واعتلى المنبر رأس الفتنة وخطب في أناس سذج، تهاوى المركب بهم مع وجه الرياح فأصغوا للباطل وتركوا الحق المبين .. فاسترسل حديثه بأقبح الكلم وتوسطه بزرع الخرافات والبدع بين أوساط الجمع الغفير ثم ختمه بلعن * مصابيح الدجى وصفوة الأمة أصحاب خاتم الأنبياء أسياد الطهر الأمناء ... فنشر بين الناس بالجهل الكره والشحناء وأشعل نار الفتنة والبغضاء بفتيلة زادها لعن باطل سوّد القلوب بالأحقاد والضغائن ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها ثم تأخذ يميناً وشمالاً فإذا لم تجد مساغاً رجعت إلى الذي لعن فإن كان لذلك أهلاً وإلا رجعت إلى قائلها)
- الغيبة:
بقلب تائب طاهر من الذنوب والخطايا، عزمت على دعوتهن ليشاطرنها الفرحة ويقتسمن معها المسرة بكل تفاصيلها .. فلما حضرن، أجلستهن وأكرمتهن بحسن الضيافة من قول وفعل .. ثم هممن بالخروج ومضين، وفي الطريق أشارت إحداهن لعيب المضيفة وذكرت صفات تابت منها ومقتت تكرارها فاسترسلت في حديث يشمئز منه الصغير والكبير فطعنتها وآذتها ونالت هي الخزي والعذاب والهلاك ..
قال الله تعالى:
(وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ)
- الكلام بالباطل أو السكوت عن الحق:
و نزل بمنزل ام تزج به اللغو بالباطل والحديث بالتطرف .. فحط رحاله وشاركهم المجلس، فما إن احتسى الخمر المعجون بالخطيئة وارتخى على بساط الذنوب، قام احد الجمع يتحدث فيهم بالباطل فكان شيطانا ناطقا يمشي بالرذائل ويتفوه بالخطأ والهوى، وكان الجمع شياطين خُرس سكتوا عن قول الحق وساهموا في نشر الباطل فكسبوا الإثم وعاشوا بين المعاصي ..
يقول ابن القيم رحمه الله:
( .. الساكت عن الحق شيطان اخرس عاص الله مراء مداهن إذا لم يخف على نفسه والمتكلم بالباطل شيطان ناطق عاص الله وأكثر الخلق منحرف في كلامه وسكوته .. )
حدثني محمد بن وضاح قال: قال فضيل:
في آخر الزمان يمشي المؤمن بالتقية وبئس القوم قوم يُمشى فيهم بالتقية
- الكذب
اعتاد عليه وشب به الطمع فراح يمشي في الناس بالكذب عله يحقق أطماعه ويشبع نهمه .. حتى تجرأ على المولى عز وجل بالحلف كذبا وبهتانا، وكانت يمينه كاذبة فيا لجريمته النكراء وهول إثمه وفظاعة ما ارتكبه لسانه ...
قال الله تعالى:
(إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ)
............
وعليه وجب علينا صيانة ألسنتنا من الغلو والتطرف واجتناب الفواحش والرذائل ما سبق ذكره لقوله تعالى:
(مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)
و قوله عليه الصلاة والسلام:
(يا معاذ كف عنك هذا وأخذ بلسانه .. ( ... ) وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم)
يقول الشافعي رحمه الله:
لسانك لا تذكر به عورة امرئ فكلك عورات وللناس ألسن
ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
لا تظننَّ بكلمة خرجت من أخيك المؤمن إلا خيرا وأنت تجد لها في الخير محملا كما وجب أيضا ترطيب ألسنتنا بذكر الله والصلاة على الحبيب.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟ فسأله سائل من جلسائه كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال: يسبح مائة تسبيحه فيكتب له ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطيئة)
وَالسلام عليكم ..
ـ[مثنى الزيدي]ــــــــ[31 Jul 2010, 01:15 م]ـ
جزاك الله خيرا على مشاركاتك النافعة اختنا الكريمة سمر وفقها الله
ولدي سؤال كيف يغلف الرابط على سبيل المثال تغليفك لكلمة (صاحبة موقع اسلاميات)
مع شكري وتقديري
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[31 Jul 2010, 01:53 م]ـ
أهلاً بأخي ابن الرافدين الفاضل مثنى الزيدي وشكر الله لك تعقيبك الطيب.
أما سؤالك فما عليك أخي إلا أن تدخل لوحة التحكم الخاصة بك وتضغط على التوقيع ثم تظلل الكلمة أو الكلمات التي تريد أن تربطها برابط خارجي ثم تضغط على رمز (إضافة رابط) الذي يظهر على شكل دائرة زرقاء في مربع التنسيق في الأعلى فيظهر لك مربع عنوانه إضافة الرابط فتضع الرابط الذي تريده ثم تحفظ التغييرات وإن شاء الله يتم لك ما تريد. ولا تتردد في مراسلتي ثانية إن لم تنجح المحاولة.
بارك الله فيك
ـ[أم عمار مختار الجزائري]ــــــــ[09 Dec 2010, 12:38 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخيتي