وقوله: اتفقت عليه الروايات، عجيب في باب التفسير، لأن الروايات لم تتفق على هذا، ففي روايات أنها أشبه بالوطاويط، أو أشبه باليعاسيب وهي ذكور النحل أو أشبه بالخطاف ...
وقوله يجوز لك أن تعتقد أن هذا الطير من جنس البعوض ... الخ، تحميل للآيات فوق طاقة أساليب اللغة العربية.
وفقنا الله تعالى لما يحب ويرضى ... آمين
ـ[سيف الدين]ــــــــ[19 Aug 2007, 12:21 ص]ـ
من أجمل ما سمعت في تفسير هذه الايات: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (52) {لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ} (53) سورة الحج
"كان صلى الله عليه وسلم يتمنى لأهل الارض كافة ولكل واحد منهم أن يؤمنوا اذ جاءهم الهدى .... والشيطان كان يلقي في هذه الامنية بغروره وحيله ما يشوهها في نظر من كان كأبي لهب وأبي جهل ممن استحوذ عليهم بفتنته فصدهم عما تمناه الرسول لهم من خير الدنيا والاخرة حتى أغراهم بقتاله واستئصاله.
"وهذا ما أقض مضجع رسول الله صلى الله عليه وسلم اشفاقا على الناس من هذا الوسواس الخناس, فكان صلى الله عليه وسلم بسبب ذلك مستوجبا للتعزية من الله عز وجل فعزّاه وخفض عليه بهذه الاية {وما أرسلنا من رسول ولا نبي الا اذا تمنى} مثل ما تمنيت من الخير خاصا وعاما {ألقى الشيطان في أمنيته} ما ألقاه في أمنيتك من التشويه بالتمويه على كثير من الناس فصدهم عنها بغروره وفتنته فان الرسل والانبياء كانوا بأجمعهم يتمنون لأهل الارض عامة ان يكونوا على هدى من ربهم وكانت قصارى أمانيهم أن تتفق أممهم على هديهم, لكن الشيطان كان يلقي في هذه الاماني االشريفة من وسوسته ما يخدعهم عنها فلم تتحقق أمانيهم الا قليلا حتى افترقت أمة موسى احدى وسبعين فرقة, وافترقت أمة عيسى اثنين وسبعين فرقة, وهكذا امم الانبياء كافة لم تتحقق فيهم أماني رسلهم بسبب ما يلقيه الشيطان فيها من التشويه بالتمويه, فلا يكبرن عليك يا محمد ما منيت به في أمانيك المقدسة حيث لم تتحقق في كثير من الاوقات بسبب ما يلقيه الشيطان فيها من التشويه الموجب لصرف كثير من الناس عنها ولك أسوة حسنة في هذا بجميع من قبلك من الرسل والانبياء فانك واياهم في هذا الامر شرع سواء.
"وحيث كان صلى الله عليه وسلم مشفقا من أباطيل الشيطان ان تظهر على الحق أمنه عز وجل من هذه الناحية اذ قال: {فينسخ الله} اي فيزيل الله {ما يلقي الشيطان} في أمانيك وأماني الرسل والانبياء من تشويهها بتمويهه, ثم بشره بظهور الحق الذي جاء به عن ربه, وجاءت به الرسل والانبياء من قبله وبقائه محكما فقال {ثم يحكم الله آياته} اي يتقنها كما قال في مقام آخر {ويحق الحق بكلماته ولو كره المجرمون}.
"وأولو الالباب يعلمون ان ليس المراد من النسخ والاحكام هنا معناهما المصطلح عليه في عرف المفسرين, وانما المراد في هذه الاية معناها اللغوي, فالنسخ بمعنى الازالة والاحكام بمعنى الاتقان. وهذه الاية في نسخها واحكامها ليست الا كقوله تعالى: {فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الارض كذلك يضرب الله الامثال}.
" .... وقد شاءت حكمته تعالى ان يميز الخبيث من الطيب من عباده فابتلاهم بالغرور الرجيم يلقي التشويه في أماني الرسل والانبياء {ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة} أي اختبار وتمحيصا {للذين في قلوبهم مرضْ من النفاق {والقاسية قلوبهم} لا تلين لذكر الله وما نزل من الحق اذ ران عليها ما وسل الشيطان لهم من الكفر فحجبها عن نور الايمان والهدى {وان الظالمين} من المنافقين والكفار {لفي شقاق بعيد} اي في عداوة لله ولرسوله ....
¥