تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ربيع القلوب .. (خطبة جمعة)]

ـ[عبد الله الطواله]ــــــــ[22 Aug 2010, 02:06 ص]ـ

أحبتي في الله هذه خطبة الجمعة الأخيرة نسقتها من عدة خطب مع بعض الإضافات والتصرف وأسميتها (ربيع المؤمن) .. اسأل الله أن يكون فيها النفع والفائدة ..

أما بعد: فأوصيكم ـ أيها الناس ـ ونفسي بتقوى الله عز وجل، فاتقوا الله رحمكم الله، واستغفروه وتوبوا إليه، فالكرامة كرامةُ التقوى، والعزُّ عزّ الطاعة، والوحشةُ وحشةالذنوب، والأنسُ أُنس الإيمان والعمل الصالح، من لم يعتزَّ بطاعة الله لم يزلذليلاً، ومن لم يستشفِ بكتاب الله لم يزل عليلاً، ومن لم يستغنِ بالله ظلَّ طولَ دهره فقيراً.

من تأمّل خطوب الأيام استغنى عن خطب الأنام، ومن سلك مسالك الاعتبار أضاءت له مصابيح الاستبصار. فتأملوا رحمني الله وإياكم في دروب المسير، وتذكَّروا أين المصير، وبادروا قبل هجوم الفاقرة، وشمّروا لعمل الآخرة.

أنزل الله القرآن نورًا لاتُطفأ مصابيحه، وشمساً لا يخبو ضوءها، ومِنهَاجًا لا يضلُّ من نهجه، وصراطاً لا يزيغ من سلكه، فهو معدن الإيمان وينبوع الحكمة، جعله الله ريًّا لعطش العلماء، وربيعًا لقلوب الفقهاء، ودواءً لا يترك بعده داء .. هو حبل الله المتين، وذكره الحكيم، وصراطه المستقيم، ونوره المبين، فيه نبأ مَنْ قبلنا، وخبر مَنْ بعدنا، وفصل ما بيننا .. هو الفصل ليس بالهَزَل، بالحق أنزله الله وبالحق نزل، مَنْ عمل بهأُجر، ومَنْ حَكَم به عدل، ومن قال به صدق، ومن علمه سبق، ومَنْ دعا إليه هُدِيَ إلى صراط مستقيم .. مَنْ طلب به الهدى أعزَّه الله، ومَنْ ابتغى الهدى من غيره أذلَّه الله، يَرفع الله به أقوامًا ويَضعُ آخرين، ويأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه. قال عنه - صلَّى الله عليه وسَلَّم -: ((مَنْ قرأ حرفًا من كتاب الله تعالى؛ فله حسنة، والحسنة بعَشْر أمثالها، لا أقول {ألم} حرف، ولكن ألفٌ حرف، ولامٌ حرف، وميمٌ حرف))؛رواه الترمذي.

كتاب الله يا عباد الله نور الهداية، وهداية النور، روح الحياة، وحياة الروح، فمَنْ لم يقرأه ويعمل به فما هو بحيٍ: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا} .. إنَّ الإنسان بلا قرآن كالحياة بلا ماء ولا هواء؛ ذلك أن القرآن هو الدواء والشفاء: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} .. {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى} شفاءٌ للقلوب، وشفاء للأبدان، وهو الرائد عند الحَيْرة، والنور عند الظلمة، وخير جليس لا يُمَلَّ حديثه: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} ..

جعله الله معجزتَه والآيةَ الدالة على صدق رسوله .. قال عليه الصلاة والسلام: "ما بعث الله نبيّ من الأنبياء إلا آتاه من الآيات ما على مثله آمن البشر، وإنّ الذي أوتيته وحيٌ أوحاه الله إليّ، فأرجو أن أكون أكثرَهم تابعاً يوم القيامة" ..

أنزل الله هذا القرآن رحمةً ونِذارة للعالمين. {تَبَارَكَ ?لَّذِى نَزَّلَ ?لْفُرْقَانَ عَلَى? عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَـ?لَمِينَ نَذِيرًا}. اختار الله لنزوله أشرفَ الأزمنة وأفضل الشهور، {شَهْرُ رَمَضَانَ?لَّذِى أُنزِلَ فِيهِ ?لْقُرْآنُ هُدًى لّلنَّاسِ وَبَيِّنَـ?تٍ مِّنَ ?لْهُدَى? وَ?لْفُرْقَانِ}. واختار الله لأوّل نزوله أشرفَ الليالي وأفضلها، {إِنَّا أَنزَلْنَـ?هُ فِى لَيْلَةِ?لْقَدْرِ}، {إِنَّا أَنزَلْنَـ?هُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَـ?رَكَةٍ إِنَّا كُنَّامُنذِرِينَ}. بعث الله به محمدًا للبشارة ودعوة العالمين: {وَأُوحِىَ إِلَىَّ هَـ?ذَا ?لْقُرْءانُ لأنذِرَكُمْ بِهِ وَمَن بَلَغَ}. تحدّى الله الثقلين أن يأتوا بقرآن مثله ثم تحداهم بعشر سور ثم تحداهم ولو بسورة واحدة .. فعجزوا ولواجتمعوا،: {قُل لَّئِنِ ?جْتَمَعَتِ ?لإِنسُ وَ?لْجِنُّ عَلَى? أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـ?ذَا ?لْقُرْءانِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير