تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

رجل فقال: يارسول الله إن لي عندك ثلاثة دراهم قال: أما إنا لا نكذب قائلا، ولا نستحلفه فيم صارت لك عندي، قال: تذكر يوم مر بك مسكين فأمراني أن أدفعها إليه، فقال: ادفعها إليه يا فضل ..... …". [5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn5)

ومن مساوئ الشحناء أنها تذهب بالخير، وبالقضاء عليها تحصل المحبة ويسود الخير حيث روي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: " وَاللَّهِ لَيَنْزِلَنَّ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَماً عَادِلاً فَلَيَكْسِرَنَّ الصَّلِيبَ وَلَيَقْتُلَنَّ الْخِنْزِيرَ وَلَيَضَعَنَّ الْجِزْيَةَ وَلَتُتْرَكَنَّ الْقِلاَصُ فَلاَ يُسْعَى عَلَيْهَا وَلَتَذْهَبَنَّ الشَّحْنَاءُ وَالتَّبَاغُضُ وَالتَّحَاسُدُ وَلَيَدْعُوَنَّ َّإِلَى الْمَالِ فَلاَ يَقْبَلُهُ أَحَدٌ" [6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn6)

وإذا كان من مكسب يتحقق للانسان المسلم بابتعاده عن هذا الخلق الذميم فهو الحصول على قلب سليم، وما أعزه من مطلب، وما أصعب ذلك في زمننا وواقعنا المليء بالمغريات والتحديات والمعوقات، ولكن لنا في رسول الله أسوة حسنة، الذي كان خلقه القرآن، والذي وصف قلب المبتعد عن التشاحن بالقلب المخموم حيث روي عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال: " قيل لرسول الله (صلى الله عليه وسلم): أي الناس أفضل: قال: كل مخموم القلب صدوق اللسان، قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب قال: هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد." [7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn7).

فإذا عرف المسلم هذا الداء الوبيل والخلق الذميم وجب عليه البحث عن وسائل تخلصه من شره، ولا يتم ذلك إلا بمعرفة الأجر الذي يمنحه الله سبحانه وتعالى لمن ابتعد وتخلى عنه، حيث روى أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنا جلوسا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة، فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه قد تعلق نعليه في يده الشمال، فلما كان الغد قال النبي (صلى الله عليه وسلم) مثل ذلك، فطلع ذلك الرجل مثل المرة الاولى، فلما كان اليوم الثالث قال النبي (صلى الله عليه وسلم) مثل مقالته أيضا فطلع ذلك الرجل على مثل حالته الأولى، فلما كان قام النبي (صلى الله عليه وسلم) تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص فقال: إني لاحيت أبي فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاثا، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي فعلت، قال: نعم، قال أنس: وكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الليالي الثلاث، فلم يره يقوم من الليل شيئا غير أنه إذا تعار وتقلب على فراشه ذكر الله عز وجل وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر، قال عبد الله غير أني لم أسمعه يقول إلا خيرا، فلما مضت الثلاث ليال، وكدت أحتقر عمله، قلت: يا عبد الله إني لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجر ولكن سمعت رسول الله يقول لك ثلاث مرار يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فطلعت أنت الثلاث مرار، فأردت أن آوي إليك أنظر ما عملك فأقتدي به، فلم أرك تعمل كثير عمل فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله؟. فقال: ماهو إلا ما رأيت، قال: فلماوليت دعاني فقال: ماهو إلا ما رأيت، غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشا ولا حسدا على خير أعطاه الله إياه، فقال عبد الله: هذه التي بلغت بك وهي التي لا نطيق ". [8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn8)

فلنتأمل هذه النصوص الرائعة المروية عن سيد البشر، والتي تحذر من التشاحن والشحناء، ويكفينا من ضررها أنها تمنع استجابة الدعاء أو تؤخره لحين التصالح، فكم من مشاحنة واقعة في بيوت المسلمين وواقعهم وإداراتهم ومؤسساتهم، ألا تؤخر استجابة الدعاء الذي نحن الآن في أمس الحاجة إليه؟ ألسنا في حاجة ماسة الى الرجوع الى الله وتصفية القلوب من هذا الداء عسى أن يمن الله علينا بالنصر والتوفيق؟

بلى إننا بحاجة أكيدة الى ذلك وليس أمامنا إلا السعي الحثيث والمتواصل لتحقيق المحبة والإخاء والتسامح في واقعنا وأسرنا وأمتنا.

د /أحمد العمراني

-الجديدة –المغرب

[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref1)- سنن ابن ماجه رقم:1319/وصحيح ابن حبان 5664، ومسند احمد رقم:6659، والمعجم الكبير للطبراني 10108.

[2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref2)- صحيح مسلم باب 11 كتاب البر والصلة والأدب رقم:6709/وسنن ابي داود:4916، وصحيح ابن حبان 5660وصحيح ابن خزيمة 3/ 299/ومسند احمد 9082، و6229و10048

[3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref3)- صحيح البخاري باب 36 كتاب الايمان رقم:49 ومسند احمد رقم:7931

[4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref4)- صحيح البخاري كتاب التفسير سورة المنافقون باب5 رقم:4905.

[5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref5) - المعجم الكبير للطبراني 18/ 280.

[6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref6) - صحيح مسلم كتاب الايمان باب 71 رقم:408.

[7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref7) - سنن ابن ماجه رقم:4218.

[8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftnref8) - مسند احمد رقم:12763

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير