النيران والعياذ بالله. [10] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn10)
وذكر البيهقي كلاما شاملا عن مفهوم اللغو فقال: " هو الباطل الذي لا يتصل بقيد صحيح، ولا يكون لقائله فيه فائدة وربما يكون وبالا عليه، ينقسم فيكون منه: أن يتكلم الرجل بما لا يعنيه من أمور الناس فيفشي سرائرهم ويهتك أستارهم ويذكر أموالهم وأحوالهم من غير حاجة به إلى شيء من ذلك، عادة سوء ألفها فلا يريد النزوح عنها، ويكون منه الخوض فيما لا يحل من ذكر الفجار والفجور والملاهي، ويكون منه الافتخار بالآباء الجاهلين والتمدح بهم والذكر للمعاملات المبنية على الاستطالة، ويكون فيه خوض المبطلين في القصائد فيما عندهم وتفضيلهم إياه على ما عند غيرهم بالدعاوي، والتوسع في المقال في غير حجة، ويكون منه إنشاد الأشعار المقولة في ضروب الأكاذيب، [ ... ] وكل ما كان لغوا فينبغي أن لا يشتغل به ". [11] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn11)
والاعراض عن اللغو خصلة تكرر ذكرها في كتاب الله، حيث جعل سبحانه من ابتعد عنها من عباده المومنين المفلحين، فقال تعالى: " والذين هم عن اللغو معرضون"." سورة المومنون/. ".
فرأس مالهم أوقاتهم، فكيف ينفقونها في اللغو؟ لا يقبلون أن يضيعوا أوقاتهم في مثل هذا، لأن نبيهم علمهم قيمة الوقت وقيمة الدقيقة والثانية في هذه الحياة، فإذا كان أهل الجنة سيندمون على ساعة ضاعت في غير ذكر الله، كما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: " ليس يتحسر أهل الجنة إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله فيها ". [12] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn12)، فكيف بمن ضيع الساعات بل الشهور والسنوات.؟. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه ما فعل به، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه ". [13] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn13)
وقد وصف سبحانه أيضا عباده المومنين بالابتعاد عن اللغو حيث كان فقال: " وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه، وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا نبتغي الجاهلين ". القصص/55.
فهذا تكميل لما بدأ به سبحانه من أوصاف عباد الرحمان في قوله:" وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ". وقوله تعالى: " وإذا مروا باللغو مروا كراما "، إنهم منشغلون بآخرتهم عن دنياهم، منشغلون بما يصلح النفس عن مجاراة الناس، منشغلون بالحق عن الباطل، منشغلون بالجد عن الهزل، بالبناء عن الهدم،
-روي عن الضحاك في قوله تعالى: " وإذا مروا باللغو مروا كراما ". قال: لم يكن اللغو من حالهم ولا بالهم ". [14] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn14)
* لا يقيمون معارك جانبية تافهة من أجل أمور لا تسمن ولا تغني من جوع، منشغلون بهموم أمتهم، وبآمال دينهم، وبمآسي المسلمين في كل مكان، " فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ". [15] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn15)
* وقد يُشتمون ويُسبون ويُساء إليهم، ولكنهم متسامحون في حق أنفسهم حيث روي عن مجاهد قال في قوله تعالى: " وإذا مروا باللغو مروا كراما ". قال: إذا أوذوا صفحوا ". [16] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn16)
* غير متسامحين في حق دينهم، يغارون على حرمات الله أن تنتهك، ويغضبون لله ولكتابه ولرسوله.
هذا هو شأن عباد الرحمان، لا يشغلون أنفسهم بالباطل والخوض فيه، لا ينشغلون بما لا فائدة فيه في دنياهم وآخرتهم.
-قال عطاء بن أبي رباح: " إن من قبلكم " يعني الصحابة " كانوا يعدون فضول الكلام ما عدا كتاب الله أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر أو أن تنطق في معيشتك التي لا بد لك منها، أتذكرون أن عليكم حافظين كراما كاتبين عن اليمين وعن الشمال قعيد، ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد، أما يستحي أحدكم لو نشرت صحيفة التي أملى صدر نهاره وليس فيها شيء من أمر آخرته…". [17] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn17) .
¥