تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

5 - نقد التيارات الإسلامية الحركية من غير تمييز واتهامها في مقاصدها بتسييس الدين لصالحها ووصمها بالانتهازية وربطها أحيانا بالعمالة لدول أجنبية.

6 - التأكيد المستمر على خيار الديمقراطية في الإصلاح , والعمل على إقامة دولة المؤسسات وتحقيق مفهوم المجتمع المدني من خلال المنظار الليبرالي التقدمي.

7 - الدعوة لـ" الإسلام المستنير " كمخرج من الجمود والتقليد الذي تعيشه بعض المجتمعات الإسلامية الخليجية , وكمفهوم للدين يتوافق مع ديمقراطية الغرب ومبادىء المجتمع المدني , كما تبرز أهميته في قابليته للتشكل لأي صياغة ليبرالية يستدعيها موقفهم القيمي , وهذا ما جعل التيار الليبرالي يتبناهم ويفسح المجال لهم في كثير من منابره الثقافية والإعلامية.

8 - تجلية التاريخ الإسلامي- بدأ من عهد الخلفاء الراشدين –بدراسة سلبياته وإيجابياته وأسباب انحرافاته السياسية والفكرية, وتمجيد الأفكار والحركات الباطنية والاعتزالية والفلسفية كنوع من التحرر الفكري العقلاني والنهوض الثوري في وجه الرجعية التراثية.

إن هذه الملامح وإن كانت مشتركة عند الأكثر إلا أنها قد تزيد أو تنقص عند أفرادهم حسب ميولهم الثقافية وحاجة الوسط الذي يعيشون فيه لتغليب نوع معين من جوانب الإصلاح التنويري. والحقيقة أن هذا الفكر مع كل الإشكاليات المثارة عليه قد حمل معه صواباً كثيراً ورؤى تجديدية واقعية وغنية بالمعرفة وبالوعي الحضاري لبعض المشكلات و القضايا الإسلامية المعاصرة والمستقبلية.

إن رموز التيار التنويري السعودي لهم شهرتهم في الوسط الفكري المحلي والعربي , ولكني تعمدت عدم ذكرهم بأعيانهم في مقالي , لان أكثرهم لم يخرج بعد من مخاض هذه التجربة الفكرية , وفكره الإصلاحي لم ينضج ولم يستقر , كما أن البعض مازال ممسكاً بزمام حب الإثارة والبحث عن الشهرة الثقافية والصعود فوق أي ركام كان.

ولعل الظروف المتوترة التي تمر بها المملكة اليوم من جرّاء أعمال التفجير والتخريب الإرهابي أو من خلال الضغط والاتهام الخارجي يدعو الجميع لتجاوز مرحلة الاحتقان الحاصل بين هذا التيار التنويري وغيره من التيارات المحافظة , ويردم الهوة التي حفرتها الاتهامات المتبادلة بالوقوف خلف الغلو والتكفير. وبإعمال بسيط لفقه الاولويات والموازنات وحتمية المرحلة و طبيعة المواجهة فإن عوامل الاتفاق قد تتجاوز نقاط الافتراق وبشكل كبير , إذا وعينا حجم المتغيرات السياسية والاجتماعية القادمة.

إن الغرب في أزمته الراهنة في الشرق الأوسط بدأ يراهن من أجل إعادة تشكيل المنطقة و كسب التأييد الشعبي لإصلاحاته الديمقراطية على ما اسماهم بـ"الإسلاميين الليبراليين " وقد وعد أكثر من مسؤول أمريكي بالدعم المادي لفكرة " التسامح الديني" و " الإسلام المستنير " في المنطقة (3) , فهل يعي التيار التنويري موقعه الحالي في الأزمة الراهنة؟.

وفي الختام .. أتمنى أن تكون قراءتي الموجزة للفكر التنويري السعودي هادئة رغم الضجيج وغبش الرؤية .. وأن نتعامل معها كظاهرة صحية تستوجب النقد والتقويم ولا أبريء نفسي و زلات قلمي من التجاوز والخلل .. ولكنها دعوة عامة للتحاور المثمر الجاد والتثاقف المستمر حتى لو فقدنا أدواته وضعينا أدبياته ..

[email protected]


[1] انظر: كتاب (التنوير) , تاليف: لويد سبنسر واندريه كراوز (مترجم)؛ وكتاب (الفلسفة والإنسان) تأليف: د. فيصل عباس ..
[2] انظر: كتاب (تاريخ الثورة الفرنسية) تأليف: البير سوبول , القسم الثاني من الكتاب لتلحظ عظم البشاعة والظلامية التي قام بها الثوار؛ كتاب (التاريخ الأوروبي الحديث والمعاصر) تاليف: د. عبد الرحيم عبد الرحمن , الفصل التاسع؛ كتاب (الفلسفة والإنسان) تأليف: د. فيصل عباس من ص249 - 276.
[3] انظر: مقال (بعد تفجيرات بالي .. أمريكا تدعم الإسلام اللطيف) للكاتب الصحفي صهيب جاسم , نشر في موقع اسلام أون لاين في 28/ 12/2002م؛ ومقال (الإستراتيجية الأمريكية الجديدة تجاه العالم العربي و الإسلامي) للكاتب كمال السعيد , جريدة الشعب 8/ 2/2002م.

منشورة على موقع الشيخ الدكتور مسفر القحطاني

ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[15 Jul 2010, 08:05 ص]ـ
جزاكم الله خيرا

مقال رائع.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير