" الدكتور نصر حامد أبو زيد شخصية كانت مجهولة تماما لغالبية المصريين، وبالتالي سائر المسلمين، بل كان مجهولا حتى بالنسبة للنخبة الثقافية في مصر، حتى أواسط التسعينيات عندما فجر قنبلة من العيار الثقيل بمجموعة من الأبحاث التي تقدم بها لنيل درجة الأستاذية في كلية الآداب جامعة القاهرة، وقد حوت هذه الأبحاث الكثير من الآراء الكفرية الإلحادية، مما حدا بالدكتور عبد الصبور شاهين وقتها لرفضه هذه الأبحاث وحرمه من الترقي لدرجة الأستاذية، فثارت ثورة نصر أبو زيد واستعان بكتيبة العلمانيين في الصحف المصرية لشن حملة ضد إدارة الجامعة عامة والدكتور عبد الصبور خاصة، مما أدي لتفجر القضية وتصاعدت وتيرة الجدل الدائر حولها حتى أقدم مجموعة من النشطين والمحامين علي رفع دعوي ردة ضد نصر أبو زيد للرجوع عن أفكاره،
فرفض الرجوع عنها، وحكمت محكمة الأحوال الشخصية في القاهرة في نادرة قضائية لبلد لا يطبق أحكام الشريعة، حكمت عليه بالردة والتفريق بينه وبين زوجته، فما كان منه إلا أن هرب إلي هولندا حيث استقبلته جامعة ليدن بأمستردام وهي الجامعة المشهورة باستقبال وإيواء سائر المرتدين من المفكرين والأدباء .. "
ملخص أفكاره:
" ومن خلال كتابات أبو زيد العديدة والتي تتركز علي نقد سلطة النص القرآني تتضح لنا خلاصة أفكار الدكتور الإلحادية .. وهذه الأفكار تتبلور في عدة محاور رئيسية منها:
أولا: أبو زيد دعا إلى الثورة الفورية على القرآن والسنة، لأنها كما يدعي نصوص دينية تكبل الإنسان وتلغي فعاليته وتهدد خبرته، ويدعو إلى التحرر من سلطة النصوص، بل من كل سلطة تعوق مسيرة التنمية في عالمنا.
ثانياً: يقول على القرآن إنه منتج ثقافي تشكل على مدى 23 عاماً، وإنه ينتمي إلى ثقافة البشر، وأن القرآن هو الذي سمى نفسه، وهو بهذا ينتسب إلى الثقافة التي تشكل منها.
ثالثاً: قرر أبو زيد بتفكيره الخاص أن الإسلام دين عربي، وأنه كدين ليس له مفهوم موضوعي محدد.
رابعاً: هاجم في أبحاثه علم الغيب، فجعل العقل المؤمن بالغيب هو عقل غارق بالخرافة والأسطورة، مع أن الغيب أساس الإيمان "
" أبو زيد ظل علي أفكاره حتى آخر لحظة في حياته، ففي آخر مقابلاته الإعلامية، وكانت في قناة الحرة الأمريكية قال للمذيعة بثينة نصر:
أن القرآن كتاب أدبي عربي غير قابل للتطبيق في الوقت الحالي"
وفاته .. وعقابٌ يليق بأفكاره:
فجأة وبدون مقدمات أو علامات أصيب الدكتور أبو زيد بفيروس نادر الحدوث حار الأطباء في الخارج والداخل في التعرف عليه،
هذا الفيروس أصاب خلايا مخه، فأتلفها بسرعة كبيرة وعجيبة بحيث أنه دخل في مراحل متعاقبة من النسيان ثم الهذيان ثم التوهان ثم فقدان الذاكرة الجزئي ثم الكلي،
ثم دخل بعد ذلك في غيبوبة تامة حتى هلك في صبيحة يوم الاثنين 5 يوليو، وذلك كله في بضعة أيام بحيث وقف الأطباء عاجزين في معرفة نوع المرض أو الفيروس الذي أصابه. .ما أصاب الدكتور أبو زيد من مرض غامض غير مسبوق، وبفيروس لم تسجله الدوائر الطبية من قبل في الداخل والخارج، والذي أصاب عقل الدكتور،
هذا العضو الذي كمان يقدسه ويرفع قدره فوق النصوص الشرعية، وقد اتخذه إلها وحكما من دون الله ورسوله، عقله الذي كان موصوفا بالذكاء والحدة، بحيث أطمعه في التجرؤ علي ثوابت، فرام هدمها، وآيات القرآن فأراد تعطيلها بمعول عقله، عقله هذا الذي كان يري فيه أنه فوق النصوص السماوية والأحاديث النبوية، هذا العقل قد دمره الله عز و جل تدميرا شاملاً، بأدق مخلوقاته وأضعفها؛ بفيروس أتي علي عقل أبو زيد في أيام قلائل، وتركه عبرة للشاهدين، ومثلا في الغابرين، تماما مثلما حدث من قبل مع ابن الرواندي الزنديق .. "
وسبحان القائل {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا}
إخواني الكرام، هل تدبرنا هذه الآية العظيمة!؟ لكن كان الصحابةُ - رضي الله عنهم - يعتبرون هذه الآية = أشدُ آيةٍ في كتاب الله.
لا أريد أنّ أطيل الكلام عنها، فالآيةُ واضحة للجميع والقرآن بلسانٍ عربي، ولكنا نفهم العربية.
لنقف معها وقفةَ تأمل يسيرة، فالعمر قصير .. وكل مجازى بعمله إن خيراً فخير، و إن شراً فشر.
و تأملوا كيف ختم الله هذا المقطع من سورة النساء بقولهِ تعالى {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطًا}
لله ما في السموات وما في الأرض .. وكان الله بكل شيء محيطا، الله أكبر، لا يوجد أين مفر أبداً لمن عصى الله .. وحقَ عليه العذاب، فالله أحاط بكل شيءٍ سبحانه وتعالى
أدعو نفسي و أدعوكم إلى تدبر وتأمل هذه الآية العظيمة.
لنتدبرها ونستحضر شريط حياتنا! (لدقيقة أو نصف دقيقة فقط .. لعلنا نتوب فندرك الرحمة. . قبل نزول العذاب)
فالأمر جد! لأن الله وعد من يعمل سوءً أن يعاقب عليه في الدنيا قبل الآخرة. ولا وعد أصدق من وعد الله سبحانه تعالى.
اللهم تب علينا يا كريم
اللهم تجاوز عن زللنا و إجرامنا يا غفور يا رحيم
اللهم إن نعوذ بك من عواقب ذنوبنا ومعاصينا يا رحيم