تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

واختلاف في المنهج الذي سلكه كل مؤلف .. وسأذكر في هذا المبحث أهم كتبهم المتقدمة، مع تعريف مختصر للمؤلف، ونبذة يسيرة عن كتابه، ثم أنقل منه تفسير قوله تعالى (وأوحي إليَّ هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ) الآية، ما المراد بمن بلغ هنا؟، لكي نقف على الفروقات بين كتاباتهم ونقولاتهم، وبين غلوهم واعتدالهم، وسأنقل كلامهم بنصه، أما إذا كان الكتاب لم يصل إلى هذه الآية فسأتخير من التفسير ما تيسر .. 1 - تفسير الحسن العسكري، المتوفى سنة 245هـ، وهو مطبوع في مجلد واحد (600) صفحة، وهو غير تام حيث إنه لم يفسر إلا سورة الفاتحة، وأجزاء من سورة البقرة، والكتاب برعاية: محمد باقر المرتضى، والكتاب فيه غلو واضح، وتجاوزات كبيرة، ولعل بالمثال يتضح المقال. المثال: عند تفسيره قول الله تعالى (وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس .. ) ((قوله عزوجل: " وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا انهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون " قال [الإمام] عليه السلام: قال الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام: وإذا قيل لهؤلاء الناكثين للبيعة - قال لهم خيار المؤمنين كسلمان والمقداد وأبي ذر وعمار: - آمنوا برسول الله وبعلي الذي أوقفه موقفه، وأقامه مقامه، وأناط مصالح الدين والدنيا كلها به. فآمنوا بهذا النبي، وسلموا لهذا الإمام في ظاهر الأمر وباطنه كما آمن الناس المؤمنون كسلمان والمقداد وأبي ذر وعمار. قالوا: في الجواب لمن يقصون إليه، لا لهؤلاء المؤمنين فانهم لا يجترؤون على مكاشفتهم بهذا الجواب، ولكنهم يذكرون لمن يقصون إليهم من أهليهم الذين يثقون بهم من المنافقين، ومن المستضعفين ومن المؤمنين الذين هم بالستر عليهم واثقون فيقولون لهم: (أنؤمن كما آمن السفهاء) يعنون سلمان وأصحابه لما أعطوا عليا خالص ودهم، ومحض طاعتهم، وكشفوا رؤوسهم بموالاة أوليائه، ومعاداة أعدائه حتى إذا اضمحل أمر محمد صلى الله عليه وآله طحطحهم أعداؤه، وأهلكهم سائر الملوك والمخالفين لمحمد صلى الله عليه وآله أي فهم بهذا التعرض لأعداء محمد جاهلون سفهاء، قال الله عزوجل: (ألا إنهم هم السفهاء) الإخفاء العقول والآراء ... )) (119). وهذا غيض من فيض، وإلا فالكتاب فيه روايات مكذوبة في فضل أهل البيت، وإثبات التقية، والتأثر الواضح بمذهب المعتزلة .. ، وزعموا أن الحسن أملاه على أبي يعقوب بن زياد وأبو الحسن بن سيار وقد كذبا، يقول الذهبي (وإذا كان ما يذكره صاحب أعيان الشيعة من علمه وصلاحه أمراً حقيقياً فالظن بهذا الكتاب أن يكون منسوباً إلى هذا الإمام زوراً وبهتانا، وهذا ما أرجحه وأختاره، لأني لم أعثر على نقل صحيح يدل غلو الرجل وتطرفه في التشيع كما فعل غيره) (التفسير والمفسرون2/ 73). 2 - تفسير محمد بن مسعود بن محمد بن عياش السلمي الكوفي، وقد عاش في أواخر القرن الثالث، وهو يعتني بالتفسير المأثور، وهو في مجلدين، تصحيح وتعليق:هاشم الرسولي المحلاتي، وانتهى إلى نهاية سورة الكهف، ولكنه لم يفسر جميع الأيات، بل يقتصر على بعضها، وذلك بذكر الآثار والأحاديث الواردة فيها. ابتدأ تفسيره بمقدمات منها ((علم الأئمة بالتأويل _ ثم ساق أحاديث في ذلك _ و تفسير الناسخ والمنسوخ والظاهر والباطن والمحكم والمتشابه، وفيمن فسر القرآن برأيه .. الخ)) () المثال: ((عن زرارة وحمران عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام في قوله " وأوحى إلى هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ " يعنى الأئمة من بعده، وهم ينذرون به الناس.13 - عن أبى خالد الكابلي قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: " وأوحى إلى هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ " حقيقة أي شئ عنى بقوله " ومن بلغ "؟ قال: فقال من بلغ أن يكون إماما من ذرية الأوصياء فهو ينذر بالقرآن كما انذر به رسول الله صلى الله عليه واله. 14 - عن عبد الله بن بكير عن محمد عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله " لأنذركم " وفى نسخة البرهان " أقول شئ ". وفى رواية الصدوق هكذا " أقول انه شئ لا كالأشياء " به ومن بلغ " قال: على عليه السلام ممن بلغ.)) (1/ 23) 3 - تفسير علي بن إبراهيم القمي، في أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الرابع، وقد طبع عدة طبعات آخرها سنة 1404هـ، بتصحيح: السيد الطيب الجزائري

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير