتْ، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمُ الْتَمِسُوهَا فِى السَّبْعِ وَالتِّسْعِ والخمس" [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn3).

بل إن الرسول الكريم جعل التشاحن والشحناء من الصفات الذميمة، ومن الأمور المنتنة التي يجب التخلي عنها، حيث روى جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضى الله عنهما قَالَ: كُنَّا فِى غَزَاةٍ فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ الأَنْصَارِىُّ يَا لَلأَنْصَار وَقَالَ الْمُهَاجِرِىُّ يَا لَلْمُهَاجِرِينَ فَسَمِعَ ذَاكَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) فَقَالَ: " مَا بَالُ دَعْوَى جَاهِلِيَّةٍ؟. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَال: َ" دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَة … " [4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn4)

والعصبية مسببة للفرقة، وهي أصل التشاحن والخصام الذي ساد ويسود العلاقات بين أفراد الأمة الاسلامية، وقد حذر منها النبي (صلى الله عليه وسلم) بلفظ فصيح دقيق مختصر، حيث وصفها بالنتن، وهو لفظ كاف في الدلالة على كراهتها ونبذها.

بل أكثر من ذلك فقد تبرأ النبي (صلى الله عليه وسلم) من هذا الخلق القبيح، وبين أنه ليس من خلقه ولا من صفاته، حيث روى عنه الفضل بن عباس قال: " جاءني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فخرجت إليه فوجدته موعوكا قد عصب رأسه فقال: خذ بيدي يا فضل، فأخذت بيده حتى انتهى الى المنبر فجلس عليه ثم قال: صح في الناس، فصحت في الناس فاجتمع إليه ناس، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: " أيها الناس ألا إنه قد دنا مني حقوق من بين أظهركم، فمن كنت جلدت له ظهره فهذا ظهري فليستقد منه، ألا من كنت شتمت له عرضا فهذا عرضي فليستقد منه، ألا يقولن رجل إني أخشى الشحناء من قبل رسول الله، ألا وإن الشحناء ليست من طبيعتي، ولا من شأني، ألا وإن أحبكم إلي من أخذ حقا إن كان له وحللني فلقيت الله وأنا طيب النفس، ألا وإني لا أرى ذلك مغنيا عني حتى أقوم فيكم مرارا، ثم نزل فصلى الظهر ثم عاد الى المنبر فعاد لمقالته في الشحناء وغيرها، ثم قال: أيها الناس من كان عنده شيء فليرده ولا يقول فضوح الدينا وإن فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة، فقام إليه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير