تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهذه طريقة يرتضيها البحث النظري، غير أن القرآن لا يرتضيها كما عرفت، وثانيهما: أن نفسر القرآن بالقرآن ونستوضح معنى الآية من نظيرتها بالتدبر المندوب إليه في نفس القرآن، ونشخص المصاديق ونتعرفها بالخواص التي تعطيها الآيات، كما قال تعالى: (و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ) الآية. وحاشا أن يكون القرآن تبيانا لكل شئ ولا يكون تبيانا لنفسه، وقال تعالى: (هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) الآية. وقال تعالى: (وأنزلنا إليكم نورا مبينا) الآية. وكيف يكون القرآن هدى وبينة وفرقانا ونورا مبينا للناس في جميع ما يحتاجون ولا يكفيهم في احتياجهم إليه وهو اشد الاحتياج! وقال تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) الآية. وأي جهاد أعظم من بذل الجهد في فهم كتابه! وأي سبيل أهدى إليه من القرآن!)) (1/ 11)، فالمؤلف سيعتمد على تفسير القرآن بالقرآن من ناحية، وعلى تشخيص مقاصد القرآن العالية من ناحية أخرى، وبين أن ذلك هي طريقة النبي صلى الله عليه وسلم، وأهل البيت، حيث يقول ((ثم إن النبي صلى الله عليه واله وسلم الذي علمه القرآن وجعله معلما لكتابه كما يقول تعالى: (نزل به الروح الأمين على قلبك) الاية ويقول: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم) الآية. ويقول: (يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة) الآية. وعترته وأهل بيته الذين اقامهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا المقام في الحديث المتفق عليه بين الفريقين (إنى تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض). وصدقه الله تعالى في علمهم بالقرآن، حيث قال عز من قائل: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وقال: (إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه الا إلمطهرون) الاية وقد كانت طريقتهم في التعليم والتفسير هذه الطريقة بعينها على ما وصل الينا من أخبارهم في التفسير. وسنورد ما تيسر لنا مما نقل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وائمه أهل بيته في ضمن أبحاث روائية في هذا الكتاب .. )) (1/ 11) .. • منهجه: اعتمد المؤلف في كتابه على طريقة سار عليها في جل الآيات، وهو تقديمه الآيات ببيان عام عن معناها ومضمونها والمقاصد العليا منها، ثم يأتي ببحث روائي عن أئمة الشيعة وأقوالهم في الآية، ثم بعد ذلك ببحث فلسفي يذكر فيه الجانب المستفاد من الآيات، ثم يعقد مباحث أخرى تتعلق بكل آية بما يناسبها، كالمبحث الأخلاقي، أو العلمي، أو الاجتماعي ... وهذا كله بيَّنه في أول كل جزء من كتابه بقوله ((كتاب علمي فني، فلسفي، أدبي تاريخي، روائي، اجتماعي، حديث يفسر القرآن بالقرآن)). • نماذج من تفسيره: وستكون الأمثلة بناء على أصولهم في التفسير .. 1 - أقوال الصحابة: قد مر سابقاً نقولات كثيرة تبين رأيه في هذا الأصل ومنها، وأما ((الروايات الواردة عن مفسري الصحابة والتابعين. فإنها على ما فيها من الخلط والتناقض لا حجة فيها على مسلم)) (1/ 13). وقوله ((وأما غيرهم من مفسري الصحابة، والتابعين، فحالهم حال غيرهم من الناس وحال ما ورد من كلامهم الخالي عن التناقض، حال كلامهم المشتمل على التناقض وبالجملة لا موجب لطرح رواية، أو روايات، إلا إذا خالفت الكتاب أو السنة القطعية، أو لاحت منها لوائح الكذب والجعل، كما لا حجية إلا للكتاب والسنة القطعية، في أصول المعارف الدينية الإلهية)) (1/ 293). 2 - التفسير الباطني: عند قول الله تعالى " ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله " يقول (( .. وفى البصائر عن أبى حمزة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى: " ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين" قال: تفسيرها في بطن القرآن: ومن يكفر بولاية على. وعلي هو الإيمان. أقول: هو من البطن المقابل للظهر بالمعنى الذي بيناه في الكلام على المحكم والمتشابه في الجزء الثالث)) (5/ 218)، وهذا صريح وواضح، وهذا هو نتيجة الغلو في الأشخاص. وعند تفسيره قول الله تعالى (والنجم إذا هوى) قال ((وفي تفسير القمي في قوله تعالى: " والنجم إذا هوى " قال: النجم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " إذا هوى " لما أسري به إلى

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير