[الله أكبر وقد دنت بشائره ...]
ـ[أمل الأمة]ــــــــ[21 Jul 2010, 05:00 م]ـ
دنت بشائره1
الخطبة الأولى
الحمد لله الذي خلق خلقه أطوارا وصرفهم كيفما شاء عزة واقتدارا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أراد ما العباد فاعلوه ولو عصمهم لما خالفوه ولو شاء أن يطيعوه جميعا لأطاعوه وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله خير من صلى وصام وأفطر الشافع المشفع في عرصات يوم المحشر صلى الله وملائكته والصالحون من خلقه عليه كما وحد الله وعرف به ودعا إليه اللهم وعلى آله وأصحابه وعلى سائر من اقتفى أثره واتبع منهجه بإحسان إلى يوم الدين ... أما بعد
عباد الله:
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله في السر والعلن وخشيته تبارك وتعالى في الغيب والشهادة فإن تقوى الله أزين ما أظهرتم وأكرم ما أسررتم وأعظم ما ادخرتم {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ}.
عباد الله:
الله أكبر وقد دنت بشائره وارتفعت منائره يترقب الليلة أو مابعدها المسلمون في جميع الأرض هلاله يفزعون فيه إلى الله جل وعلا بما شرع من الطاعات وبما حكم من العبادات تعرضا لنفحاته واستجابة لأمره وطلبا للغفران وسترا للعيوب.
أيها المؤمنون:
إن ربكم يخلق مايشاء ويختار وقد جعل الله جل وعلا بحكمته ورحمته وعزته شهر رمضان موئلا للصيام الذي تعبد الله به عباده كما تعبد الله به الأمم من قبلنا.
أيها المؤمنون:
شهر رمضان شهر مبارك فرض الله جل وعلا صيامه على خير خلقه وسيدهم صلوات الله وسلامه عليه في السنة الثانية من هجرته ثم مازال صلى الله عليه وسلم يصومه حتى وفاته ثم صامه المسلمون من بعده فأعظم مايقع في شهر رمضان من العبادات هو صيام ذلكم الشهر عطفا على الصلاة المقررة في الحياة كلها.
أيها المؤمنون:
نادى الله جل وعلا عباده نداء كرامة لا نداء علامة فقال تبارك اسمه وجل ثناؤه {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} ثم حدد الله زمانه فقال جل ذكره وعلا شأنه {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} فصيام هذا الشهر المبارك أحد أركان الإسلام العظام لا يتصور أبدا من مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ثم يعمد إلى يوم من أيام هذا الشهر المبارك يعمد إلى فطره من غير عذر لا سفر ولا مرض قال الإمام الذهبي رحمه الله " وعند المسلمين مقرر أن من أفطر يوما من رمضان عمدا من غير عذر فهو شر من الزاني وشر من مدمن الخمر بل يظنون به الزندقة والإنحلال " نعوذ بالله من الحور بعد الكور ومن الضلالة بعد الهدى.
أيها المؤمنون:
إن صيامكم لشهر رمضان تؤدون بذلك ركنا من أركان دينكم وهديا من هدي نبيكم صلى الله عليه وسلم وأنتم بذلك في المقام الأول تستجيبون لأمر ربكم جل وعلا واستجابة المؤمن لأمر ربه هي عنوان الفلاح وطريق النجاح وأساس السعادة وبها يفوز المؤمن في دينه وبرزخه وأخراه قال الله جل وعلا {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً}
عباد الله:
الصوم عبادة وأي عبادة جاء في الحديث القدسي " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به " وقد اختلفت عبارات أهل العلم في تحديد معنى هذا اللفظ القدسي وأظهرها والعلم عند الله أن الصوم أحد الأركان الأربعة العملية العبادية من أركان الإسلام فالثلاثة غير الصوم وقعت لغير الله إما جهلا وإما كرها وإما طوعا فكم من طواغيت عبر التاريخ كله أمروا الناس أن يركعوا ويسجدوا لهم ويعظموهم تعظيما لا يليق إلا بالله فوقع مايشابه الصلاة لغير الله وإن كان فاعلها لا يعد مسلما وأما الزكاة فالأصل فيها أخذ المال فوقعت لغير الله فكم من طواغيت وسلاطين متجبرين جمعوا الزكوات وأخذوا الأموال طوعاً أو كرهاً أو جهلاً من الناس وأما الحج فالأصل فيه الطواف حول البيت العتيق وكم من الطواغيت والسلاطين عبر التاريخ أمروا الناس أن يطوفوا حول عروشهم ويعظموهم ووقع ذلك كذلك من بعض من ينتسب إلى الإسلام ممن يطوف حول الأضرحة والمشاهد والقبور يظن أن أصحابها ينفعون شيئا لكن التاريخ
¥