[وفاة امرأة أحسبها من الصالحات]
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[06 Aug 2010, 04:18 م]ـ
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
كثُر ببلدي في الآونة الأخيرة موت الفجأة، وذلك مصداقاً لقول النبي صل1: (من اقتراب الساعة ..... وأن يظهر موت الفجأة) رواه الطبراني وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع برقم (10841).
هذه المرأة هي إحدى النساء الصالحات كما أحسبها والله حسيبها، ربت أولادها على الصلاح والتقى:
أمَّا زوجها فكان من رموز الدَّعوة فترة الحكم الشيوعي في جنوب اليمن، ودخل السجن في تلك الفترة قبل الوحدة اليمنية المباركة، وما ذنبه إلا أن قال ربي الله.
وأمَّا ابنها الأكبر وهو عبد الرَّحمن: فقد أتمَّ حفظ القرآن الكريم في الصف الثالث الثانوي، واختبر فيه فكان الأوَّل في دفعته في اختبار القرآن الكريم كاملاً، وأخذ الإجازة برواية حفص في هذه الفترة، وأمَّ الناس بدولة قطر في رمضان الماضي 1430 هـ، مبتعثاً إلى وزارة الأوقاف القطرية، وقد كان يقرأ على بعض الإخوان عندنا رواية ابن ذكوان، ولعله قرأ رواية شعبة أيضاً. ثم رحل إلى صنعاء لدراسة العلوم الشرعية بإحدى المراكز هناك، وكانت والدته – رحمها الله – تدفع به إلى ذلك، وقبل نهاية السنة الأولى له بصنعاء بثلاثة أيام وقعة حادثة وفاة والدته – رحمها الله -، وكانت تزور ولدها وهو معتكف في رمضان في إحدى المساجد من كثرة محبتها له، وتعلّقها به، وهو كذلك معها.
ولها ابنٌ آخر أصغر من ذلك بكثير، ولها بنتٌ متزوجة.
ففي عصر يوم الأحد20 شعبان 1431 هـ حضرت كعادتها الحلقة القرآنية التي تعقد عصراً بنساء ذلك الحي كطالبة من الطالبات، وما تدري أنه آخر حضور لها في هذه الحلقة.
كانت تحضر الدرس النسوي الذي يقام كل ثلاثاء بإحدى المساجد التي يبعد عن بيتها ثلث ساعة تقريباً، ولكنها حريصةٌ عليه كما أخبروني بذلك، وما تدري أنه آخر درس تحضره مع أخواتها.
كان من أصحاب قيام الليل، وتجلس في مصلاها بعد الفجر حتى تطلع الشمس فتصلي ركعتين محافظة عليها كما يخبر زوجها بذلك.
شعرتُ بخفةٍ في بدنها وفرحاً وسروراً يصاحبها وأنها قادمة إلى خير، فأخبرت أحد زميلاتها بذلك لتسأل لها أحد المشايخ بهذا، فأخبروا الشيخ، فقال: ماذا تعمل هي؟ فسألوها فأخبرت زميلاتها بما طلب الشيخ. فقال: هذه بشارة لها، وهي قادمة على خير – بعبارة نحوها -.
كان ولدها ينتظر مجيء يوم الخميس 24 شعبان 1431 هـ ليغادر صنعاء ويرى والدته بعد غياب طويل عنها.
ففي يوم الاثنين 21 شعبان 1431 هـ يتلقى الابن اتصالاً من والده كتمهيد له بخبر والدته، وحبذا لو يتجهز للسفر إليها بأقرب وقتٍ له، لأنَّ أمه مريضة، فقال لوالده: بقي عليَّ اختباران أو ثلاثة. ثم اتصل عليه اتصالاً آخر بعد هذه التمهيدات وأخبره الخبر، واتصل به آخر ليصبِّره، ثم حجز في الطائرة ليسافر ووصل صباح الثلاثاء 22 شعبان 1431 هـ.
خبر الوفاة:
قامت لتصلي صلاة الفجر في يوم الاثنين 21 شعبان 1431 هـ، وبعد الصلاة مباشرة ولم تكمل التسبيح بعدُ تسقط وتنقل للمستشفى، وهي تسبح لله وتشير بأصابعها كما أخبر من رآها، وما زالت على ذلك حتى فارقت الحياة.
من غير أي مقدِّمات تصلي الفجر، وهي آخر صلاة لها ليختم لها بالصلاة المشهودة، ولا تدري أنها آخر صلاة لها على هذه الدنيا.وقد رآها بعض النساء وهي ميتة مبتسمة يشعُّ النور من وجهها - رحمها الله -
رحلت وتترك هذه الدنيا وراءها فهل من معتبر بموت الفجأة (راحة المؤمن وأسف الكافر) كما جاء في الحديث.
وقد رأيتُ بعد دفنها جلوس زوجها على قبرها يدعو لها.
رحم الله أم عبد الرَّحمن وأسكنها فسيح جناته، وحشرها مع الصالحات من هذه الأمة.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 Aug 2010, 04:32 م]ـ
رحمها الله وأسكنها فسيح جناته الله
اللهم اغفر لها وارحمها وتجاوز عنها وعافها واعف عنها
اللهم اكرم نزلها ووسع مدخلها وباعد بينها وبين خطاياها كما باعدت بين المشرق والمغرب
اللهم اغسلها من خطاياها بالماء والثلج والبرد ونقها من الذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
اللهم أبدلها دارا خيرا من دارها وأهلا خيرا من أهلها وأجرها من عذاب القبر ومن عذاب النار
اللهم افسح لها في قبرها ونوره عليها واجعله روضة من رياض الجنة
اللهم آمنها يوم الفزع الأكبر واثقل موازينها ويمن كتابها وبيض وجهها
اللهم اسقها من حوض نبيك محمد صلى الله عليه وسلم شربة هنيئة مريئة لا تظمأ بعدها
اللهم حرم وجهها وبشرتها على النار
اللهم اسكنها الفردوس الأعلى من الجنة
اللهم واخلفها في عقبها بخير واجبر مصابهم فيها
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[06 Aug 2010, 04:48 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون.
نِعْمَ النساء هذه المرأة الصالحة إن شاء الله ونِعْم الأمّ التي تحث أبناءها على العلم ولا يمنعها عمرها من حضور مجالس العلم. غفر الله تعالى لها ورحمها وأسكنها جنات الفردوس وألهم زوجها وأبناءها وأهلها الصبر والسلوان.
اللهم إني أسألك حسن الخاتمة لي ولوالدي وللمسلمين والمسلمات أجمعين.