الناظرين إلا أن الجميع لايستهويه دخوله وإن ا ستهواه فقد لا يملك مفتاحا لدخوله والتمتع بمافيه من مقتنيات.
ولعلك ترى كيف أن لكل فئة من الناس ضربا من الزجل والحداء والغناء يستهويهم وتمجه أسماع غيرهم من الناس، ونحن لانضرب لكلام الله الأمثال نعوذ بالله من ذلك إلا أنا نحاول أن نقرب المعنى فهو مازال بعيدا عندي وإن كنت اشتغلت بتفهمه مدة، وسألت في كشف وجهه أجناس من البشر من شرق الأرض وغربها، كيف أن بعضهم يستهويهم جرس معين دون الآخر، ويطرب أسماعهم وقلوبهم نبرة واحدة قد يخالفهم فيها الكثير، وإن كان لصوت القارئ من التأثير مالا يكاد ينقاس لي في هذا الباب فأنا لم أحكمه بعد، ولأن كلام الله ليس ككلام المخلوقين تبارك الله رب العالمين، وأظن الإخوة الكرام قد ناقشوا هذه المسألة في نافذة أخرى ولابد.
استمعت للقارئ الشيخ عمر جزاء الله خيرا وصوته طيب إلا أني تعجبت من هذا التوافق في الاختيار مع أخي الشيخ عمر من قبل كثير من الإخوة ـ ولم أجد توافقا أصدق من توافق الشيخين في هذ الاسم العزيز على قلبي ـ، مع أني لم أجد من نفسي أي شئ مماذكره الإخوة الكرام ـ أعوذ بالله من قسوة القلب ـ وقمت بإسماعه بعض الفضلاء فتوافقنا في الأمزجة إلى حد ماء، وأن تلاوة الشيخ وإن كانت جيده وصوته طيب إلا أنها لم تحدث في القلب كل هذا الخشوع الموصوف، فصعب علي بعد أن رأيت معي من يوافقني أن أتهم نفسي، وعلمت أن للناس أمزجة ومفاتيح تختلف من شخص لآخر، وأنت متى عرفت مفتاح أي قلب استطعت أن تملكه ولابد فالقلب ملك الأعضاء وسلطانها، إلا أني أخشى أن مفتاح قلبي قد ارتوى من النيل وتترع من ترعاته، فأنا وإن لم أكن من مصر إلا أن هواي إلى مصر، فأنا لا أعدل بقرائها أو أعدل عنهم، ولا أدري متى سنستمع لمن ينسينا عبدالباسط أو المنشاوي أو محمد رفعت، وإن كان القارئ سعيد الغامدي يكاد يلامس أفق هؤلاء، فهؤلاء وأمثالهم متى ماسمعت لأحدهم وهو يتلو كتاب الله فأنت تستمع لقارئ ومفسر في آن واحد، يأخذ بلبك أحدهم فلا يدعه حتى يكاد أن يحلق به في الملكوت الأعلى، ولعلي وقعت فيما كنت أنبه عليه، لكن لابد أن يكون لكل امرئ اختياره.
فالمسألة لها تعلق بالانجذاب الروحي أصالة والجسد تبعا، وهذا سر لا يسهل كشفه أو التنبؤ به، ولولا احترامي لهذا المكان وتعظيمي لكلام الرحمن لبثثت أحرفا تتوارى واشتركت مع إخوتي في تفهم هذا الباب واستمليناه مرارا، ولن نعدم جميعا شامتا يجهر بالتقرئ، وينادى بأنا قد عهدناك شيخا يتقرى فمالنا نراك شابا يتفتى، فما كل الناس تحسن الحديث في أوجه الحياة وتناولها من خلال كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، ولايحسن بمن قد يحسنها أن يبثها إلا مع من يحسنها أو يحسن استماعها والسلام.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[13 Jun 2008, 10:28 ص]ـ
أخي العزيز ابن الشجري ..
أشكر لك مداخلتك الكريمة،والتي لو لم يكن منها إلا هذه القطعة الأدبية الجميلة ..
أخي ..
لا ريب فيما ذكرت من جهة تفاوت الأذواق،وهذا أمرٌ لا يختلف فيه اثنان،ولا تنتطح فيه عنزان ـ كما يقال ـ ولا يمكن لأحد أن يفرض رأيه على أحد،لكن أعتقد أن من حق الإنسان أن يعبر عن ذوقه وشعوره تجاه هذه القراءة أو القارئ ..
ومن المعلوم ـ أيضاً ـ لدى الجميع أن القارئ الواحد تكون له قراءات يحلق فيها في الملكوت الأعلى،وقراءات تتعجب كيف قرأها هذا القارئ من تواضعها!
أنا لا ألومك في حبك لقراء مصر الكبار الذين أشرت إليهم، فالإعجاب بقرائتهم ـ يغلب على ظني ـ أنه قدر مشترك بين أهل القرآن.
وقد كان شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ يحب أن يسمع قراءة عبدالباسط كثيراً،كما أن شيخنا الإمام ابن باز كان يحب أن يسمع للمنشاوي،ويقول: هذا القارئ لا يُملّ.
ولذا ـ يا محب ـ وبما أن اليوم جمعة، سأهديك هذا المقطع لعبدالباسط ـ رحمه الله ـ من سورة الكهف،أرجو أن لا تكون سمعته من قبل، وبانتظار ردك عليه:
http://www.4quran.com/index.php/4,1?act=cat,track&id=4,1
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[13 Jun 2008, 02:02 م]ـ
ماشاء الله، قراءة جميلة رائعة.
بارك الله فيكم.
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[13 Jun 2008, 02:07 م]ـ
.
¥