[كيف نواجه حملات تنصير المسلمين؟]
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[17 Jul 2010, 11:35 ص]ـ
[كيف نواجه حملات تنصير المسلمين؟]
د. عبد الله قاسم الوشلي
اعلم أخي الكريم أنَّ تنصير المسلمين وإخراجهم من الإسلام هدفٌ من أهداف قوى الكفر، وبالأخصِّ أهل الكتاب من اليهود والنصارى، وهم لا يرضون عن المسلم إلا أن يكون على دينهم، أو قد تخلَّى عن دينه إلى أيٍّ وجهةٍ أخرى، وهذه الحقيقة بيَّنها القرآن الكريم حين قال الله - عز وجل -: ((ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتَّبع ملَّتهم قل إنَّ هدى الله هو الهدى ولئن اتَّبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من وليٍّ ولا نصير)).
ومن أجل تحقيق هذا الهدف فقد أجلبوا بخيلهم ورَجِلهم على تحقيقه في أُمَّة الإسلام، ولوَّنوا وسائله وأساليبه في بلاد الإسلام، فتارةً بوسيلة الاستشراق، وتارةً بوسيلة الحملات التنصيريَّة من قِبَل رهبانهم وأحبارهم ودعاتهم بدعمٍ من كنائسهم ودُوَلهم، وتارةً بواجهات المؤسسات الدوليَّة والمنظمات الإنسانيَّة، والتعليميَّة، والصحيَّة، والإغاثيَّة، والتثقيفيَّة، وغيرها، وتارةً بأساليب السياسة وضغوطاتها وهيمنتها ومكرها وخداعها، وتارةً بوسيلة القتل وإشعال الحروب في بلاد المسلمين تحت مظلاتٍ وواجهاتٍ متعدِّدة، وهي في الحقيقة تهدف إلى إذلال المسلمين واستكانتهم حتى يقعوا فريسةً في أيديهم استعماراً لأرضهم، ونهباً لثرواتهم، وإرغاماً للمسلمين في أن يقبلوا أفكارهم وتوجُّهاتهم والدينونة لهم، وغير ذلك من أساليب تحقيق هذا الهدف.
ولذا أخي الكريم فإنَّ مواجهة حملات التنصير تستدعي ضرورةً وفريضةً أن تتضافر جهود المسلمين للتصدِّي لها، والوقوف أمام أنشطتها وأعمالها في بلاد الإسلام، وبين أُمَّة الإسلام حتى لا تصل إلى هدفها في المسلمين، وهذه الجهود يقوم بها:
أوَّلا: علماء المسلمين والدعاة إلى الله - عزَّ وجلَّ - والعاملون للإسلام، وذلك من خلال التالي:
1 - إرسال القوافل الدعويَّة والتعليميَّة إلى هذه البلدان الإسلاميَّة التي تتعرَّض لهذه الهجمة الشرسة، لكي يقوموا بواجب الدعوة، والتعليم، والتربية في المسلمين، ويزيلوا عنهم الأميَّة بالإسلام، ويحصنُّوهم بالعقيدة الصحيحة، والتعاليم الإسلاميَّة السليمة، والقدوة الحسنة حتى لا يستطيع هؤلاء المنصِّرين والضالِّين أن ينالوا منهم، وأن يقوموا بفضح أهداف هؤلاء المنصِّرين والمبشِّرين للمسلمين، وأنَّها أهدافٌ استعماريَّةٌ استذلاليَّةٌ استغلاليَّة، وأنَّهم يسعَون للتمكين لدولهم النصرانيَّة، هذا من جانب، ومن جانبٍ آخر بيان فساد المعتقدات النصرانيَّة وضلالها وانحرافها، وعدم استقامتها على ما جاء به عيسى - عليه السلام -.
على أن يتسلَّح هؤلاء الدعاة بالعلم الراسخ، والقدوة الحسنة، وأسلوب الحكمة والبصيرة، وسَعة الصدر، والصبر، والمرونة، وعدم الشدة، والسهولة والسماحة في التعامل، وحسن القول، وأدب الخطاب، وأن يتسلَّح باللغة أو اللهجة الشائعة بين المدعوِّين.
كما أنَّه من الضروري أن تكون الأولويَّات واضحةً لدى هؤلاء الدعاة فيما يمارسونه من مهامِّ الدعوة والتعليم والتفقيه، وأن يكونوا بحقٍّ ربَّانيِّين كما قال تعالى: ((ولكن كونوا ربَّانيِّين بما كنتم تُعلِّمون الكتاب وبما كنتم تدرسون))، كما أنَّ عليهم أن يتدرَّبوا ويتأهَّلوا لأساليب الدعوة إلى الله - عزَّ وجلّ -، وطرق القيام بها، حتى تكون دعوتهم ناجحةً ومثمرة.
2 - أن يستقبلوا عدداً من أبناء هؤلاء المسلمين في مؤسَّسات العلم والتفقيه المنتشرة في بلاد الإسلام، ويقوموا بتعليمهم وتفقيههم وتربيتهم وإعدادهم وتأهيلهم للقيام بواجب الدعوة والتفقيه والتربية، ثم يعيدونهم إلى بلدانهم التي عمَّ فيها الجهل، وانتشر فيها التنصير، حتى يتحقَّق على أيديهم الوقاية ودفع هذا الشرَّ عن إخوانهم، قال تعالى: ((وما كان المؤمنون لينفروا كافَّةً فلولا نفر من كلِّ فرقةٍ منهم طائفةٌ ليتفقَّهوا في الدين وليُنذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلَّهم يحذرون)).
ثانياً: تجَّار المسلمين:
¥