تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[صورة من غدر الرجال!!]

ـ[عيسى السعدي]ــــــــ[17 Aug 2010, 01:58 ص]ـ

الغدر يعني نكث العهد، وهو من الكبائر؛ لحديث: (((لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدرته)))، والقاعدة أن كل ذنب ورد فيه وعيد بخصوصه فهو كبيرة! وكلام العلماء يدل على أن في الغدر خيانة في مقام الائتمان، ولعل في ذلك دلالة على أن الفتك ضرب من الغدر، والفتك هو القتل بغرة وغفلة، أو كما قال أبوعبيد: (أن يأتي الرجل صاحبه وهو غار غافل حتى يشد عليه فيقتله وإن لم يكن أعطاه أمانا قبل ذلك)، وفي الحديث (((الإيمان قيد الفتك لايفتك مؤمن))) رواه أحمد وغيره بسند صحيح. والصورة التي ذكرها أبو عبيد تمثيل ولاشك وإلا فأي صورة يؤخذ فيه القتيل غرة فهي ضرب من الفتك، كما يفعل كثير ممن أعماهم الحقد والحسد بمن يريدون التخلص منه وفي التاريخ أمثلة كثيرة لهذا الفتك والغدر،أذكر منها ماوقع لشاعر زمانه ابن الرومي؛ فقد تميز شعره بحلاوة السبك وتوليد المعاني والتمكن من أبواب الشعر؛ فكان رأسا في الوصف والمدح والرثاء والهجاء ‘ وكان يخشى هجاءه بعض الوجهاء، فدعاه إلى طعام ودس له السم في قطعة من الخبز المملوء بالسكر واللوز، فلما أحس بالسم وثب، فقال له هذا الوجيه:إلى أين؟ فقال: إلى الموضع الذي بعثتني إليه! قال: فسلم على أبي قال: ماطريقي على النار!! فبقي أياما ثم مات.

ولازال أصحاب النفوس المريضة يمارسون هذا الفتك والغدر للتخلص ممن لايريحهم وجوده فيدسون له في الطعام أو الشراب مايهلكه أويمرضه ويفسد عليه حياته وكثيرا مايكون ذلك عن طريق السحر الذي يصعب إدانة صاحبه حكما وماعلموا أن الله يؤاخذ المجرمين إما قدرا بالمصائب وغيرها أوجزاء ونكالا في الآخرة، وهو الأعظم والأشد (((ولاتحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار))) (((إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته))).

ـ[أبو المهند]ــــــــ[17 Aug 2010, 02:50 ص]ـ

.

قلتُ يا دكتورنا الحبيب: الغدر ليس في السم فحسب ولا في السحر ــــــ كما تفضلت فقط ـــــــــ بل في:

أخلاق الذئاب

وروغان الثعالب

وسم العقارب والحيات.

الغدر: تنور الحقد الذي يُشوى به صاحبه قبل أن يُصّدر إلى الغير.

أرى العداوة لا أرى أسبابها.

أرى الغدر قد كَثُرت صوره وعَلَت أصواته وزمجرت كلابه فهذا "يخزِّن" حقدا كحقد الإبل.

يبكى علينا ولا نبكي على أحد؟ **** لنحن أغلظ أكبادا من الابل

وذاك يبسم ابتسامة باهتة كابتسامة الليوث ــــ من حيث الظاهر ــــ ولكنها في الحقيقة بسمة تحمل وعيدا وتهديدا غفل عن معناه الكرماء وذهل عن مبناه الأصفياء.

إن الغدر والخبث وسواد الطوية رأيناه بأعيننا ـــــ وليس مع العين أين ــــــ في أناس يصدق عليهم قوله تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (الكهف104) ساقوا غيرهم كما وصف القرآن {كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50المدثر) فظنوا أن الناس جميعا من فصيل الحُمُر المستنفرة، في حين أن من الناس من يأبى الركوع إلا لله، وهم هم الذين يجوّدون ألاعيب الغادرين ويخيل لأهل الغدر من سحرهم أن الناس لا يكادون يفقهون حديثا.

إن من أعظم أنواع الخيانة والغدر والإجرام ودس السم وحفر الجُبّ للخصم مُجَرَاة الخَوَنَة

والتصفيق لهم

وتقبيل أياديهم

والانحناء على أعتابهم

والخوف من أقلامهم التى مدادها السم الزعاف.

إذ من فَعَلَ هذا النقص فهو مشارك في تلويث الحياة وتلوينها بلون الجريمة، جريمة الطاعة العمياء للجبابرة والمتكبرين والوصوليين والمتغطرسين {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) {الزخرف}

إن الخونة أصحاب" الأفئدة الهواء "كما قال الله {وأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} حياتهم محدودة، وأنفاسهم معدودة، ويوم خروجهم من وجاهتهم يوم خروجهم من الحياة خروجا أبدياً، وسيذكرهم التاريخُ في " مزابل " القوم و"زرائب" الحيوانات النافقة، وسيَعُدُّهم فيروسا من الفيروسات الضارة كانفلونزا الخنازير ...... وكل من نفر منه خوفا على أنفسنا كفرارنا من المجزوم، نعم سنفر منهم فرارنا من الأسد.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير