[هل من المعقول أن يتحول حامل القرآن إلى حامل ضلال وعصيان؟؟؟]
ـ[أنين الحق]ــــــــ[25 Jul 2010, 09:33 م]ـ
المطبوع في مخيلتي أن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته، فإذا ابتسم الواحد منهم ابتسم قلبه قبل فمه، وإذا أحب أحب في الله وإذا أبغض أبغض في الله، وإذا غضب غضب لله، وإذا رضي رضي لله.
لكن أن يتحول معلم القرآن ومفسر القرآن إلى ذئب أطلس، وإلى ثعلب ماكر، وإلى خادع مارق فهذه هي المشكلة، وتلك هي القضية.
ولا غرابة يا قومنا فالقرآن سلاح ذو حدين:
الحد الأول فيه النفع لصاحبه، والحد الثاني فيه المضره لعين تاليه وحافظه.
وليس هذا من "تفانيني " بل من عين النور المحمدي:"وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ" رواه مسلم.
والضلال على علم في أمتنا وفي الأمم من قبلنا إذ أنه آفة ليست مقيدة بزمان ولا بمكان.
قال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175)}
واقصص -أيها الرسول- على أمتك خبر رجل من بني إسرائيل أعطيناه حججنا وأدلتنا، فتعلَّمها، ثم كفر بها، ونبذها وراء ظهره، فاستحوذ عليه الشيطان، فصار من الضالين الهالكين; بسبب مخالفته أمر ربه وطاعته الشيطان.
يقول ابن عاشور: قيل المعنِىّ به أمية بن أبي الصلت الثقفي، وروي هذا عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، بأسانيد كثيرة عند الطبري، وعن زيد بن أسلم، وقال القرطبي في «التفسير» هو الأشهر، وهو قول الأكثر ذلك أن أمية بن أبي الصلت الثقفي كان ممن أراد اتباع دين غير الشرك طالباً دين الحق، ونظر في التوراة والإنجيل فلم ير النجاة في اليهودية ولا النصرانية، وتزهّد وتوخّى الحنيفية دينَ إبراهيم، وأخبر أن الله يبعث نبيّاً في العرب، فطمع أن يكونَه، ورفض عبادة الأصنام، وحرم الخمر، وذكر في شعره أخباراً من قصص التوراة، ويروى أنه كانت له إلهامات ومكاشفات وكان يقول:
كُل دين يومَ القيامة عند ... اللَّه إلا دين الحنيفيةُ زُورُ
وله شعر كثير في أمورٍ إلآهية، فلما بعث محمد صلى الله عليه وسلم أسف أن لم يكن هو الرسول المبعوث في العرب، وقد اتفق أن خرج إلى البحرين قبل البعثة وأقام هنالك ثمان سنين ثم رجع إلى مكة فوجد البعثة، وتردد في الإسلام، ثم خرج إلى الشام ورجع بعد وقعة بدر فلم يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم حسداً، ورثى من قُتل من المشركين يومَ بدر، وخرج إلى الطائف بلاد قومه فمات كافراً.
بيت القصيد أنني أستغرب واستفحش أن يتحول واحد من أهل القرآن وتعليمه إلى متسلط مستكبر ومستَنوَق للشيطان يسخره لخدمته ويكون هو الشيطان اللعين المتمرد.
ولا غرابة عندما أصبح المتحدثون بالدين على المباشر من الصباح إلى الصباح دون أدنى تأثير إيجابي يذكر.
لا غرابة إن رأيت انعدام التأثير من صروح دينيه علمية تحمل جيوشا من علماء الدين تحسبهم جميعا لكن قلوبهم للأسف شتى فلا أثر لهم ولا ذكر.
إنني الآن يا كرام أدركت لماذا أمرنا الله أن نستعيذ به قبل تلاوة القرآن من الشيطان الرجيم:" فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98النحل) لأسباب كثيرة جدا أبرزها عندي ألا يتحول قاريء القرآن أو معلمه إلى مستنسَخ من الشيطان أو إلى حامل لأحد "فيروساته " وضلالاته وهو يتلو الطهر والنقاء.
قال تعالى:" {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} {الكهف}
نعوذ بالله من الخذلان.
ـ[جليسة العلم]ــــــــ[25 Jul 2010, 09:47 م]ـ
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
............ وكفى
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[25 Jul 2010, 09:48 م]ـ
أخي الكريم:
التالي للقرآن الحافظ له؛ إذا ضل كان أشد ضلالا من غيره ..
ومن المعلوم أن العامي إذا ضل فضلاله محدود التأثير؛ أما العالم فإنه إن ضل قاد معه مقلديه، واللاهثين خلفه دون روية ..
ولذا فإن أول من تسعر بهم النار لم يكن ينقصهم شيء من ذلك؛ فقد كانوا قراء ومجاهدين وعلماء ..
وأما تنبيهك على هذا الموضوع في هذا العصر فجزاك الله خيرا عليه؛ فكم نشهد من علماء بعضهم يحفظ كثيرا من العلوم الإسلامية، وآخرون وإن لم يكونوا من حفظة العلم إلا أنهم يحملون على الأقل شهادات عالية، ومع ذلك تجد جمعا من الصنفين يبيع دينه بعرض من الدنيا زهيد ..
ولكن سيبقى في الأمة - مع كل ذلك - الخير الكثير، وأهل الإخلاص والتقوى؛ وهم وإن كانوا قلة إلا أن الله تعالى يحفظ بهم هذا الدين حتى يأتي أمر الله.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[25 Jul 2010, 09:50 م]ـ
[هل من المعقول أن يتحول حامل القرآن إلى حامل ضلال وعصيان؟؟؟]
لا أظن أن حامل القرآن يحمل شيئاً غيره في آن واحد. وأنا أعرف قصدك الذي تريد أن تذهب اليه.
هناك حامل للقرآن. ومتعلم للقرآن غير داخل في قلبه. وهذا هو المقصود على ما أظن. لا ينبغي أن نطلق على حامل القرآن أي مصطلح شائن لأنه حامله. أما القاريء له والمتعلم منه والعالم ببعض أسراره وعلومه فلا يطلق عليه لقب حامل. بل ناقل والناقل بالحديث لا يشترط أن يكون عالماً (رب مبلغ أوعى من سامع).