تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وبحقائق الإيمان، لا بجوارح الأبدان)) (من معجم تفاسير القرآن645) 5 - البيان في تفسير القرآن، لإمامهم الأكبر: السيد أبو القاسم الخوئي، المتوفى 1413هـ، وهو في مجلد واحد، ويحتوي على مدخل للتفسير وأطال فيه، وتفسير سورة الفاتحة فقط، أما عن سبب تأليفه فهو أن المفسرين (( ... يقتصروا على بعض النواحي الممكنة، ويتركوا نواحي عظمة القرآن الأخرى، فيفسره بعضهم من ناحية الأدب أو الإعراب، ويفسره الآخر من ناحية الفلسفة، وثالث من ناحية العلوم الحديثة أو نحو ذلك، كأن القرآن لم ينزل إلا لهذه الناحية التي يختارها ذلك المفسر، وتلك الوجهة التي يتوجه إليها. وهناك قوم كتبوا في التفسير غير أنه لا يوجد في كتبهم من التفسير إلا الشئ اليسير، وقوم آخرون فسروه بآرائهم، أو اتبعوا فيه قول من لم يجعله الله حجة بينه وبين عباده. على المفسر: أن يجري مع الآية حيث تجري، ويكشف معناها حيث تشير، ويوضح دلالتها حيث تدل. عليه أن يكون حكيما حين تشتمل الآية على الحكمة، وخلقيا حين ترشد الآية إلى الأخلاق، وفقيها حين تتعرض للفقه، واجتماعيا حين تبحث في الاجتماع، وشيئا آخر حين تنظر في أشياء أخر. على المفسر: أن يوضح الفن الذي يظهر في الآية، والأدب الذي يتجلى بلفظها، عليه أن يحرر دائرة لمعارف القرآن إذا أراد أن يكون مفسرا. والحق أني لم أجد من تكفل بجميع ذلك من المفسرين. من أجل ذلك صمت على وضع هذا الكتاب في التفسير، آملا من الحق تعالى أن يسعفني بما أملت، ويعفو عني فيما قصرت)) (تفسير البيان12). أما عن طريقته في كتابه فيقول (( .. وسيجد القارئ أني لا أحيد في تفسيري هذا عن ظواهر الكتاب ومحكماته وما ثبت بالتواتر أو بالطرق الصحيحة من الآثار الواردة عن أهل بيت العصمة، من ذرية الرسول - صلى الله عليه واله وسلم – وما استقل به العقل الفطري الصحيح الذي جعله الله حجة باطنة كما جعل نبيه - صلى الله عليه واله وسلم - وأهل بيته المعصومين عليهم السلام حجة ظاهرة. وسيجد القارئ أيضا أني كثيرا ما أستعين بالآية على فهم أختها، واسترشد القرآن إلى إدراك معاني القرآن، ثم أجعل الأثر المروي مرشدا إلى هذه الاستفادة. .. ) (المرجع نفسه). المثال: عند قوله تعالى (بسم الله الرحمن الرحيم) يقول عند (الرحيم) ((الرحيم: صفة مشبهة، أو صيغة مبالغة. ومن خصائص هذه الصيغة أنها تستعمل غالبا في الغرائز واللوازم غير المنفكة عن الذات: كالعليم والقدير والشريف، والوضيع والسخي والبخيل والعلي والدني. فالفارق بين الصفتين: أن الرحيم يدل على لزوم الرحمة للذات وعدم انفكاكها عنها، والرحمن يدل على ثبوت الرحمة فقط. ومما يدل على أن الرحمة في كلمة " رحيم " غريزة وسجية: أن هذه الكلمة لم ترد في القرآن عند ذكر متعلقها إلا متعدية بالباء، فقد قال تعالى: " إن الله بالناس لرؤف رحيم". "وكان بالمؤمنين رحيما". فكأنها عند ذكر متعلقها انسلخت عن التعدية إلى اللزوم. وذهب الآلوسي إلى أن الكلمتين ليستا من الصفات المشبهة، بقرينة إضافتهما إلى المفعول في جملة: " رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ". والصفة المشبهة لا بد من أن تؤخذ من اللازم. وهذا الاستدلال غريب، لان الإضافة في الجملة المذكورة ليست من الإضافة إلى المفعول بل هي من الإضافة إلى المكان أو الزمان. ولا يفرق فيها بين اللازم والمتعدي. ثم إنه قد ورد في بعض الروايات: أن " الرحمن " اسم خاص ومعناه عام وأما لفظ " الرحيم " فهو اسم عام، ومعناه خاص ومختص بالآخرة أو بالمؤمنين إلا أنه لا مناص من تأويل هذه الروايات أو طرحها، لمخالفتها الكتاب العزيز، فانه قد استعمل فيه لفظ " الرحيم من غير اختصاص بالمؤمنين أو بالآخرة ففي الكتاب العزيز " فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم." نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم " "إن الله بالناس لرؤف رحيم". ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله إنه كان بكم رحيما. ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما ". إلى غير ذلك من الآيات الكريمة، وفي بعض الأدعية والروايات: رحمن الدنيا الآخرة ورحيمهما. ويمكن أن يوجه هذا الاختصاص بأن الرحمة الإلهية إذا لم تنته إلى الرحمة في الآخرة، فكأنها لم تكن رحمة. وما

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير