تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وتزوجت أم علي بنت علي بن الحسين بن علي – علي بن الحسين بن الحسن ثم خلف عليها عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر، ثم محمد بن معاوية بن عبد الله، ثم نوح بن إبراهيم بن محمد بن أبي طلحة بن عبيد الله. وأغلب هؤلاء الذين تزوجوا بعلويات ليسوا بعلويين فمن متى أصبحت العلوية مظلومة؟.

فأنت تجد هؤلاء الذين يزعمون أنهم سادة، وليس لهم من السيادة شيء، ينهونا معشر القبائل عن التعصبات القبلية، وهم أشد الناس تعصباً، أوليس الله سبحانه وتعالى يقول: (إنما المؤمنون إخوة) الحجرات:10.ويقول: (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن) الحجرات:11

ويقول: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) الحجرات: 13.

وقد استنكر هذه المسألة محمد بن إسماعيل الأمير، وهو من أهل بيت النبوة، فقال في سبل السلام في باب الكفاءة والخيار: وللناس في هذه المسألة عجائب لا تدور على دليل غير الكبرياء والترفع. ولا إله إلا الله! كم حرمت المؤمنات النكاح لكبرياء الأولياء واستعظامهم أنفسهم. اللهم، إنا نبرأ إليكم من شرط ولده الهوى , ورباه الكبرياء، ولقد منعت الفاطميات في جهة اليمن ما أحل الله لهن من النكاح، لقول بعض مذهب الهادوية: إنه يحرم نكاح الفاطمية إلا من فاطمي من غير دليل ذكروه.

وليس مذهباً لإمام المذهب الهادي عليه السلام، بل زوج بناته من الطبريين , وإنما نشأ هذا القول من بعده في أيام الإمام أحمد بن سليمان , وتبعهم بيت رياستها، فقالوا بلسان الحال: تحرم شرائفهم على الفاطميين إلا من مثلهم، وكل ذلك من غير علم , ولا هدى , ولا كتاب منير، بل ثبت خلاف ما قالوه عن سيد البشر كما دل له: وعن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: "انكحي أسامة" رواه مسلم، وفاطمة قرشية فهرية أخت الضحاك بن قيس، وهي من المهاجرات الأول كانت ذات جمال , وفضل وكمال. جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن طلقها أبو عمرو بن حفص بن المغيرة بعد انقضاء عدتها منه، وأخبرته أن معاوية وأبا جهم خطباها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أما أبو جهم فلا يضع عصاه من عاتقه، وأما معاوية فصعلوك لا مال له، انكحي أسامة بن زيد" الحديث. وأمرها بنكاح أسامة مولاه ابن مولاه وهي قرشية وقدمه على أكفائها ممن ذكره , ولا أعلم أنه طلب من أحد أوليائها إسقاط حقه.

ثم تكلم على حديث أبي هريرة فقال: وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يا بني بياضة،أنكحوا أبا هند" اسمه يسار، وهو الذي حجم الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان مولى لبني بياضة، وأنكحوا إليه وكان حجاماً. رواه أبو داود والحاكم بسند جيد، فهو من أدلة عدم اعتبار كفاءة الأنساب. وقد صح أن بلالاً نكح هالة بنت عوف أخت عبد الرحمن بن عوف. وعرض عمر بن الخطاب ابنته حفصة على سلمان الفارسي. ا. هـ كلامه رحمه الله ..

منقول من كتاب: (الطليعة في الرد على غلاة الشيعة) لشيخنا العلامة مقبل الوادعي ـ رحمه الله تعالى ـ.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير