تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تأملنا وتريثنا لعرفنا أنه ليس فقط لا يتعارض بل يؤيده كل التأييد لكن لا يلقاها إلا الذين صبروا ولا يلقاها إلا ذو حظ عظيم)) (17)، فترى أنهم لا يثبتون أن للقرآن بطناً فحسب، لأن هذا يوافقهم فيه غيرهم، بل تجاوزوا ذلك إلى أن للقرآن سبعة وسبعين بطناً. ومن المتأخرين قول الطباطبائي في تفسيره، مستدلاً على ذلك بما ورد في ((تفسير العياشي عن جابر قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن شئ من تفسير القرآن - فأجابني ثم سألته ثانية فأجابني بجواب آخر فقلت: - جعلت فداك - كنت أجبت في المسألة بجواب غير هذا قبل اليوم فقال يا جابر إن للقرآن بطنا وللبطن بطن، وظهرا وللظهر ظهر، يا جابر وليس شئ أبعد من عقول الرجال من تفسير القران - إن الآية تكون أولها في شئ، وأوسطها في شئ وآخرها في شئ - وهو كلام متصل ينصرف على وجوه)) (3/ 73). وقال ((وقد روي عن علي عليه السلام: أن القرآن حمال ذو وجوه الحديث)). (3/ 67) الأصل الرابع: أسلوب الجري عندهم. وهذا الأسلوب يعد من ابتكارات الرافضة، حيث لم يسبقوا إليه، وحقيقته أن كل آيات المدح والثناء وردت في القرآن هي للأئمة ومن والاهم، وكل آيات الذم والعذاب في من خالفهم وعاداهم، أو هو تطبيق الآيات القرآنية على أئمتهم، أو على أعدائهم، يقول الطباطبائي ((واعلم أن الجري و (كثيرا ما نستعمله في هذا الكتاب) اصطلاح مأخوذ من قول أئمة أهل البيت عليه السلام)) (1/ 41). ثم يقول بعد ذلك ((والروايات في تطبيق الآيات القرآنية عليهم، عليهم السلام أو على أعدائهم اعني: روايات الجري، كثيرة في الأبواب المختلفة، وربما تبلغ المئين .. )) (1/ 43) والأمثلة على ذلك كثيرة منها قول الطباطبائي (( .. وفي تفسير العياشي عن الصادق عليه السلام: إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدي، في علي. أقول: وهو من قبيل الجري والانطباق)). (1/ 392) وقوله ((وفي الكافي عن الصادق عليه السلام: قال: النور آل محمد و الظلمات أعدائهم. أقول: وهو من قبيل الجري أو من باب الباطن أو التأويل)) (2/ 347) وروى العياشي ((عن محمد بن مسلم قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يا محمد إذا سمعت الله ذكر أحدا من هذه الأمة بخير فنحن هم. وإذا سمعت الله ذكر قوما بسوء ممن مضى فهم عدونا)). (تفسير العياشي1/ 13) وهذا غيض من فيض، ولعل ما ذكر عن حقيقته، والأمثلة عليه يجلي هذا الأصل ويوضحه .. الأصل الخامس: تحريف القرآن. لا تكاد تُذكر الرافضة إلا ويذكر معهم القول بتحريف القرآن، ولا تكاد تقلب كتاباً كتب عن الرافضة إلا وقد أفرد له باباً مستقلاً، وبئس الاعتقاد، وبئست الطريقة، ممن يزعم أنه مسلم، ويعتقد هذا الاعتقاد في الكتاب المقدم والمعظم عند المسلمين، الذين لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، ولكن .. الله المستعان. يقول محمد حسين الذهبي كلاماً رائعاً في ذلك " وكأني بهم وقد تساءلوا فيما بينهم فقالوا: إذا كان القرآن جلّه وارداً في شأن الأئمة وشيعتهم وفي شأن أعدائهم ومخالفيهم، فلم لم يأت القرآن، بذلك صريحاً مع أنه المقصود أولاً وبالذات؟ ولم اكتفى بالإشارة الباطنة فقط؟ .. كأني بهم بعد هذا التساؤل، وبعد هذا الاعتراض الذي أخذ بخناقهم، وراحوا يتلمسون للتخلص منه كل سبيل، فلم يجدوا أسهل من القول بتحريف القرآن وتبديله فقالوا: إن القرآن الذي جمعة عليٌّ عليه السلام وتوارثه الأئمة من بعده هو القرآن الصحيح الذي لم يتطرق إليه تحريف ولا تبديل، أما ما عداه فمحرف ومبدل، حذف منه كل ما ورد صريحًا في فضائل آل البيت وكل ما ورد صريحاً في مثالب أعدائهم ومخالفيهم وأخبار التحريف متواترة عند الشيعة، ولهم في ذلك روايات كثيرة يروونها عن آل البيت وهم منها براء " (التفسير والمفسرون2/ 27) ومن الأمثلة على ذلك من كتبهم وكتاباتهم ما ذكره مقدِّم كتاب تفسير القمي وهو الموسوي الجزائري –معاصر- حيث ذكر كلاماً طويلاً، وفيه مغالطات كثيرة، وينبأ عن فهمٍ سقيم لأقوال المفسرين، يقول ((وبقي شئ يهمنا ذكره، وهو أن هذا التفسير كغيره من التفاسير القديمة يشتمل على روايات مفادها أن المصحف الذي بين أيدينا لم يسلم من التحريف والتغيير وجوابه انه لم ينفرد المصنف (رح) بذكرها بل وافقه فيه غيره من المحدثين

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير