تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أعمال المسلم بين السراب والاحتساب]

ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[22 Aug 2010, 01:51 ص]ـ

[أعمال المسلم بين السراب والاحتساب]

خلق الله الانسان في هذه الحياة الدنيا وحمله أمانة كبرى، وكلفه بالعمل ابتلاء لسير الحياة وابتغاء الأجر في الأخرى، فقال سبحانه: " تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ". (الملك /1). وقال: " ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره". (الزلزلة /6).

لكن عمل الانسان إن لم يضبط بضوابط الشرع، ويقيد بتقييد الفهم، ويمزج بحسن الغاية والقصد، وتختار له الوسائل الصالحة، فسيفشل في تحقيق النتيجة المرجوة في الدنيا والآخرة.

ومع كل ما ذكر، تبقى الغاية الكبرى من كل عمل؛ قصد العامل قبل العمل وأثناءه وبعده.

ماذا يبتغي به؟

هل أخلص فيه النية أم لا؟.

هل احتسبه لله أم لغيره؟.

إنها أسئلة مهمة ينبغي أن يجيب عنها كل عامل في هذه الدنيا، يسائل بها نفسه ليعرف ما يقدم وما يؤخر.

وليحسن الفهم ويعرف المطلوب، أقدم في هذه الأسطر قراءة في فضل الاحتساب الذي غاب عن أبناء أمتنا في أفعالهم -لطغيان الماديات وتكالب الحاجيات والمتطلبات، التي جعلت الانسان يجري ويلهث وينام وهو يحلم بما ينتظره من جري ولهث - لعل الأثر يسري في الأنفس، فتتغير بعض السلوكات ولو بعض التغيير نحو أحسن البناء وأحسن الفعال.

-مفهوم الاحتساب:

قال ابن منظور: الحِسْبةُ مصدر احْتِسابِكَ الأَجر على اللّه، تقول: فَعَلْته حِسْبةً واحْتَسَبَ فيه احْتِساباً، والاحْتِسابُ طَلَبُ الأَجْر، والاسم الحِسْبةُ بالكسر وهو الأَجْرُ ... واحْتَسَبَ بكذا أَجْراً عند اللّه، والجمع الحِسَبُ .... والحِسْبةُ اسم من الاحْتِسابِ كالعِدّةِ من الاعْتِداد والاحتِسابُ في الأَعمال الصالحاتِ وعند المكْرُوهاتِ ... ". [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn1)

- وفي الاصطلاح، هو الاحتساب على الله، والبدار إلى طلب الأجر وتحصيله باستعمال أنواع البر". [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn2) كما قال ابن الأثير.

وقال أبو حاتم: الاحتساب: قصد العبيد إلى بارئهم بالطاعة رجاء القبول ". [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn3)

- وقال العيني: لم يقل أحد من أهل اللغة إن الحسبة طلب الثواب، إنما الحسبة هو الثواب، والثواب هو الأجر على أنه لا يفسر به في كل موضع [4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn4) ألا ترى إلى حديث عمر رضي الله عنه: " أَيُّها الناسُ احْتَسِبُوا أَعْمالَكم فإِنَّ مَن احْتَسَبَ عَمَلَه كُتِبَ له أَجْرُ عَمَلِه وأَجْرُ احتسابه .. ". [5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn5). أي: فإن فيه أجر حسبته، ولو فسرت الحسبة بالأجر في كل المواضع يصير المعنى فيه كتب له أجر عمله وأجر أجره، وهذا لا معنى له، وإنما المعنى له أجر عمله وأجر احتساب عمله وهو إخلاصه فيه، أو المعنى من اعتد عمله ناويا كتب له أجر عمله وأجر نيته ". [6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn6)

يفهم إذن من كل هذه التوضيحات حول مفهوم الاحتساب أنه إخلاص العمل والنية لله تعالى ابتغاء أجر العمل وأجر الاحتساب .. .

وإن لم يحصل هذا فلا مناص من الخذلان والخسران ولو كثرت الأعمال، والأدلة في بيان هذا الأمر كثيرة، أذكر منها:

-ما بينه الله في كتابه الحكيم وإن تعلق الأمر بالكافرين، لأن الكافر بنفسه يعمل ويحسب أنه على صواب، وقد يقع المسلم في كثير من أفعالهم ويحسب أنه على شيء، من ذلك:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير