تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ما أقبح الرجل يتعاطى العلم خمسين سنة لا يعرف إلا فنا واحدا]

ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[18 Jul 2010, 11:55 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:

فهذه قصة طريفة ذكرها الخطيب البغدادي رح1 فقال:

أخبرنا الحسين بن محمد أخو الخلال حدثنا الصاحب أبو القاسم إسماعيل بن عباد بن العباس بالري أخبرنا عبد الله بن محمد الإيجي حدثنا محمد بن الحسن الأزدي أخبرنا أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني قال:

ورد علينا عامل من أهل الكوفة لم أر في عمال السلطان بالبصرة أبرع منه، فدخلت مُسلِّما عليه، فقال لي: يا سجستاني من علماؤكم بالبصرة؟

قلت: الزيادي أعلمنا بعلم الأصمعي،

والمازني أعلمنا بالنحو،

وهلال الرأي أفقهنا،

والشاذكوني من أعلمنا بالحديث،

وأنا رحمك الله أُنسب إلى علم القرآن،

وابن الكلبي من أكتبنا للشروط،

قال: فقال لكاتبه: إذا كان غد فاجمعهم إلي،

قال: فجمعنا، فقال: أيكم المازني؟ قال أبو عثمان: هأنذا يرحمك الله،

قال: هل يجزئ في كفارة الظهار عتق عبد أعور؟

فقال المازني: لست صاحب فقه ـ رحمك الله ـ أنا صاحب عربية،

فقال يا زيادي: كيف يكتب بين رجل وامرأة خالعها على الثلث من صداقها؟

قال: ليس هذا من علمي هذا من علم هلال الرأي،

قال يا هلال: كم أسند ابن عون عن الحسن؟

قال: ليس هذا من علمي هذا من علم الشاذكوني،

قال: يا شاذكوني من قرأ (يثنوني صدورهم)؟

قال: ليس هذا من علمي هذا من علم أبي حاتم،

قال يا أبا حاتم: كيف تكتب كتابا إلى أمير المؤمنين تصف فيه خصاصة أهل البصرة، وما أصابهم في الثمرة، وتسأله لهم النظر والنظرة؟

قال: لست ـ رحمك الله ـ صاحب بلاغة، وكتابه أنا صاحب قرآن،

فقال:

ما أقبح الرجل يتعاطى العلم خمسين سنة لا يعرف إلا فنا واحدا، حتى إذا سئل عن غيره لم يجل فيه ولم يمر، ولكن عالمنا بالكوفةِ الكسائي لو سئل عن كل هذا لأجاب.

تاريخ بغداد 11/ 407، وذكرها ابن الجوزي في كتاب الأذكياء ص89 والمنتظم172/ 9، وابن خلكان في وفيات الأعيان 2/ 432.

فليكن لنا معشر الأحبة عبرة من هذه القصة، ولا يعمد أحدنا إلى فن واحد يفني فيه كل وقته، أو معظمه، ثم هو بعد ذلك لن يحيط به!

فما أجمل بطالب العلم أن يكون مطلعا على أكثر الفنون كـ: القرآن وعلومه، والحديث وعلومه، والعقيدة والمذاهب، والفقه وأصوله وقواعده، والعربية بفنونها المختلفة، والتاريخ وأخبار وسير الأوائل، والسلوك والزهد والآداب وغيرها.

ولا يعني هذا نبذ التخصص؛ بل كما قيل:

خذ علماً مِنْ كلِ علم ** ومن علمٍ كل علمِ

ومما يلاحظ على كثير من طلبة العلم اليوم (التقوقع) في فن من العلم؛ بل ربما جزء منه، وبعضهم حصّل عددا من الشهادات العليا، وهو في غير تخصصه كصغار طلبة العلم المبتدئين؛ بل ربما لا أبالغ إن قلت: كعامة المسلمين!

المصدر:الألوكة - المجلس العلمي ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=3739)

ـ[خلوصي]ــــــــ[20 Jul 2010, 03:45 ص]ـ

إلا فنّاً واحداً أيها الأزهري الزاهر؟ لن أخبرك به الآن http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif ! لو ظل دهرَه كلَّه مشغولاً به و حسب لرأيت العجب من حاله و حال من حوله إلى أقطار الأرض!

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 Jul 2010, 04:04 ص]ـ

وهو ما يسمى بالتفنن، والتفنن –هديت للرشد-لفظ مولد غير عربي،اشتقه الناس من لفظة الفن، والفن واحدُ فنون وأفنان؛ وهو النوع أو الضرب من الشئ .. يقال افْتَنَّ الرجل في كلامه وخصومته: إذا توسع وتصرف، وافتن الحمار بأتنه: إذا أخذ في طردها وسوقها يميناً وشمالاً، ويُقال فنَّن فلان رأيه: إذا لونه ولم يثبت على رأي واحد

فأطلق هذا اللفظ في هذا الموطن يُراد به التوسع والتصرف والاشتغال بأبواب مختلفة من العلم. وهو الغالب على أحوال السلف،ولكنه طريق شاق موعر والمتزر به ولم يُعطه كثير ..

ـ[محمد الحريص]ــــــــ[20 Jul 2010, 04:38 ص]ـ

و ما أقبح الرجل يتعاطى العلم .. و لا ينكسر قلبه لله - سبحانه و تعالى -

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 Jul 2010, 04:43 ص]ـ

هذا لم يعرف العلم حقاً بل معه ظاهر منه فحسب ..

ـ[تيسير الغول]ــــــــ[20 Jul 2010, 05:20 ص]ـ

وهو ما يسمى بالتفنن، والتفنن –هديت للرشد-لفظ مولد غير عربي،اشتقه الناس من لفظة الفن، والفن واحدُ فنون وأفنان؛ وهو النوع أو الضرب من الشئ .. يقال افْتَنَّ الرجل في كلامه وخصومته: إذا توسع وتصرف، وافتن الحمار بأتنه: إذا أخذ في طردها وسوقها يميناً وشمالاً، ويُقال فنَّن فلان رأيه: إذا لونه ولم يثبت على رأي واحد

فأطلق هذا اللفظ في هذا الموطن يُراد به التوسع والتصرف والاشتغال بأبواب مختلفة من العلم. وهو الغالب على أحوال السلف،ولكنه طريق شاق موعر والمتزر به ولم يُعطه كثير ..

file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/moz-screenshot.png

نعم وهناك تصريفة أخرى لمعنى فن قالها أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري الفرابيفي كتابه الصحاح في اللغة

الفَنُّ: واحد الفنون، وهي الأنواع. والأفانينُ: الأساليبُ، وهي أجناس الكلام وطرقه. ورجلٌ مُتَفَنِّنٌ، أي ذو فنونٍ. وافْتَنَّ الرجل في حديثه وفي خطبته، إذا جاء بالأفانينِ، وهو مثل اشتقّ. والفَنُّ: الطرد. تقول: فَنَنْتُ الإبل، أي طردتها. والفَنَنُ جمعه أفْنانٌ، ثم أفانين، وهي الأغصان. وشجرةٌ فَنَّاءُ، أي ذات أفنانٍ، وفَنْواءُ أيضاً على غير قياس. والتَفْنينُ: التخليطُ. يقال: ثوبٌ فيه تَفْنينٌ، إذا كانت فيه طرائقُ ليست من جنسه. ورجلٌ مِفَنٌّ: يأتي بالعجائب؛ وامرأةٌ مفَنَّةٌ. وفلان فنا أي كثر تفننه في الأمور فهو مفن وفنان.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير