[الانتساب لأمة محمد صلى الله عليه وسلم " الواقع والمأمول".]
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[22 Aug 2010, 01:28 ص]ـ
الانتساب لأمة محمد (صلى الله عليه وسلم)
الواقع والمأمول
الحمد لله العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين وعلى آله وأصحابه.
يقول الناظم: كل يدعي وصل ليلى ... وليلى لا تقر لهم بذاك.
من السهل أن يدعي المرء انتماءه لمنهج، أو لجهة، أو لمكون، أو لدين، لكن من الصعب إثبات مثل هذه الدعوى حين المطالبة بالدليل.
والأمة الاسلامية اليوم، وقد جاوز عدد سكانها المليار ونيف، كلهم يدعون الانتماء الى هذه الأمة، وحق لهم الادعاء، ولهم الفخر بذلك، لكن القاعدة المشهورة تقول: " إن كنت مدعيا فالدليل وإن كنت ناقلا فالصحة ".
فكيف إذن يمكن تقديم دليل عن مثل هذا الأمر المعنوي الكبير؟. والأمة اليوم تعيش زمن العض على الجمر؛ زمن الفتن والبلايا والمحن. زمن يحتاج المرء أن يسرق منه لحظات، يسائل فيها نفسه عن موقعه من الاعراب، عن نسبه وانتمائه، قبل أن يُوقف ويُسأل. فمن أعد العدة -والجواب عن أي سؤال قادم هو نوع من العدة- فهو قادر على السير بخطوات ثابتة، وقادر على مواجهة تحدي السؤال.
ومن الاجابة تأتي هذه الباقة من النصوص لتقديم السؤال بدلا من كل واحد منا، وتجيب عنه؛ تجيب عن حقيقة الانتساب وشروطه واقعا وأملا.
أولا: مفهوم الانتساب وحقيقته؟
النسب نسب القرابات وهو واحد الأنساب، والنسبة والنسب القرابة، وقيل هو في الآباء خاصة، وقيل النسبة مصدر الانتساب، وجمع النسب أنساب، وانتسب واستنسب ذكر نسبه، ويقال للرجل إذا سئل عن نسبه استنسب لنا أي انتسب لنا حتى نعرفك، ونسبت الرجل أنسبه بالضم نسبة ونسبا إذا ذكرت نسبه وانتسب إلى أبيه أي اعتزى. [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn1)
والنسب والنسبة ضربان، نسب طولي كالاشتراك بين الآباء والأبناء، وعرضي كالنسب بين الاخوة الأعمام." [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn2). وانتسب: انتمى واعتزى وادعى وتنحل وانتحل [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn3).
وهي معاني ومفاهيم بعضها من بعض، وكلها تروم مقصدا واحدا، وهو الانتماء إلى أمة سواء كان انتماءا صحيحا أم مدعى به فقط.
والنسب الحقيقي؛ نسب الدين ونسب الاتباع والتسليم، وليس الانتساب الأسري لعدم نفعه يوم الدين، لقوله تعالى في سورة هود مخاطبا نبي الله نوح لما اشتكى مصير ولده: " يا نوح إنه ليس من أهلك ". وقول النبي صلى الله عليه وسلم: " ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه." [4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn4)..
- وزاد النبي صلى الله عليه وسلم الأمر بيانا بما رواه عنه أبو هريرة قال: " لما أنزلت هذه الآية " وأنذر عشيرتك الاقربين " دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا فاجتمعوا فعم وخص فقال: يا بني كعب بن لؤي، أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني مرة بن كعب، أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد شمس، أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد مناف، أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني هاشم، أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد المطلب، أنقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لكم من الله أن لكم رحما سأبلها ببلالها ". [5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn5)
والأمة المنتسب إليها هي أمة محمد، الأمة الخاتمة، وتنتسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم انتسابا عاما وخاصا، فكل من جاء بعده وآمن به هو من أمته التي سينافح عنها غدا يوم القيامة كما ورد في حديث الشفاعة، الذي يبين حاجة الناس الى شفيع ولجوءَهم الى جمع من الأنبياء والمرسلين الى أن وصلوا الى النبي محمد الأمين حيث يقول (صلى الله عليه وسلم) في ذلك: " فأوتى فأقول أنا لها، فأنطلق فأستأذن على ربي فيؤذن لي فأقوم بين يديه فأحمده بمحامد لا أقدر عليه الآن يلهمنيه الله، ثم أخر له ساجدا، فيقال لي: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعطه واشفع تشفع فأقول رب أمتي أمتي " [6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn6).
¥