تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الكل سيُخَمِّر أنفه عند مرورهم عليه خوفا من تلوثه منهم من هوائهم من كلامهم من شهيقهم ومن زفيرهم.

الكل سيتنكَّر لهم لأنهم دخلوا التاريخ من باب الأعرابي الذي بال في المسجد.

إننا نحن صنّاع الخونة، كما أننا نحن صناع الكبار والمتواضعين والنبهاء وأهل النبوغ، وقبل أن نشتكي من الغير يجب أن ننتقد ذواتَنا بذواتنا، وأنفسَنا بأنفسنا وأعمالنا بأعمالنا.

إنني بدلا من أن أمحض دعائي في رمضان على الإفطار لنفسي وولدي وبيتي ونصرة المسلمين، دعتني مرارةُ الخيانة وقتامة الغدر أن أخص الغادرين بقَسْم من الدعاء أن يهديهم ربي أو أن يأخذهم أخذ عزيز مقتدر وما ذلك على الله بعزيز.

اللهم اهلك الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين.

وزدنا طهرا ونبلا وسعة في الصدر وتواضعا لك يارب وحبا لمصالح العباد والبلاد.

أورد الذهبي في الكبائر وابن حجر الهيثمي في الزوجر ما نصه:

وَفِي بَعْضِ الْكُتُبِ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: {اشْتَدَّ غَضَبِي عَلَى مَنْ ظَلَمَ مَنْ لَا يَجِدُ لَهُ نَاصِرًا غَيْرِي}.

وَمَا أَحْسَنَ قَوْلَ بَعْضِهِمْ: لَا تَظْلِمَنَّ إذَا مَا كُنْتَ مُقْتَدِرًا فَالظُّلْمُ تَرْجِعُ عُقْبَاهُ إلَى النَّدَمِ

تَنَامُ عَيْنَاك وَالْمَظْلُومُ مُنْتَبِهٌ يَدْعُو عَلَيْك وَعَيْنُ اللَّهِ لَمْ تَنِمْ

وَقَوْلُ الْآخَرِ: إذَا مَا الظَّلُومُ اسْتَوْطَأَ الْأَرْضَ مَرْكَبًا وَلَجَّ غُلُوًّا فِي قَبِيحِ اكْتِسَابِهِ

فَكِلْهُ إلَى صَرْفِ الزَّمَانِ فَإِنَّهُ سَيُبْدِي لَهُ مَا لَمْ يَكُنْ فِي حِسَابِهِ

وَقَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: لَا تَظْلِمَنَّ الضُّعَفَاءَ فَتَكُنْ مِنْ شِرَارِ الْأَقْوِيَاءِ.

وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إنَّ الْحُبَارَى لَتَمُوتُ هَوْلًا فِي وَكْرِهَا مِنْ ظُلْمِ الظَّالِمِ.

وَقِيلَ مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ: يُنَادِي مُنَادٍ مِنْ وَرَاءِ الْجِسْرِ يَعْنِي الصِّرَاطَ يَا مَعْشَرَ الْجَبَابِرَةِ الطُّغَاةِ، وَيَا مَعْشَرَ الْمُتْرَفِينَ الْأَشْقِيَاءِ، إنَّ اللَّهَ يَحْلِفُ بِعِزَّتِهِ أَنْ لَا يُجَاوِزَ هَذَا الْجِسْرَ الْيَوْمَ ظُلْمُ ظَالِمٍ.

وَعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: {لَمَّا رَجَعَتْ مُهَاجِرَةُ الْحَبَشَةِ إلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَلَا تُخْبِرُونِي بِأَعْجَبَ مَا رَأَيْتُمْ فِي أَرْضِ الْحَبَشَةِ؟

فَقَالَ قُتَيْبَةُ وَكَانَ مِنْهُمْ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ بَيْنَمَا نَحْنُ يَوْمًا جُلُوسًا إذْ مَرَّتْ بِنَا عَجُوزٌ مِنْ عَجَائِزِهِمْ تَحْمِلُ عَلَى رَأْسِهَا قُلَّةً مِنْ مَاءٍ فَمَرَّتْ بِفَتًى مِنْهُمْ فَجَعَلَ إحْدَى يَدَيْهِ بَيْنَ كَتِفَيْهَا، ثُمَّ دَفَعَهَا فَخَرَّتْ الْمَرْأَةُ عَلَى رُكْبَتَيْهَا وَانْكَسَرَتْ قُلَّتُهَا، فَلَمَّا قَامَتْ الْتَفَتَتْ إلَيْهِ ثُمَّ قَالَتْ سَوْفَ تَعْلَمُ يَا غُدَرُ إذَا وَضَعَ. أ. ه

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[17 Aug 2010, 05:41 ص]ـ

ولازال أصحاب النفوس المريضة يمارسون هذا الفتك والغدر للتخلص ممن لايريحهم وجوده فيدسون له في الطعام أو الشراب مايهلكه أويمرضه ويفسد عليه حياته وكثيرا مايكون ذلك عن طريق السحر الذي يصعب إدانة صاحبه حكما وماعلموا أن الله يؤاخذ المجرمين إما قدرا بالمصائب وغيرها أوجزاء ونكالا في الآخرة، وهو الأعظم والأشد (((ولاتحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار))) (((إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته))).

شكر الله لك أخانا الفاضل عيسى

نعم هناك أصحاب نفوس مريضة يستكثرون عليك الهواء تتنفسه

وبعضهم قد يكون من لحمك ودمك

وبعضهم قد يفوقونك في أمور كثيرة لكنهم لا يطيب لهم عيش أن تشاركهم في نعمه أو أن تتفوق عليهم في أمر حتى ولو كانت منحة من الله لا دخل لك في وجودها

بعضهم لا يستريح حتى يراك تتألم أو تشكو

ما أكثرهم لا كثرهم الله

ولكن السؤال:

ما الذي يسلط مثل هؤلاء عليك؟

سؤال أقف عنده كثيرا

أتراه لأني لم أحكم الباب ولم أسد النوافذ فكنت أنا السبب؟

أم أنه هكذا كان في القدر لحكمة يعلمها الله تعالى؟

وإذا كنت أنا السبب فهل ينصب اللوم علي ويذهبون هم بجريرتهم؟

(وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ)

الأنبياء (47)

ـ[عيسى السعدي]ــــــــ[18 Aug 2010, 01:23 ص]ـ

أشكر الإخوه الكرام على تفاعلهم واهتمامهم وبخصوص ماذكره الأخ الكريم أبو مهند فربما نختلف حول نقطة واحده هي هل ماذكره من الأمثلة يدخل في مفهوم الغدر؟ هذه نقطه هامه في تقديري وبخاصة أننا مع اخوة متخصصين في علم التفسير وهو علم من معالمه تحرير مدلولات الألفاظ تحريراً دقيقاً بحيث لا يدخل في مفهوم اللفظ إلا ماينتظمه لغة أو شرعا

أما بخصوص ماذكره الأخ الكريم أبو سعد الغامدي فهو حقاً مؤلم وأعجبني أنه ختم كلامه بآيه فيها عزاء لكل من يعاني من ظلم الناس عامة ومن ظلم الأقربين خاصه ولاشك أن ظلم الأقربين شديد على النفوس كما قال الشاعر:-

وظلم ذوي القربى أشد مضاضةً ..... على الحر من وقع الحسام المهندِ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير