تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مع التحية الطيبة.

ـ[علي المعشي]ــــــــ[15 - 12 - 2008, 12:12 ص]ـ

أستاذي الكريم د. بهاء الدين عبد الرحمن، حفظه الله

والقياس على قول من يحقق الهمزتين يجيز: أألكتاب قرأت؟ كما تقول: أأحمر ثوبك؟

وهم لم يجعلوها كما زعمت مدة، وإنما قلبوها ألفا بعد ألف الاستفهام، والهمزة مع الألف تصير مدة.

والذين يحققون الهمزتين ويجعلون بينهما ألفا زائدة القياس على قولهم جواز أن تقول: آألكتاب قرأت، كمن قال: آأنت أم أم سالم.

أنا ذكرت المدة على اعتبار ما آل إليه الأمر، وهذا التعبير قد استعمله بعض أعلام النحاة كالمبرد في المقتضب: " ... إلا الألف التي مع اللام فإنك تبدل منها مدة مع ألف الاستفهام ... "

لكن أستاذي، هل ثبت عن العرب أنهم حققوا همزة الاستفهام وهمزة أل معا؟

إنما تحقق الهمزتان ـ فيما أعلم ـ إذا كانتا مقطوعتين كالتي للاستفهام مع همزة أحمر أو أنت، ولو كانت همزة أل التعريف مقطوعة بعد الاستفهام لكان حقها التحقيق أصلا.

فما الداعي لقلبها ألفا؟

أليس الأصل تحقيق همزة القطع بعد همزة الاستفهام؟

فعندما ذكر سيبويه أن همزة (ال) تثبت بعد همزة الاستفهام استنتجت أنه جعلها في هذه الحالة همزة قطع، فالتقت همزتان مفتوحتان، فقلبت الثانية ألفا وكان حقها أن تقلب واوا بعد ذلك كما في الهمزتين المفتوحتين في كلمة واحدة، ولكنهم أبقوها ألفا ولم يقلبوها واوا فرقا بينها وبين الهمزة التي هي من أصل الكلمة.

كلا أستاذي، إن صح استنتاجك أنها صارت همزة قطع فليس حقها أن تقلب ألفا ولا واوا ولا شيئا آخر، وإنما حقها التحقيق بالفتح، فلمَ قلبت ألفا؟

وهل في قواعد الإعلال ما يدل على أن همزة القطع المفتوحة تقلب ألفا أو واوا بعد همزة الاستفهام؟

والدليل على أن سيبويه أراد بثبات الهمزة في الوصل تحولها للقطع في ذلك الموضع لا مطلقا، أنه ضم إلى موضع ما بعد ألف الاستفهام بداية الشطر الثاني من البيت الشعري كقوله:

ولا يبادرُ في الشتاء وليدنا ... ألقدر ينزلها بغير جعال

فلو وصلت الشطر الأول بالثاني وجب عليك قطع الهمزة ليستقيم الوزن، فتقول: وليدنا أَلقدر، كما تقول: وليدنا أَفضل.

لقد بين سيبويه أن إثبات همزة أل في (ألقدر) وما شاكلها إنما كان على أساس الابتداء لأنه وقف قبلها ثم ابتدأ، وعليه لا علاقة لهذا بذاك، ولو نقلتم قوله كاملا لاتضح الأمر، ولا بأس بأن أضيفه هنا:

" ... إلا أن تقطع كلامك وتستأنف، كما قالت الشعراء في الأنصاف، لأنها مواضع فصول، فإنما ابتدؤوا بعد قطع. قال الشاعر:

ولا يبادر في الشتاء وليدنا ... ألقدر ينزلها بغير جعال ... "

فقوله يعني أن الشاعر لما وقف على الصدر ابتدأ العجز بإثبات الهمزة كما تثبت ابتداء في مثل (الصلاة جامعة) وأما إن وصلتَ الشطرين فإثباتها يعد من الضرورة التي تثبت فيها همزات الوصل الأخرى كهمزة (اسم واصمت وانطلاق) لضرورة الوزن، ولا حجة لكم في هذا.

تحياتي ومودتي.

ـ[علي المعشي]ــــــــ[15 - 12 - 2008, 12:17 ص]ـ

شيخنا الجليل د. بهاء الدين رعاه الله ومتعه

قلتم:

لا يا أخي، فهذا النص خاص بالأفعال التي تسمى بها أما الحروف فإنها تبقى على حالها إلا التي آخرها واو أو ياء أو ألف، ولذلك نص على أنك لو سميت رجلا بالباء الساكنة من (اضرب) والتي تلفظ: إبْ، تبقى همزته همزة وصل وتسقط في الوصل، وقد بينت ذلك في المشاركة السابقة وأعرضت عن هذا الدليل مع أنه نص في محل النزاع، وسأورده على طوله لتعلم أني على حق:

قال سيبويه:

ولو سميت رجلاً بـ (اِبْ) قلت هذا اِبٌ، وتقديره في الوصل: هذا ابٌ [بسقوط الهمزة لفظا] كما ترى، تريد الباء وألف الوصل من قولك اضربْ

وكذلك كل شيء مثله لا تغيره عن حاله لأنك تقول: اِبٌ، فيبقى حرفان سوى التنوين، فإذا كان الاسم ههنا في الابتداء هكذا لم يختل عندهم أن تذهب ألفه في الوصل، وذلك أن الحرف الذي يليه يقوم مقام الألف، ألا تراهم يقولون: مَنَ ابٌ [بحذف الهمزة] لك، فلا يبقى إلا حرف واحد، فلا يختل ذا عندهم، إذ كان كينونة حرف لا يلزمه في الابتداء، وفي غير هذا الموضع إذا تحرك ما قبل الهمزة في قولك: ذهب ابٌ لك، وكذلك اِب لا يختل أن يكون في الوصل على حرف إذا كان لا يلزمه ذلك في كل المواضع، ولولا ذلك لم يجز، لأنه ليس في الدنيا اسمٌ يكون على حرفين أحدهما التنوين، لأنه لا يستطاع أن يتكلم به في الوقف مبتدأ.

هذا نص على أن الحرف إذا سمي به فإن همزة الوصل فيه تبقى على حالها وتسقط في الوصل وتثبت في الابتداء.

أستاذي الجليل، هناك فرق كبير بين ما نحن فيه وبين ما جعلتموه منه وهو ليس منه، فعندما ننقل الباء في (اضربْ) إلى الاسمية ننقلها على اعتبارها حرفا وحيدا مفردا (بٌ) فامتنع هذا، إذ ليس في العربية اسم على حرف لا يصير على حرفين إلا بالتنوين، فجلبت له همزة الوصل بعد النقل، (اب) فصح أن تسقط في الدرج نطقا، لأنها إنما جلبت لغرض وكان جلبها بعد النقل إلى الاسمية وليس قبله فهي ليست جزءا من المنقول وإنما هي طارئة بعد النقل.

أما الحال مع (أل) فقد نقل فيها الحرف ثنائيا (ال)، وكانت همزة وصله حاضرة قبل النقل فقطعت بعد النقل إلى الاسمية كما قطعت همزة (اصمت) إذا سمي بها وإنما قطعت لأنها جزء من المنقول قبل النقل، ولو جلبت بعد النقل لغرض ما لسقطت في الدرج.

ولا ينقض هذا ما ذهب إليه سيبويه من أن المعرف هو اللام وحدها (وإن كان غيره يخالفه كالخليل وآخرين) فرأيه هذا خاص بالمؤثر في الاسم تعريفا وأما تلازم الألف واللام فهو لا ينكره.

وعليه لا شبه بين الحالتين ولايصح قياس إحداهما على الأخرى.

أستاذي الكريم، لتعلم أني أجلك أيما إجلال، وأثق في علمك وفضلك، ولا أخطئ ما ذهبت إليه ولكني أخالفك في بعضه فأرده ردا جميلا، وإن كنت ما تزال ترى أن في كلام سيبويه ما يثبت امتناع قطع همزة أل إذا صارت اسما، وترى أنها مقطوعة قبل همزة الاستفهام فلا أقول لك إلا " نحن بما عندنا وأنت بما عندك راض والأمر مختلف"

ولقد أطلتُ وأثقلتُ وقلتُ ما يكفي لإيضاح ما ذهبتُ إليه، ولعلي أترك الفرصة لفصحاء الفصيح ليتأملوا ويعلقوا مكتفيا بهذا إلا أن يجد جديد.

وتقبلوا خالص مودتي وأزكى تحياتي.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير