هل صحيح أن حواء خُلقت من ضلع آدم؟؟؟؟
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[26 Jul 2010, 07:06 ص]ـ
هذه المسألة فيها نوع من الخلط وسوء التفسير اختلطت على كثير من الناس وخاصة من طلبة العلم. حتى أصبحت كمسلّمة أن حواء خلقت فعلاً من ضلع آدم. ولكن المطلع على هذه المسألة يجد غير ذلك. فإن الأحاديث التي أشارت الى خلق حواء من ضلع آدم كلها ضعيفة كما أقر ذلك الألباني وغيره من أهل الحديث. رغم أن الأحاديث الصحيحة ومنها ما هو في مسلم والبخاري تحدثت أن حواء خلقت من ضلع. ولكن أحداً منها لم ينسب هذا الضلع الى آدم. ولكن الضلع المصرح عنه كان مبهماً أو يحتوي على أداة تشبيه كما في رواية البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: الْمَرْأَةُ كَالضِّلَعِ إِنْ أَقَمْتَهَا كَسَرْتَهَا وَإِنِ اسْتَمْتَعْتَ بِهَا اسْتَمْتَعْتَ بِهَا وَفِيهَا عِوَجٌ
أما حديث:" أُخْرِجَ إِبْلِيسُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَلُعِنَ، وَأُسْكِنَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ حِينَ قَالَ لَهُ:
{اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ}، فَكَانَ يَمْشِي فِيهَا وَحْشِيّاً لَيْسَ لَهُ زَوْجٌ يَسْكُنُ
إِلَيْهَا، فَنَامَ نَوْمَةً فَاسْتَيْقَظَ، وَإِذَا عِنْدَ رَأْسِهِ امْرَأَةٌ قَاعِدَةٌ خَلَقَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ
ضِلْعِهِ، فَسَأَلَهَا: مَا أَنْتِ؟ قَالَتِ: امْرَأَةٌ. قَالَ: وَلِمَ خُلِقْتِ؟ قَالَتْ: لِتَسْكُنَ
إِلَيَّ ... "الحديث.قال الألباني:إسناده ضعيف، مع كونه موقوفاً، فكأنه من الإسرائيليات
وقد ذكر ابن كثير في "البداية" (1/ 74) عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ أنها خلقت من ضلعه
الأقصر الأيسر وهو نائم، ولأمَ مكانه لحماً. وقال:
"ومصداق هذا في قوله تعالى ... " فذكر الآية مع الآية الأخرى: {وَجَعَلَ
مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ اِلَيْهَا ... } الآية، لكن الحافظ أشار إلى تمريض هذا التفسير
في شرح قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" استوصوا بالنساء خيراً، فان المرأة خلقت من ضلع ... "قال الشيخ القاري في "شرح المشكاة":"أي خلقن خلقاً فيه اعوجاج، فكأنهن خلقن من الأضلاع، وهو عظم معوج، واستعير للمعوج صورة، أو معنى ونظيره في قوله تعالى: {خلق الإنسان من عجل} ".
قال الألباني: وهذا هو الراجح عندي أنه استعارة وتشبيه لا حقيقة، وذلك لأمرين:
الأول: أنه لم يثبت حديث في خلق حواء من ضلع آدم.
والآخر: أنه جاء الحديث بصيغة التشبيه في رواية عن أبي هريرة بلفظ: "إن
المرأة كالضلع ... ".أخرجه البخاري.
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[26 Jul 2010, 09:41 ص]ـ
وإن كان النص بنسبة الضلع إلى آدم عليه السلام لا يصح سنداً
فقد قال صل1: ( .. وحدثوا عن بني اسرائيل و لاحرج)
ثمة مجموعة من الأخبار القديمة تفيدنا في إدراك المعاني واستيعاب دلالات الألفاظ
ثم قل لي - بربك - كيف تفسر هذا الميل الفطري بين الجنسين ..
إن لم يكن أحدهما مشتقّاً من الآخر!؟
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[26 Jul 2010, 03:51 م]ـ
وإن كان النص بنسبة الضلع إلى آدم عليه السلام لا يصح سنداً
فقد قال صل1: ( .. وحدثوا عن بني اسرائيل و لاحرج)
ثمة مجموعة من الأخبار القديمة تفيدنا في إدراك المعاني واستيعاب دلالات الألفاظ
ثم قل لي - بربك - كيف تفسر هذا الميل الفطري بين الجنسين ..
إن لم يكن أحدهما مشتقّاً من الآخر!؟
أشكرك جداً يا أبا تيماء وقد لفتَّ نظري الى معنى الحديث (حدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج) فخصصت له مشاركة منفردة عسى أن تكون قرأتها والفضل يعود اليك لتنبيهي الى تلك الفائدة. ومن خلالها ننظر ما ينفعنا وما يضرنا من تلك الروايات فنأخذ ما استسغناه ونترك ما مججناه ولفظناه.
أما بالنسبة للميل الفطري فليس بالضرورة أن يكون منشقاً من الأصل. إلم تر كيف تألف القطط الإناث ذكورها ولم تخلق من أضلاع بعضها. وانظر الى الخيل والبغال والحمير من حولك فأنها تعشق بعضها بعضاً وتود بعضها بعضاً لا لأن أضلاعها متشابكة بل لأن الفطرة التي فطر الله عليها الخلائق تقتضي ذلك التآلف.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Jul 2010, 04:46 م]ـ
هل يمكن أن نصل إلى الصواب في المسألة من خلال الآيات:
(وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) الذاريات (49)
(سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ) يس (36)
(وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (45) مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى (46)) النجم
(أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (39)) القيامة
(وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى) الليل (3)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) النساء (1)
(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا) الأعراف من الآية (189)
(خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا) الزمر من الآية (6)
؟
أعلم أنه قد كتب كثيرا في هذا الموضوع وأرجو أن يكون في التكرار بعض الفائدة
.
¥