تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الواجب عليهم أن يقتطعوا جزءاً من أموالهم من الزكاة ومن غيرها يرصدونها لدعم هذه المهمَّة، لكفالة دعاة، ومعلِّمين، ومفقِّهين، ولبناء مساجد ومدارس ومعاهد، ولدعم منظَّماتٍ خيريَّةٍ وإنسانيَّةٍ تقوم بخدماتها بين هؤلاء المسلمين؛ تعليماً، وصحَّة، وإغاثة، ورعاية، وغير ذلك.

ثالثاً: حكَّام المسلمين وولاتهم:

عليهم واجبٌ كبيرٌ تجاه من يرعونهم من المسلمين في المحافظة على عقيدتهم، وثباتهم على دينهم دين الحقِّ الإسلام، ولذلك - بحكم فريضة الله التي فرضها - عليهم الحفاظ على الدين أهم كلِّيات الشرع الخمس الضرورية، فإنَّ عليهم ألا يسمحوا لهؤلاء المنصِّرين والدعاة إلى المسيحيَّة أن يقوموا بذلك بين المسلمين، وأن يراقبوا تحرُّكاتهم وأنشطتهم، وأن يحصروا ما يقومون به في إطار المصلحة للمسلمين إذا كان هناك ثَمَّ مصلحة، وأن يتحركوا سياسيّاً في مواجهة هذا النشاط حتى يمنعوه، كما أنَّ عليهم واجباً تجاه المسلمين يتمثَّل في إقامة المؤسسات التعليميَّة والدعويَّة والتفقيهيَّة والتثقيفيَّة، وتوفير متطلَّباتها ومسلتزماتها الماديَّة والمعنويَّة، وتوفير الدعاة والمعلِّمين والمفقِّهين لهذه البلدان التي أصبحت محلَّ استهدافٍ من النصارى والقوى الاستعمارية، كما أنَّ عليهم واجباً أن يجعلوا من إعلامهم ما يحقِّق التوعية للمسلمين بدينهم، ويدافع عن معتقداتهم وتعاليمهم، ويفضح أهداف وأنشطة هؤلاء المنصِّرين الذين هم جسر المستعمرين في بلاد الإسلام.

رابعاً: المعنيُّون بهذه المهمة:

عليهم أن يستخدموا في سبيل مواجهة هذا التنصير كلَّ وسيلةٍ معاصرةٍ من شأنها تحقيق التوعية للمسلمين، وتحذيرهم ممَّا يخالف دينهم مثل: وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئيَّة، والاستفادة من تقنيَّات العصر في إيصال الهدى والنور إليهم بل وإلى سائر البلاد المعمورة.

وقبل ذلك كلِّه الاستعانة بالله، واستمداد توفيقه وتسديده، لأنَّ التنصير ونشاطه أصبح خطيراً ومدعوماً من القوى الدوليَّة المهيمنة بكلِّ الوسائل والإمكانات، ولكن لِنَثِق أنَّ دين الله الإسلام هو الدين المرتضى للعباد، وهو الحقُّ والنور الذي لا يمكن أن يُطفَأ أو يُطمَس ((يريدون أن يُطفِئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يُتِم َّ نوره ولو كره الكافرون)((يريدون ليُطفِئوا نور الله بأفواههم والله متمُّ نوره ولو كره الكافرون)).

وعقب إجابة الدكتور الوشَلي الشاملة الكافية، أنبِّه الدعاة القائمين والمضطلعين بهذه المهمَّة إلى ضرورة تعاونهم فيما بينهم، وألاَّ تصبح هذه البلاد مسرحاً للخلافات والتنازعات الإسلاميَّة، وقد رأينا ذلك - للأسف - في العديد من الأماكن التي هبَّ إليها المسلمون لحمايتها من حملات التنصير، فإذا بهم ينسَون هذه المهمَّة الجليلة، ويتحوَّلون للتنازع فيما بينهم أيُّهم يكسب أرضاً أكثر، فيكونون - بإغفالهم لاولويَّاتهم - عوناً للنصارى على إخوانهم المسلمين!

فيا إخواننا الدعاة القائمين على هذه المهمَّة الجليلة اتَّفِقوا بينكم على كلمةٍ سواء، تجاوزوا خلافاتكم الفرعيَّة أو "الانتمائيَّة"، ضعوا أيديكم في أيدي بعض، تعاونوا على البرِّ والتقوى، وتذكَّروا مهمَّتكم الأساسيَّة التي تركتم بلادكم وأهليكم من أجل القيام بها، وانظروا إلى فعل اليهود والنصارى في إخوانكم المسلمين، وبعد المشاهدة ستكونون بالتأكيد أكثر سَعةً في الصدر، وأقدر على تجاوز الخلافات، فحقِّقوا بينكم التكامل، ولا تعملوا على أنَّ كلَّ واحدٍ منكم أُمَّةٌ وحده.

والحمد لله رب العالمين

المصدر:طريق الإيمان ( http://www.imanway.com/vb/showthread.php?7673-%DF%ED%DD-%E4%E6%C7%CC%E5-%CD%E3%E1%C7%CA-%CA%E4%D5%ED%D1-%C7%E1%E3%D3%E1%E3%ED%E4%BF)

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير