وترهيب , ولكي تكون لنا دربة لكيفية التعامل مع كتاب الله عز وجل , تلك المعجزة العظيمة , والتي مازلت دررها تخفي
لنا المزيد.
أسأل الله تعالى أن ينفع بما قلت , إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
(1) التحرير والتنوير , ج17/ 87.
(2) السابق , 87.
(3) دلائل الإعجاز , 46 - 47.
ـ[بدر الجبر]ــــــــ[10 Jan 2007, 04:36 م]ـ
أشكركم يا شيوخ الملتقى, وكم موضوعٍ أردت المشاركة فيه ولكني أرغب عن ذلك؛ لأن النقاش يكون غالباً بين المختصين والمشايخ ولست منهم, واسمحوا لي أن أشارك في موضوع الشيخ مساعد –أحسن الله إليه-، فأقول:
اختص الله سبحانه نبيه -صلى الله عليه وسلم-بمعجزة خالدة خلافاً للرسالات السابقة كما فهم ذلك بعض العلماء –ينظر شرح النووي على الصحيح- من قوله عليه الصلاة والسلام:
"مَا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ إِلّا أُعْطِيَ مَا مِثْلهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ" أخرجه البخاري ومسلم.
وقد منَّ الله على هذه الأمة بعلماء أولوا إعجاز القرآن اهتماماً بالغاً, وأجمعوا على أن القرآن معجز بذاته لا بالصرفة.
ومن مفاتيح كشف وجوه إعجاز القرآن معرفة بلاغته، قال ابن عاشور: (من شاء أن يدرك الإعجاز كما أدركه العرب فما عليه إلا أن يشتغل بتعلم اللغة وأدبها وخصائصها حتى يساوي أو يقارب العرب في ذوق لغتهم ثم ينظر بعد ذلك في نسبة القرآن من كلام بلغائهم ولم يخل عصر من فئة اضطلعت بفهم البلاغة العربية وأدركت إعجاز القرآن وهم علماء البلاغة وأدب العربية الصحيح).
ومن السابقين في التأليف في وجوه إعجاز القرآن, وذكروا فيها ضمناً إعجاز بيانه وبلاغته: علي بن عيسى الرماني (386هـ) , والخطابي (388هـ) - طبعا ضمن ثلاث رسائل في إعجاز القرآن-, ثم جاء أبو بكر الباقلاني (403هـ) وألف كتابه (إعجاز القرآن).
ثم جاء بعدهم أول من أرسى قواعد البلاغة وهو عبد القاهر (ت 471هـ) ثم خلفه الزمخشري الذي التمسها في القرآن الكريم, ثم جاء بعد ذلك فخر الدين الرازي (ت 606هـ) الذي يعد حلقة وصل بين بلاغة عبد القاهر وبلاغة السكاكي (626هـ) والخطيب (739هـ) وقد نشر بلاغته في تفسيره (مفاتيح الغيب) وكتابه (نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز) الذي قصد فيه مؤلفه إلى الإجمال والاختصار, وتنظيم (دلائل) و (أسرار) الجرجاني, وقد بنى كتابه على مقدمة وجملتين, وقسم المقدمة إلى فصلين تحدث في أولهما: عن السر في إعجاز القرآن, وتحدث في الفصل الثاني: عن شرف علم الفصاحة, ثم شرع في الجملتين: الأولى تحدث فيها عن بلاغة المفردات وذكر فيها طائفة من المحسنات اللفظية والصور البيانية, وفي الثانية تحدث عن النظم, والكتاب تنظيري, والتطبيق في التفسير.
ـ[أبو عدنان]ــــــــ[10 Jan 2007, 11:38 م]ـ
أخي في الله الشيخ مساعد الطيار بارك الله فيك و نفع بك ..
دعني أختصر عليك الطريق إذ أقول:
إن أبرز من عني بدراسة علوم الإعجاز في القرآن - من المعاصرين المحدثين - هي الدكتورة عائشة بنت الشاطئ.
و عنايتها حسبما سمعتها تحدث عن نفسها في مقابلة مسجّلة، عليها رحمة الله.
و اسمح لي أن أنقل لك شيئاً من كلماتها المؤثرة:
قالت: " ما أنجزتُ شيئاً في حياتي العلمية إلا عن طريق عنايتي بالمصحف! ".
و قالت: " لا يصح لأحدٍ فقه الإسلام دون فقه لغته، لأن الأسلوب و النسق القرآني سببُ التحدي الأول في عصر الإسلام؛ أي: الإعجاز.
و أنا تؤرقني كيفية تقديم هذه المسألة الخطيرة لطلبةٍ (تقصد الدارسين لديها في الجامعة) يعيشون في جو نقائض الفرزدق و جرير ".
و قالت: " و قد اعتنيت في دراسة الإعجاز بالمنهج الاستقرائي، بأخذ كل موطن كلمة أو حرفٍ و استقراء وروده في القرآن و معرفة آثاره البيانية و البلاغية.
حتى إنك لو حاولتَ استبدال هذا الحرف أو الكلمة بآخر مثله لم يتم لك معنى القرآن، و هذا هو الإعجاز.
مثل: ((إنه لقول رسول كريم)) لو استبدلنا كلمة "رسول" بـ"محمد" لأقررنا بأن القرآن ليس كلاماً لله تعالى!! كما يزعم المشركون، فهنا بلاغة القرآن ".
¥