تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ويرى أبو حنيفة ? أن قوله: ?ذلك? إشارة إلى الأبعد، وهو ذكر التمتع؛ إذ لا متعة ولا قِران لحاضري المسجد؛ لأن شرعهما للترفه بإسقاط إحدى السفرتين، وهذا في حق الآفاقي، لا في حق أهل مكة ومَن في حكمهم (47).

وحجّة أصحاب هذا الرأي أن (اللام) في قوله تعالى:? لمن لم يكن? تجيء مع الرخص، فتقول: لك أن تفعل كذا، وأما مع الواجبات، فتقول: عليك، وردّوا القول الأول بأن الإشارة لو كانت للهدي أو بدله لأتى بـ (على) دون (اللام) في قوله: ?لمن لم يكن?؛ لأن الهدي وبدله واجب على المتمتع، وجعلُ (اللام) بمعنى (على) خلاف الظاهر (48).

والذي يظهر أن اسم الإشارة ?ذلك? يعود إلى لزوم الهدي أو بدله؛ لأنه الأقرب في السياق ـ كما تقدم ـ، ولا يلزم من هذا خروج (اللام) عن ظاهرها، فهي هنا على بابها للتخصيص، والمعنى: هذا الحكم مختص بمن كان أهله حاضري المسجد الحرام.

وحاضرو المسجد الحرام هم أهل بلدة مكة وما جاورها، واختُلف في تحديد ما جاورها (49).

?واتقوا الله واعلموا أن الله شديد العقاب?: خُتمت الآية بالوصاية بتقوى الله:? واتقوا الله? بطاعته فيما ألزمكم من فرائضه وحدوده، واحذروا أن تعتدوا في ذلك وتتجاوزوا فيما يبين لكم من مناسككم، فتستحلوا ما حرّم فيها عليكم، ?واعلموا?: تيقنوا أنه تعالى شديد العقاب لمن انتهك محارمه، والأمر بالتقوى عام في كل عمل، والحج أجدر أفراد العموم؛ لأن الكلام فيه.

[ line]

(1) الآيات (216 - 218) من سورة البقرة.

(2) ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، مادة (تمّ).

(3) الراغب الأصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن، مادة (تمّ)، وينظر: السمين الحلبي، عمدة الحفاظ، مادة (تمم)، والفيروزآبادي، بصائر ذوي التمييز، (72:2)، وأحمد رضا، معجم متن اللغة، مادة (تمّ).

(4) الفراهيدي، العين، مادة (حجّ)، وينظر: الزبيدي، تاج العروس، مادة (حجج).

(5) المناوي، التوقيف على مهمات التعاريف، ص (268).

(6) ينظر: الهروي، الغريبين، مادة (حجج)، والشريف الجرجاني، التعريفات، ص (72).

(7) ينظر: السجستاني، غريب القرآن، ص (185).

(8) ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، مادة (عَمَرَ).

(9) ابن عاشور، التحرير والتنوير، (219:2).

(10) ينظر: ابن فارس، معجم المقاييس، مادة (حَصَرَ)، وينظر: الهروي، الغريبين، مادة (حصر).

(11) الزمخشري، الكشاف، (237:1).

(12) الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، (76:2).

(13) الراغب الأصفهاني، المفردات، مادة (يسر).

(14) الَّلّطف (بالتحريك): التحفة والهدية، وكلمة (بَعْثَة) مهملة النقط في الأصل، وهي المرة من البعث. (من تحقيق عبد السلام هارون على معجم مقاييس اللغة، ابن فارس، مادة (هدي).

(15) ابن فارس، معجم المقاييس، مادة (هدي)، وينظر: الهروي، الغريبين، مادة (هدى).

(16) ينظر: ابن أبي بكر الرازي، مختار الصحاح، مادة (حلل).

(17) ينظر: الفراهيدي، العين، مادة (حلّ).

(18) المرجع السابق، مادة (أذي)، وابن سيدة، المحكم والمحيط الأعظم، مادة (ذأى) مقلوبه (أذى)، (121:10).

(19) أحمد رضا، معجم متن اللغة، مادة (فدي).

(20) السمين الحلبي، عمدة الحفاظ، مادة (فدي).

(21) الجوهري، الصحاح، مادة (نسك).

(22) ينظر: الزمخشري، أساس البلاغة، مادة (نَسَكَ).

(23) السمين الحلبي، الدر المصون، (487:1).

(24) الراغب الأصفهاني، المفردات، مادة (متع).

(25) ابن عادل الحنبلي، اللباب في علوم الكتاب، (377:3).

(26) البقاعي، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، (371:1).

(27) الراغب الأصفهاني، المفردات، مادة (وقى)، وينظر: الفيروزآبادي، بصائر ذوي التمييز، (299:2).

(28) من هذه الأقوال: التمام ظاهراً بأداء المناسك على وجهها، وباطناً بالإخلاص لله تعالى وحده، أو التمام أن تفردوا لكلٍ من الحجّ والعمرة سفراً، أو أن تخلصوهما للعبادة لا تشوبوهما بشيء من الأغراض الدنيوية، أو أن تجعلوا نفقتهما حلالاً ... للتوسع، ينظر: الطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، (248:2،252)، وابن العربي، أحكام القرآن، (165:1)، والقرطبي، الجامع لأحكام القرآن، (343:2) وابن كثير، تفسير القرآن العظيم، (237:1).

(29) ينظر ـ مثلاً ـ: الطبري، جامع البيان، (252:2)، والألوسي، روح المعاني، (475:1)، وسيد قطب، في ظلال القرآن، (279:1)، وابن عاشور، التحرير والتنوير، (217:2).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير