تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

-أمة اختار الله من أهلها من يرافق رسوله ويحمل معه الدعوة ويناصره، فسماهم بالأصحاب، وجعل كل من لم يره وآمن به من الاخوان.

-عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى الْمَقْبُرَةَ فَقَالَ السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْم مُؤْمِنِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاَحِقُونَ وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا قَالُوا أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَنْتُمْ أَصْحَابِى وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بعد… .. " [48] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn48)

أمة فيها الصالح والطالح، فيها الظالم نفسه، والمقتصد، والسابق بالخيرات.

رابعا: شروط الانتساب لهذه الأمة:

إن حقيقة الانتساب تتمثل أساسا فيما يلي:

-الطاعة والاتباع وعدم مخالفته: فالأمة المحمدية، بل الانسانية كلها تدين لله بأمور أساسية، هي الخلافة والعبادة والعمارة:

فالانسان مكلف بتحقيق العبودية لله بقوله تعالى: " وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون " الذاريات:/56.

*ومستخلف ومسؤول بقوله تعالى: " إني جاعل في الارض خليفة " (البقرة:/30).

وببيان المصطفى (صلى الله عليه وسلم) القائل: " إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون ". [49] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn49)

وفي رواية: " إن هذا المال حلوة خضرة فمن أخذه بسخاوة بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه ". [50] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn50)

* ومكلف بعمارة الأرض بقوله تعالى: " هو أنشأكم من الارض واستعمركم فيها " (.هود /61.). وبسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم) " إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن يغرسها فليغرسها ". [51] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn51).

وهنا يسائل المرء نفسه لمن سيغرسها إن كانت الساعة ستقوم؟.هذه هي الحكمة الربانية، المهم أن تغرس، أن تعمر الأرض وأن تنتج، لا أن تخرب أو تدمر أو تنام وتتقاعس.

فما الفرق بيننا وبين باقي الكائنات إن لم نعبد الله؟، نتشابه كلية مع باقي الكائنات فيما يفعلون، حيث نأكل ونشرب وننام وننكح، وكذلك يفعلون. ولكننا نتميز عنهم بعبادة الله كما شرع وسنحاسب كما أخبر، مع العلم أن الكون والخلائق كلها تسبح الله وتطيعه، " ولكن لا تفقهون تسبيحهم ". (الاسراء/44.).

والفرق الذي بيننا وبينها أنها غير مكلفة بشريعة وغير محسابة عليها، إذ لم يبعث لها أنبياء ورسلا، بل هذا مما تميز به الانسان.

فكيف لا نتميز؟ بل كيف نرضى لأنفسنا أن نتشابه بباقي مخلوقاته، والله أمرنا أن نتميز حتى لا نكون مثلهم: " أولئك كالأنعام بل هم أضل " .. (الأعراف /79.).

إذن في ضوء هذه المقاصد الثلاثة نسائل أنفسنا ماذا يلزمنا لننتسب حقيقة الى هذه الأمة؟.

يجيب عن ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الجامع:

-فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: كُلُّ أُمَّتِى يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، إِلاَّ مَنْ أَبَى قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَأْبَى قَالَ مَنْ أَطَاعَنِى دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِى فَقَدْ أَبَى ". [52] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn52)

- وأخرج الامام أحمد في مسنده عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: " بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري ". [53] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn53).

الذلة والصغار صفتان قبيحتان خطيرتان، وهما من الصفات التي تحيط اليوم بالأمة، وإن دل هذا على شيء فعلى أننا ابتعدنا كثيرا عن الطاعة والاتباع ووقعنا في المخالفة.

فالاتباع مطلوب، وقد بين لنا القرآن من يجب أن نتبع ومن لا نتبع فقال: " يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يامر بالفحشاء والمنكر". (النور/21.).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير