تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كم من شهوة ساعة أورثتْ ذلا طويلا، كم من ذنب حرم قيام الليل سنين، كم من نظرة سلبت صاحبها نور البصيرة، (روي عن بعض أحبار بني إسرائيل: يا رب كم أعصيك ولا تعاقبني، فقيل له: كم أُعاقبك وأنت لا تدري، أليس قد حرمتك حلاوة مناجاتي.

- تأمل حقارة الدنيا وهوانها على الله وأنها لا تساوي عند الله جناح بعوضة (وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) فازهد فيها ولا تُلْهِك بزخارفها، فلو كانت من ذهب يفنى والآخرة من خزفٍ يبقى، لاختار العاقل الخزف الباقي على الذهب الفاني، فما البال والآخرة خير وأبقى.

- وحكي عن الأحنف بن قيس أنه كان يجيء إلى المصباح فيضع أصبعه حتّى يحس بالنار، ثمّ يقول: يا حنيف ما حملك على ما صنعت يوم كذا؟ ما حملك على ما صنعت يوم كذا؟ وهذا تدريب عمليّ على التخلص من المعاصي: تستخدمه إذا راودتك نفسك على المعصية، أو وجدت سبيلا إليها، (تضع في جيبك ولاعة أو كِبرتا، تُخرجه عند الإحساس بضعف النفس أمام معصية تهِوُّ بفعلها، وتُقرّب أصبعك من النار) وفي هذا فوائد منها:

1 - تذكيرك بنار جهنم.

2 - صرف ذهنك عن المعصية إلى التفكير في الولاعة ثم إخراجها وإشعالها ووضع أصبعك (مع ما في ذلك من تردد ومراودة في تقريب جزء منك للنار)

3 - ربط هذه المعصية في ذهنك بالنار والتنفير من هذا الذنب.

- تُعدد على مسامع قلبك ثمرات الطاعة، وأنه لا يُحصيها إلا الله، والمحروم من حُرمها، وتركها لشهوة ساعة، والدنيا كلها ساعة، ومن هذه الثمرات: طِيب النفس، وقوة القلب ونعيمه، وطاعة الله مُجْلِبة للرزق كما أن المعصية مجلبة للفقر، فإن العبد يُحرم الرزق بالذنب يُصيبه، وما استجلب الرزق بمثل فعل الطاعات، وترك المعاصي، ومنها زوال الهمّ والغم والحزن، وزوال الوحشة بين العبد وبين الخالق جلّ وعلا، والأُنس به سبحانه.

ومن منافع الطاعة والعمل الصالح: الثبات على الدين، فالثبات من ثمار الطاعة -والمعصية توجب الخذلان- وكذلك الثبات عند الفتن، والتوفيق للهدى، والثبات عند المصائب، والثبات على الدين عند الموت وفي القبر، والهداية إلى الصراط المستقيم، والسعادة في الدنيا والآخرة، وتيسير ما عسُر على أرباب الفسوق والمعاصي، والحياة الطيبة (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) والرضى والقناعة والطمأنينة، والمهابة التي يُلقيها الله في قلوب الناس للطائع، وانتصارهم وحميتهم له إذا أُوذي وظُلم، وذبّهم عن عرضه إذا اغتابه فاسق أو نال منه بكلمة أو فِعلة، ومنها: تفريج الشدائد والكربات، والمعونة والتأييد والنصرة والتوفيق، وعدم الخوف من الموت، بل يفرح الطائع بقدوم الموت ولقاء ربه، وحصول محبة الله له وإقباله عليه وفرحه بتوبته.

كتبه / أبو مالك سامح بن عبد الحميد حمودة

ـ[تيسير الغول]ــــــــ[29 Jul 2010, 09:53 ص]ـ

أبا مالك: بارك الله بك ورقق قلبك وجعلك من الناجين من الفزع الأكبر.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير